افتتاح المتحف المصرى الكبير يعكس رؤية القيادة السياسية نحو بناء الجمهورية الجديدة القائمة على المعرفة والهوية الوطنية، ويبرهن على قدرة الدولة المصرية على تنفيذ المشروعات القومية العملاقة التى تليق بتاريخها ومكانتها بين دول العالم.
وافتتاح المتحف يعد فرصة ذهبية لتسليط الضوء على الأبعاد الوطنية والحضارية والإنسانية للآثار المصرية وحدث عالمى يمثل تتويجا لسنوات من العمل المتواصل ونقلة نوعية في عرض وتوثيق الحضارة المصرية القديمة، إذ يعد المتحف أحد أبرز المنارات الحضارية في العالم، والتي تجسد رؤية الدولة في صون تراثها وتقديمه للعالم في مزيج فريد يجمع بين عراقة التاريخ وروعة التصميم، وتجربة عرض متكاملة تستخدم أحدث التقنيات التفاعلية في تقديم الآثار، بما يعكس مكانة مصر الريادية على خريطة السياحة العالمية.
يضم المتحف المصري الكبير آلاف القطع الأثرية مسيرة الحضارة المصرية العريقة وترويض فصول تاريخها الممتد منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني الروماني، والتي تأخذنا في رحلة مذهلة عبر تطور الفكر والفن والعمارة المصرية، لتجعل من المتحف أعظم موسوعة حية تخلد عبقرية المصري القديم وتبرز إبداعه الخالد عبر آلاف السنين.
كما يعد أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى متحف مراكب الملك خوفو، والعديد من المقتنيات الأثرية المختلفة.
يضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، ومركز تعليمي، وقاعات عرض مؤقتة، وسينما، ومركز للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية والتي تشمل محال تجارية، كافيتريات ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات.
يختص المتحف في سبيل تحقيق أهدافه، بعرض المجموعات الأثرية واستخدام أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفي، والتوثيق الرقمي المتحف المصري الكبير هو هدية مصر للعالم، ليس من قبيل المُبالغة، إذ أن إرث الحضارة المصرية القديمة يمثل تراثاً عالمياً، وفق محددات منظمة اليونسكو لتوصيف التراث العالمي الثقافي والطبيعي.
وأعدت إدارة المتحف مشروع التحول الرقمي الشامل، الذي يهدف إلى رقمنة مقتنيات المتحف بالكامل، عبر قاعدة بيانات ضخمة تضم صورًا ثلاثية الأبعاد، ووصفًا تفصيليًا لكل قطعة، ومعلومات تاريخية دقيقة باللغتين العربية والإنجليزية، مع إمكانية التصفح باللغات الأخرى مستقبلاً.
ولا يقتصر الأمر على العرض الافتراضي، بل يمتد إلى تجارب تفاعلية تمكن الزائر من التجول داخل قاعات المتحف افتراضيا باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي وكأنه يسير بنفسه بين التماثيل والمومياوات.
والهدف من تطبيق هذه التقنيات ليس فقط جذب الزوار، بل تعزيز الوعي الثقافي العالمي بالحضارة المصرية من خلال تجربة تعليمية حديثة ومفتوحة، تربط بين المعرفة والترفيه، وتحوّل المتحف إلى فصل رقمي مفتوح للعالم.
أحد أبرز ملامح خطة التحول الذكي هو إدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي في إدارة تجربة الزائرين، فمنذ لحظة دخول المتحف، سيستقبل الزائر تطبيق ذكي يرشدهم إلى مسار الزيارة الأمثل وفق اهتماماتهم، سواء كانت الآثار الملكية، أو الفن المصري القديم، أو المومياوات الملكية.
كما يتيح التطبيق إمكانية الحوار الصوتي مع مساعد افتراضي ناطق يجيب على الأسئلة التاريخية والثقافية فورا، مما يحول الزيارة إلى رحلة معرفية شخصية تتكيف مع كل زائر على حدة.
ولم ينس المتحف الجيل الجديد، إذ يقدم تجربة مخصصة للأطفال والشباب تعتمد على الألعاب التعليمية والاختبارات التفاعلية، مما يجعل التعلم عن التاريخ متعة رقمية لا تنسى.
 
وانطلاقا من فلسفة "المتحف للجميع"، عملت الإدارة على إطلاق منصة إلكترونية متكاملة تمكن الزوار من حجز التذاكر، والقيام بجولات افتراضية، ومتابعة الفعاليات الثقافية مباشرة عبر الإنترنت.
 
