السينما الصامتة.. 1907-1939
التجارب الأولى
الجزء الثامن
من "ليلى" إلى "زينب"
نساء السينما المصرية.. طلعت حرب والأخوين لاما الرواد
الأخوين..
"إبراهيم وبدر ..لاما"..
وصل الأخوين "لاما" إلى الإسكندرية..
وهما من أصول فلسطينية..
هاجرت عائلتهما إلى شيلي منذ صغرهما..
وفي طريقهما إلى فلسطين كانا متوجهين إلى مدينة حيفا..
وكان معهما معدات وأجهزة سينمائية كانت الأولى من نوعها في العالم العربي..
ولمرض "إبراهيم" في الطريق قررا الاستقرار في الإسكندرية.. والعمل على إنتاج أفلام سينمائية مصرية هناك..
وأسسا شركة "كوندور فيلم" بالإسكندرية عام 1926 ..
وقام الأخوين "لاما" بإخراج أول فيلم عربي بعنوان "قبلة في الصحراء" عام 1927
وقد أنتجت شركتهما..
ما يقارب الـ 62 فيلمًا في الفترة ما بين 1926 و1951..
تأثر "الأخوان لاما" بأفلام هوليوود
ووصل التأثر إلى حد الاقتباس الحرفي دون إبداع..
في فترتي العشريبنات والثلاثينات..
وتشبه "بدر لاما" في تمثيله بنجوم من أمثال "فالنتينو" و"نوفارو" سواء في الملابس أو الحركة..
المثير أن "بدر لاما" لم يكن يجيد اللغة العربية!
وكانت سيناريوهات أفلامه تكتب بالفرنسية التي كان يتعامل بها في أفلامه الصامتة!
وعندما نطقت السينما كان على "بدر لاما" أن يتوارى خلف الحركة وأفلام المغامرات ليقلل من
تأثير"العربي المكسر" الذي كان قد بدأ يتعلمه!
وكانت فضيحة لشركة "كوندور"، وللمخرج "إبراهيم لاما" بعد أن اخرج الفيلم الناطق
"قيس وليلى" عام 1939 !!!
وإسناد دور الشاعر العاشق "قيس إبن الملوح" لـ"بدر لاما" بنطق عربي "مكسر" !
وفى عام 1947 توفى "بدر لاما" عن عمر 40 عاما بذبحة صدرية!
وأما "إبراهيم لاما" فكانت نهايته عام 1953 بطريقة مأساوية.. قتل وانتحار !
يوم الأربعاء 13 مايو 1953 ذهبت زوجته "إيزابيل جورج كوغا "إلى القنصل الأمريكي لتطلب طلاقها
من زوجها الغيور.. "بدر لاما"..
ولتحكي له مأساتها ولتستنجد به من زوجها "شديد الغيرة" عليها حتى من أقرب أقربائها! ..
وتستغيث من عصبيته المستمرة وعنفه الشديد مع الآخرين بسبب الغيره! ..
وفي يوم الخميس 14 مايو 1953 صدرت الصحف بنبأ مقتل الزوجة "إيزابيل" برصاصتين!
وانتحار الزوج القاتل بالرصاصة الثالثة!
وفي مفكرة الزوج وجدوا عدة سطور تحت عنوان "إمرأة ذهبت إلى النهاية"
كتب فيها:
"إنها امرأة عاشت في خيالي، وكان لها على نفسي سلطان.. كنت أعبدها.. ولكن عبادتي لها..
انقلبت إلى كفر.. وسأمضى إليها كافرا..
فأذيقها كأس العذاب.. الذي طالما أذاقته لي..
الخميس 14 مايو..
يوم حرب أو سلام ؟
أن مأسي قصص حياة الفنانين .. عجيبه و غريبه عبر الزمان
كانت و لازالت حتى الان
فالفنان.. كائن شديد الحساسية..عميق التأثر..
كثير الغضب وسريع التسامح.. يحب بالكثير من المبالغة!
شديد الإحساس بالآلم..
يعيش حتى معاناة الآخرين..
فقدر الفنان هو تلك الأوجاع المستمرة..
فهو حمال أحمال الآم الآخرين.. وأحلامهم!
وهو ما يشكل شخصيته..
ويحدد قيمته الإنسانية في نفس ذات الوقت..
ويحدد مستوى إبداعه..
بل..
ويكتب اسمه في التاريخ..
كمجنون!
ونعود من جديد هنا للحديث عن مشكله ظل المؤرخون وربما حتى يومنا هذا في حيرة من أمرهم فيه..
وهو أي فيلم يتم تصنيفه تحت مسمى الفيلم الأول..
