بدأت اليوم رحلة الهجن التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث للعام السادس وذلك بمشاركة 11 شخصاً يمثلون 6 دول.
وتضم رحلة الهجن في هذه النسخة مشاركين من الإمارات وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين والبانيا، وتم اختيارهم من وسط 700 متقدم للرحلة وذلك بناء على التزامهم في التدريبات الإلزامية بالعزبة المخصصة من قبل المركز، إلى جانب اجتيازهم كافة الامتحانات المطلوبة للمشاركة.
وانطلق فرسان الصحراء بقيادة عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، منذ الصباح الباكر من منطقة مندر الأصلاب نحو جسيورة على خط سير تم إعداده مسبقاً، لتمضي القافلة في أغوار الصحراء عبر محمية قصر السراب مروراً بمنطقة شاه والثروانية وشمال العصب وحصن الظفرة ومحمية المرزوم والشبيكة وبوقرين وشمال رزين وغابات الحفار والعجبان وسيح السلم حتى تحط القافلة رحالها في القرية التراثية بالقرية العالمية، على أن تستغرق الرحلة 14 يوماً تقطع فيها نحو 65 كيلومتراً في اليوم الواحد وذلك وفقاً للأحوال الجوية.
ورحبت هند بن دميثان القمزي، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بالمشاركين وأعربت عن تقديرها لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية عبر السنوات الماضية سواء من فرق العمل أو المشاركين أو الجهات الأخرى المتعاونة.
وقالت إن هذه الفعالية أثبتت طيلة الأعوام الماضية نجاحها وباتت تستقطب أشخاصاً من حول العالم ممن تواصلوا مع المركز رغبة منهم في خوض هذه المغامرة للتعرف على التراث الحقيقي للدولة وهذا ما يجعل منها حدثاً يضع كل مشارك في دائرة الضوء، فهو السفير الذي سيعود لوطنه ويروي للأهل والأصدقاء قصصاً لم تعد مألوفة، عن كيفية الارتحال على ظهور الهجن ونصب الخيام وتوّسد رمال الصحراء والتحاف السماء والعمل بروح الفريق الواحد لإعداد المخيم والزاد وإطعام الجمال والعناية بها ومن ثم الترحال على ظهورها لساعات طوال.
وأعربت عن فخرها بإطلاق الرحلة في وقت مبكر، فهي هذا العام تعد امتداداً لاحتفالية اليوم الوطني الـ 48، وهي مناسبة غالية علينا جميعاً وتتماشى وأهداف المركز الرامية إلى الاحتفاء بموروثنا الثقافي"، كاشفة عن مشاركة طفلين يبلغان الخامسة من العمر في هذه الرحلة.
وأعلن المركز هذا العام عن انطلاقة مبكرة للنسخة السادسة من رحلة الهجن التي لاقت رواجاً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لاسيما أن عدد المتقدمين لرحلة العام الماضي بلغ نحو 1000 شخص، بينما تقدم للتسجيل أكثر من 700 شخص هذا العام وذلك فور الإعلان عن الرحلة على هامش المعرض الدولي للصيد والفروسية أكتوبر الماضي.
وتختلف رحلة الهجن عن مثيلاتها وتصب أهدافها في التركيز على عيش الأجواء الحقيقية وليس تهيئتها من منظور سياحي وتعتمد على التدريبات المكثفة من قبل المشاركين لاحتراف عملية امتطاء الهجن وامتحان قدرات المشاركين الفردية وعزيمتهم لخوض تحدٍ جديد في الصحراء المترامية وسط طرق وعرة وتلال رملية وحلة تتطلب منهم النزول ودفع الهجن لاجتيازها ولياقة بدنية وقدرة تحمُّل عالية، والانعزال التام عن حياة المدينة، والالتزام بتعليمات قائد الرحلة لمدة تصل إلى نحو أسبوعين حتى الوصول إلى المحطة النهائية.
وكانت القافلة في النسخة الماضية قد قطعت 700 كيلومتر في 14 يوماً على ظهر الجمال حيث واجه المشاركون تحديات جمّه وركوب الهجن لنحو 10 ساعات يومياً، ويعتبر اجتياز هذه المسافة في هذا الوقت رقماً يصعب تحقيقه.
التعليقات