وتتيح المنصة أيضا محاضرات وورش عمل رقمية بالتعاون مع الجامعات العالمية، ما يجعل المتحف ليس مجرد مكان للعرض، بل مركز عالمي للبحث والتعليم والتفاعل الحضاري.
 
كما يمكن في وقت لاحق عقد شراكات مع متاحف دولية ومؤسسات ثقافية كبرى لتبادل المحتوى الرقمي وتنظيم معارض افتراضية مشتركة، تتيح للجمهور حول العالم استكشاف الكنوز المصرية دون مغادرة بلدانهم.
 
ولا يقتصر التحول الذكي على الجانب التقني فحسب، بل يمتد إلى مفهوم الإدارة المستدامة. فالمتحف مزود بأنظمة تحكم ذكية في الطاقة والإضاءة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل الاستهلاك والحفاظ على البيئة.
 
كما تستخدم تقنيات المراقبة الرقمية الدقيقة للحفاظ على درجات الحرارة والرطوبة المثلى داخل القاعات، بما يضمن حماية القطع الأثرية النادرة لأجيال قادمة.
 
وبهذه الخطوات، يتحول المتحف المصري الكبير إلى أكثر من مجرد وجهة سياحية أو صرح أثري، حيث سيصبح جسرا رقميا يربط الماضي بالمستقبل، ومثالا حيا على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعيد الحياة إلى التاريخ.
 
فبينما يقف الزوار أمام تمثال رمسيس الثاني في البهو العظيم، ستكون هناك ملايين الشاشات حول العالم تبث القصة نفسها بتقنيات ثلاثية الأبعاد، لتصبح الحضارة المصرية القديمة لغة عالمية جديدة للتواصل الثقافي.
حيث بدأ العمل في تهيئة الموقع وإزالة مخلفاته في مايو 2005، ثم تأتي انطلاقة المتحف والعمل في البناء عام 2016، ليتم تشغيله تجريبيًا في أكتوبر 2024، على أن يتم افتتاحه رسميا في 1 نوفمبر 2025.
 
وقد أطلقت وزارة السياحة والآثار المصرية الموقع الإلكتروني الرسمي الجديد للمتحف المصري الكبير ، الذي يمثل بوابة رقمية متكاملة تتيح للزائرين التعرف على رؤيته ورسـالته وتاريخ إنشائه وشركائه ومجلس أمنائه، إلى جانب كل ما يقدمه من فعاليات وخدمات وتجارب فريدة من نوعها.
 
ويضم الموقع الإلكتروني أقساما تفاعلية تعرف الزائرين بـإرشادات الوصول له وطرق النقل المختلفة، وتفاصيل الزيارة ومواعيدها، مع إمكانية حجز وشراء التذاكر إلكترونيا بسهولة وأمان، إضافة إلى تعريفه بالمنطقة التجارية التي تتضمن مجموعة متميزة من المطاعم والمقاهي وأماكن التسوق والحدائق.
وقسم المجموعات الأثرية فيسلط الضوء على أبرز الكنوز الفرعونية والمقتنيات الفريدة، إلى جانب معلومات متكاملة عن مركز ترميم وصيانة الآثار بالمتحف، كما يمكن للزائر استكشاف التجربة الكاملة التي يقدمها المتحف، وتشمل متحف الطفل، والمركز التعليمي، ومركز الفنون والحرف اليدوية، إضافة إلى دليل الإتاحة ومعلومات حول تجربة الواقع المختلط الافتراضي، التي ينفرد بها المتحف المصري الكبير كأحدث تجربة ثقافية تفاعلية في المنطقة.
 
والمشروع العملاق يجسد رؤية متكاملة لإحياء الهوية المصرية وإعادة تقديمها للعالم بأسلوب معاصر، يجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة، بما يجعل زيارة المتحف تجربة ثقافية وسياحية متكاملة، والمتحف الذى يعد الأكبر فى العالم المخصص لحضارة واحدة، سيضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية نادرة من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التى تعرض لأول مرة فى مكان واحد، إلى جانب قاعات عرض ضخمة مجهزة بأحدث التقنيات التفاعلية، لتجعل من الزيارة رحلة فى أعماق التاريخ المصرى القديم.
 
