شجّع الخبراء الأمنيون العاملون في شركة F5 نتووركس اليوم شركات توريد خدمات الاتصالات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا على تعزيز دفاعاتهم ضد عمليات القرصنة واسعة النطاق عبر الإنترنت التي تتعرض لها تقنيات إنترنت الأشياء.
وتأتي حملة الاستعداد والتأهب هذه في أعقاب عمليات القرصنة الأخيرة التي قامت بها الشبكات الآلية ميراي Mirai botnet، التي أصابت مئات الآلاف من أجهزة تقنيات إنترنت الأشياء، بما فيها كاميرات المراقبة الأمنية، وذلك بهدف شن هجمات غير مسبوقة من نوع الحرمان من الخدمة الموزعة DDoS تجاوز حجمها الـ 620 غيغابايت.
في هذا السياق قال ماليك تاتيباميولا، نائب رئيس وحدة شركات خدمات الاتصالات وحلول تقنيات إنترنت الأشياء لدى شركة F5نتووركس: "لقد تحول عدد قليل من أجهزة تسجيل الفيديو الرقمية أو الكاميرات المتصلة بالشبكة إلى أسلحة. وبالنظر إلى المستقبل، فإن إصلاح هذا الخلل يجب أن يبدأ من الشبكة، وعلى نحو أكثر دقة الشبكات الخاصة بشركات توريد خدمات الاتصالات، وذلك كونها تستضيف هذه الأجهزة، إلى جانب أنها الأقرب لمصدر الهجمات".
"وتعتبر أجهزة تقنيات إنترنت الأشياء جذابة جداً من منظور من يقف وراء هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة DoSS، لأنها لا تتطلب أية نفقات إضافية، على غرار الهجمات على شبكات التواصل الاجتماعية المنظمة، أو حملات استهداف البريد الإلكتروني، أو برامج التسلل الخبيثة، أو فيروسات "اليوم صفر" الحديثة. بالإضافة إلى أنها لا تتمتع بمعايير المستوى الأمني المثالي".
وانطلاقاً من كون أجهزة تقنيات إنترنت الأشياء تشكل مراكز استقطاب لمجرمي الإنترنت، رصدت مراكز العمليات الأمنية SOC العالمية التابعة لشركة F5 - التي توفر على مدار الساعة خدمات البحث والحد من آثار جميع أنواع هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة، وعمليات مكافحة الاحتيال، وجدران الحماية الخاصة بتطبيقات المواقع الالكترونية WAF - زيادة بنسبة 100 بالمائة في هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة التي تعرض لها العملاء مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتمكنت مراكز العمليات الأمنية SOC من معالجة والتصدي والحد من آثار ما مجموعه 8536 هجمة من هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة خلال العام 2016.
لذا، احتلت الحلول الأمنية الجاهزة والخاصة بتقنيات إنترنت الأشياء دائرة الاهتمام خلال فعاليات المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة هذا العام، وذلك في ظل نمو وانتشار واتساع دائرة تحكم الأجهزة المتصلة بالشبكة باطراد.
من جهةٍ أخرى، تشير توقعات شركة آي دي سي العالمية لدراسة الأسواق إلى أن سوق تقنيات إنترنت الأشياء سينمو إلى عتبة الـ 129 تريليون دولار، وذلك بمعدل سنوي مركب نسبته 6.15 بالمائة بحلول العام 2020، وهو العام الذي توقعت فيه شركة فروست وسوليفان العالمية أن يمتلك كل شخص ما معدّله 1.5 جهاز متصل بالشبكة.
كما تشق تقنيات إنترنت الأشياء أيضاً طريقها إلى راس جداول الأعمال الاستراتيجية في مجالس الإدارة كبرى الشركات في جميع أنحاء العالم. حيث أشارت نتائج تقرير صدر مؤخراً عن معهد إنترنت الأشياء إلى أن 65 بالمائة، من أصل 1,000 رئيس تنفيذي يعملون ضمن شركات من مختلف أنحاء العالم العالمي، اجمعوا على أن المؤسسات التي تستعين بتقنيات إنترنت الأشياء ستحقق مزايا كبيرة.
التعليقات