يعرف القولون العصبي أو المعروف علمياً بمتلازمة الأمعاء الهيوجة (Irritable Bowel Syndrome) على أنه مجموعة من الأعراض التي ترتبط بالأمعاء نتيجة حدوث اضطرابات فيها، ويعتبر القولون العصبي من الأمراض الشائعة، إذ يعاني ما يقارب 3-20% من الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية من أعراض الإصابة به، ويجدر بالذكر أنه حالة منفصلة تماماً عن التهابات الأمعاء ولا علاقة لها بذلك، وعلى الرغم من أن هذه المتلازمة تصيب الرجال والنساء، إلا أن النساء أكثر عرضة للمعاناة منها، وفي الحقيقة تتفاوت الأعراض التي تظهر على المصابين، فمنها ما يكون بسيطاً، ومنها ما يكون شديداً للغاية فيؤثر في حياة المصاب بشكل جذري، وتظهر أعراض هذا المرض على الأقل لمدة 3 أيام في الشهر ولمدة 3 شهور، وغالباً ما تتمثل هذه الأعراض بالشعور بالمغص، وألم في البطن، والإمساك، والإسهال، وانتفاخ البطن، وتكوّن الغازات، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض غالباً ما تكون مؤقتة فلا ترافق المصاب على الدوام، وخاصة بما يتعلق بالغازات وانتفاخ البطن، ففي معظم الحالات تختفي هذه الأعراض بعد القيام بالتبرز.
ومن الجدير بالذكر أن أعراض القولون العصبي تتأثر بتغيرات مستوى الهرمونات لدى النساء، فمثلاً غالباً ما تشتد الأعراض قرب الدورة الشهرية أو أثناءها، وكذلك تشتد خلال الحمل، ولكن غالباً ما تكون أخف وطأة عند بلوغ سن اليأس.
نصائح للتعامل مع القولون العصبي
نصائح غذائية
هناك بعض النصائح التي تقدم للمصابين بمرض القولون العصبي على مستوى النظام الغذائي، ويمكن إجمال أهمها فيما يأتي:
الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون من قبل مرضى القولون العصبي الذين يعانون من الإسهال، وذلك لأن الدهون تتسبب بزيادة انقباضات الأمعاء، مما تترتب عليه معاناة المريض من المغص والإسهال، وهذا ما يفسر أنه في حال تجنب الوجبات الغنية بالدهون يمكن أن يحتاج مريض القولون العصبي للذهاب إلى المرحاض بعد مرور ساعة على تناول الطعام، في حين أنه قد يحتاج لأقل من هذا الوقت بكثير في حال تناوله الوجبات الدهنية.
تجنب الأطعمة التي تحفز ظهور الأعراض؛ إذ لم يتوصل العلم إلى الآن لمعرفة طبيعة الأطعمة التي يجدر بالمصاب تجنبها للتخفيف من أعراض القولون العصبي، ولكن ينصح المختصون على الدوام بضرورة مراقبة المصاب للأطعمة التي يتناولها وما تظهر عليه من أعراض إثر ذلك، فمثلاً قد يعاني المصاب من الانتفاخ بشكل أساسي، وعندها ينصح بتجنب الأطعمة التي تتسبب بظهور الانتفاخ وتكون الغازات مثل البروكلي، والملفوف، والمشوربات الغازية وما إلى ذلك.
الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف مثل الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة لمساعدتها على تخفيف أعراض القولون العصبي، وخاصة الإمساك، ومن الجدير بالذكر أن بعض المصابين قد يعانون من الانتفاخ وتكون الغازات نتيجة لتناول هذه الأطعمة، حيث ينصح هؤلاء بمراجعة الطبيب المختص لصرف المكملات الغذائية المناسبة، أو اتباع نظام غذائي آخر، ويجدر التنبيه إلى أن عدد المصابين الذين يبدون تحسناً واضحاً إثر تناول الألياف محدود جداً.
تناول البروبيوتيك (Probiotics)؛ وذلك لتأثيرها في البكتيريا الموجودة في الأمعاء، فهناك بعض الأبحاث التي تبرهن على أهميتها في التخفيف من أعراض القولون العصبي، وفي الحقيقة يمكن تناول البروبيوتيك عن طريق تناول أنواع معينة من اللبن، وفي حال الحاجة لجرعة أعلى، يمكن تناول مكملات البروبيوتيك، وذلك بعد استشارة الطبيب المختص لتحديد الجرعة المناسبة.
نصائح دوائية
هناك بعض الخيارات الدوائية التي يمكن أن يصرفها الطبيب المختص للمرضى الذين يعانون من القولون العصبي، ويمكن توضيح أهم هذه الأدوية على النحو الآتي:
- الملينات (Laxatives)، ومن الأمثلة عليها هيدروكسيد المغنسيوم (Magnesium hydroxide) وجليكول بولي إيثيلين (Polyethylene glycol)، وغالباً ما يلجأ الطبيب المختص لصرفها بعد فشل الألياف في تخفيف أعراض المصاب.
- مضادات الإسهال (Anti-diarrheal medications)، ومن الأمثلة عليها دواء لوبراميد (Loperamide).
- الأدوية المضادة للكولين (Anticholinergic)، وغالباً ما تصرف في حالات معاناة المصاب من آلام شديدة في الأمعاء، ومن الأمثلة على الأدوية التابعة لهذه المجموعة الدوائية ديسيكلومين (Dicyclomine).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic antidepressant)، وتعمل هذه الأدوية على السيطرة على الاكتئاب بالإضافة إلى تثبيط الأعصاب التي تتحكم بحركة الأمعاء، ويقوم الطبيب المختص بتحديد الجرعة المناسبة بحسب حالة المصاب.
- مثبطات استرداد السيروتونين الاختيارية (Selective serotonin reuptake inhibitor)، ويلجأ إليها في حال معاناة المصاب من الاكتئاب، وألم البطن، والإمساك، وفي الحقيقة تتبع لهذه المجموعة الدوائية مجموعة كبيرة من الأدوية، منها فلوكسيتين (Fluoxetine)، وباروكسيتين (Paroxetine).
- مسكنات الألم، ويتم اللجوء إليها في حالات الألم، أو انتفاخ البطن الشديد، ومن الامثلة عليها جابابنتين (Gabapentin) وبريجابالين (Pregabalin).
نصائح أخرى
بالإضافة إلى ما سبق، هناك مجموعة من النصائح التي تقدم للمرضى الذين يعانون من القولون العصبي، ومنها:
- ممارسة التمارين الرياضية، وفي الحقيقة تنصح بعض المنظمات الصحية العالمية بممارسة الرياضة بمعدل 30 دقيقة في اليوم لما لا يقل عن 5 أيام في الأسبوع الواحد، وتلعب الرياضة دوراً مهماً في السيطرة على أعراض الاكتئاب، والتوتر، والقلق، حيث إن السيطرة على هذه العوامل يؤدي إلى السيطرة على أعراض القولون العصبي.
- اللجوء لوسائل الاسترخاء للمساعدة على التعامل مع المرض، ومن الطرق المتبعة لتحقيق الاسترخاء ما يعرف بالتنفس الحجابي (Abdominal Breathing) واسترخاء العضلات التدريجي (Progressive muscle relaxation).
التعليقات