نجد أغلبنا يخطط من أجل أن يقوم برحلة ممتعة أو يخطط من أجل زواج الأولاد وينظم الميزانية والجمعيات لتحقيق هذا الهدف ونجد بعضنا يخطط لشركته الجديدة لتكون من أكبر الشركات وهذه تخطط من أجل مظهر جديد لمنزلها وهؤلاء الشباب والشابات يخططون لمفاجأة صديقتهم بعيد ميلادها ليدخلوا البهجة على حياتها، وكلها خطط نقوم بها بكل حماس واجتهاد وهى حقوق مشروعة بل وعظيمة ولكن هل نخطط لأنفسنا ؟ لبناء شخصياتنا ؟ هل نخطط لنكون أفضل؟ هل نبحث عن عيوبنا ونجلس معا لنغير هذا ونعدل ذاك؟
أطرح تساؤلاتي بينكم بعد محاضرة كنت فيها عن كيف يحدث التغيير؟ ولماذا نتغير للأفضل؟ وهنا رصدت الحضور بعين المراقب قليلا وهى كيف يتمنى الإنسان أن يتغير وقد يتحدث ليل نهار في هذا الشأن ولكنه لا يبحث ورائه كيف لا يلتفت بعضنا لعيوبه التي قد تدمر علاقات وتجده متشبثا بتلك السمات في شخصيته وكأنها سبيله للحياة ويتحجج أمام البعض بان ما فيه من عيوب هي جزء من شخصيته كالتوأم الملتصق ! نعم هي خطوة ليست بسيطة على الإطلاق ولابد لها من عزيمة وإرادة كما أكد المحاضر حينما تطرق لفكرة أولو العزم من الرسل وكيف يرتبط تغييرك للأفضل أن تحمل صفاتهم من عزم وإرادة بل وكيف يجب أن يظل هدفك مستمرا بنفس قوته طوال الوقت.
وأشير هنا أن إداراك الإنسان لعيوبه هوا بداية العلاج فنجد بيننا المتكبر والمتعالي والذي يرفض الاعتراف بعيوبه التي قد تكون سبب في تدمير حياة البعض بل قد تجعل حياة من حوله أو من حولها حياة بائسة ولا يفكر للحظة أن المجهود الذي يبذل لشقاء البعض أكثر بكثير من المجهود الذي قد يبذل لسعادة من حولنا وتخيلوا معي المجتمع إذا انتشرت فيه فكرة تغيير أنفسنا للأفضل . فهناك مجتمعات تنهار ثقافيا وأخلاقيا بسبب غياب فكرة تغيير الإنسان فالمجتمع مجموعة من الأشخاص إذا صار تغيير الإنسان هدف للأنظمة سترون مجتمعات مختلفة ونجد أنفسنا في منطقة أخرى بعيدة عن السلبية والاتكال والعدوانية والكذب وغيرها من الصفات التي تكون سبيلا لانهيار تلك المجتمعات، لن تختفي نعم فلسنا في الجنة ولكن من المؤكد النسب ستقل، يجب أن يكون تغيير الإنسان هدف تتخذه الدول سبيلا أو منفذا للخروج من بؤرة الشتات التي يعانى منها البعض منهم، فلن تجد تعليما متميزا وخريجين يخدمون وطنهم بدون العمل على الإنسان ذاته فمهما أصدرت من قرارات للتغيير في الجسم خارجيا سيظل القلب مريضا يطلب الشفاء فلنبنى أنفسنا كأشخاص وليكثر عددنا لنجد مجتمعا صالحا للتنفس والحياة داخله.
فليصارح كل منا بما فيه من نواقص وليعلم (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) تلك الآية البليغة العظيمة من الله سبحانه وتعالى تقودنا كالدليل في الصحراء المظلمة كالنور في آخر النفق كما يقولون لنجد الحل لكثير من المشاكل التي نعانى منها في تحقيق منطوق الآية فلنتغير لعله الخلاص.
التعليقات