في تاريخ صناعة السينما المصرية؟؟
"ليلى" أم "قبلة في الصحراء" أم "بلاد توت عنخ امون"..
وهنا أعود لكتاب "تاريخ السينما المصرية قراءة الوثائق النادرة"..
حيث يحاول الكاتب حسم تلك القضية بقوله..
"والصورة التي حسمت الموقف جاءت في قلب الإفتاء بطريقة حاسمة..
"ليلى" هو الفيلم المصري الأول..
واستند الحكم الفني إلى أن "الأخوين لاما"..
كانا وافدين على مصر من بلاد الاغتراب..
في حين "عزيزة أمير "هي مصرية لحما ودما..
و"عزيزة" أعطت الفيلم للفيلم الثاني الجنسية - إنتاجا وتمثلا وإخراجا- فأصبح بحكم الهوية هو الأول"..
ويعود الكاتب هنا ويسترسل..
وتقول نفس الحلقات التي نشرتها مجلة "الموعد"..
أن "وداد عرفي" خدع "عزيزة أمير"!
وقدم لها أوراقا عن الشهادات الألمانية التي حصل عليها في السينما من ألمانيا:
"وكان العمل يتم بلا سيناريو اكتفاء بالقصة كما هي في خيال المخرج!
وكما رواها باختصار للبطلة..
وكانت القافلة تخرج إلى الصحراء.. فيتجول "وداد" في المنطقه على صهوة حصانه..
وكان يجيد ركوب الخيل فإذا عثر على الموقع الذي يراه مناسبا عاد إدراجه مسرعا ويقول لمصور..
الفيلم "كياريني" وهو من أصل إيطالي..
"ضع الكاميرا هنا" !
وبعد اكتشاف "عزيزة أمير" كما سبق وأن حكينا مشاكل وداد عرفي واستبدلته..
"باستيفان روستي"..
هدد "وداد" باللجوء إلى القضاء..
فسددت له "عزيزة أمير" باقي أجره البالغ مائة وخمسون جنيها عن الفيلم إخراجا وتمثيلا!
واكتشفت "عزيزة أمير"..
أن "وداد عرفي" لم تكن له أي علاقة بالإخراج.!!
وأن الشهادات التي قدمها إليها لم تكن إلا رسائل تلقاها من الاستوديوهات الألمانية..
"بالاعتذار عن قبوله تحت التمرين"!
ونعود من جديد "للأخوين لاما"..
"أنه العام الثاني من ميلاد السينما المصرية عام 1928..
وفي هذا العام بدت الحيوية والتدفق والمنافسة خلال أربعة أفلام..
"قبلة في الصحراء".. من إخراج "إبراهيم لاما"..
"سعاد الغجرية".. من إخراج "جاك شولتز"..
"البحر بيضحك ليه".. من إخراج "استيفان روستي"..
"فاجعة فوق الهرم".. من إخراج "إبراهيم لاما"..
"إبراهيم لاما" هو إذن المخرج الذي كان الأكثر تواجدا في هذه السنة..
وتلك الفترة بشكل عام..
وذلك من خلال أفلامه الصحراوية والتي قام ببطولتها شقيقه "بدر لاما"..
ومن الواضح أن الاثنين قد وضعا أعينهما على صناعة ما يسمى "برومانسيات الصحراء"..
وهذا الفيلم من إنتاج شركة "كوندور"..
التي أسسها "الأخوان لاما" عقب عودتهما من "شيلي" من أجل البقاء في مصر..
وفي تلك الفترة..
بعد أن فاز بدر لاما، في الأرجنيتن بجائزة أحسن وجه فوتو جينيك..
كانت معهما أجهزتهما السينمائية وأدوات الطبع والتحميض التي جلباها معهما من أمريكا وإنجلترا وإيطاليا..
وبدءا في الحال عملهما برأس مال قدره 32 ألف جنيها مصريا..
فأقاما مسابقه للجمال في كازينو "سان استيفانو" لاختيار بطل وبطلة الفيلم
الذي يزمعان إنتاجه..
فاز من الرجال "إبراهيم ذو الفقار" ومن الأنسات "ايفون جيان"..
وكان أول إنتاجهما فيلم "قبلة في الصحراء"..
وقد تكلف خمسه الآف جنيه مصري..
مع أنهما اضطرا إلى إعادة التصوير أكثر من مرة..
نظرا لجهل الذين يقومون بالتحميض والطبع!
وعرض الفيلم في 5 يونيه من نفس العام بالإسكندرية..
التي كانت بؤرة صناعة السينما في تلك السنوات..
رغم أن المسرح كانت..
ركيزته القاهرة..
و..
للحديث بقية..
التعليقات