 والافتتاح يأتى فى توقيت دقيق يشهد تعافى قطاع السياحة المصرى بشكل ملحوظ، واستقرار الأوضاع الداخلية ونجاح الحكومة فى تطوير البنية التحتية السياحية، مشيرا إلى ارتفاع مساهمة قطاع السياحة فى الناتج المحلى إلى 3.7% خلال عام 2024/2025، وهو أعلى معدل خلال العقد الأخير والمتحف سيمنح دفعة قوية للسياحة الثقافية التى تعد من أكثر الأنماط استدامة وربحية، ويسهم وحده فى جذب ما بين 4 إلى 5 ملايين زائر سنويا خلال السنوات الأولى من افتتاحه.
 
افتتاح المتحف سيكون لحظة استثنائية فى التاريخ المصرى الحديث، تتجاوز حدود الثقافة والآثار لتجسد معنى الدولة الحديثة القادرة على استعادة هويتها وبناء مستقبلها فى أن واحد، والصرح الحضارى العملاق هو تتويج لمسيرة قيادة سياسية واعية استثمرت فى الإنسان والحضارة معا، فهو يمثل خلاصة أكثر من عشر سنوات من العمل الجاد والتخطيط المتكامل الذى رعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
 
 والمتحف المصرى يمثل أيضا استثمار فى القوة الناعمة لمصر ورسالة سلام وتنوير للعالم، تعبر عن الوجه الحقيقى للحضارة المصرية التى علمت الإنسانية قيم الجمال والإبداع،
وافتتاح المتحف سيكون أيضا نقطة جذب رئيسية لتوسيع دائرة المقاصد السياحية فى مصر وربطها بمناطق الجيزة والأهرامات والمتحف القومى للحضارة المصرية ومسار العائلة المقدسة، بما يخلق خريطة سياحية متكاملة تعزز من تنوع التجربة السياحية.
 
والمتحف بما يقدمه من تجربة عرض رقمية متقدمة وتكنولوجيا تفاعلية هو نموذج لدمج العلم بالفن، والتاريخ بالحداثة، وهو ما يعكس فلسفة مصر الجديدة التى تتعامل مع تراثها بعقلية المستقبل لا بعاطفة الماضى، ويعيد ترتيب مصر فى خريطة المقاصد الثقافية الكبرى، وهو ما سيعود بالنفع المباشر على الاقتصاد الوطني.
 
 المتحف المصرى الكبير يعد واحدا من أكبر وأحدث المتاحف فى العالم من حيث المساحة والتجهيزات التكنولوجية، ويعد تتويجا لجهود الدولة فى توظيف التاريخ لخدمة التنمية، وهذا المشروع سيعيد رسم خريطة السياحة فى مصر ويجعل من منطقة الأهرامات مركزا عالميا يجذب ملايين الزوار سنويا.
 
  حيث يجسد المتحف مفهوم التكامل بين الثقافة والاقتصاد، عبر ما يوفره من فرص استثمارية وتشغيلية فى مجالات السياحة، والخدمات، والتعليم الثقافى، والبحث العلمى، مما يجعله نموذجا للتنمية المستدامة التى تعتمد على استثمار الهوية الوطنية فى دعم النمو الاقتصادي.
 الدولة المصرية وضعت خلال السنوات الأخيرة الثقافة فى قلب مشروعها الوطنى، فعملت على تطوير المتاحف الكبرى، وإحياء التراث، وتحديث منظومة السياحة الثقافية لتصبح أحد أهم روافد الدخل القومى
 
 وافتتاح المتحف المصرى الكبير يأتى استكمالا لسلسلة مشروعات استراتيجية مثل المتحف القومى للحضارة، ومسار العائلة المقدسة، وتطوير القاهرة التاريخية، بما يعزز الدور الريادى لمصر فى مجال الثقافة والتراث الإنساني.
 
 وبمثابة رسالة للعالم بأن مصر لا تحافظ فقط على ماضيها، بل تبنى مستقبلها على أسس من المعرفة والإبداع والاعتزاز بالهوية
  والمتحف يمثل حدثا تاريخيا يفوق كونه مجرد افتتاح لمبنى، بل هو تتويج "لحلم عمره 34 عاما" بدأ التخطيط لتدشينه منذ عام 1992، وتجسيد لإرادة الدولة المصرية التى نجحت فى تحويل هذا الحلم إلى واقع رغم كل التحديات.
والافتتاح الضخم يبعث برسالة واضحة للعالم أجمع مفادها بإن مكانة مصر السياحية والثقافية لن تتراجع، بل إنها تستعيد هذه المكانة بقوة وثقة من خلال هذا الكيان العظيم الذى يعد أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة، هى الحضارة المصرية القديمة
 
 ويقدم لزواره فرصة غير مسبوقة لمعرفة حضارة عمرها 7 آلاف عام من التاريخ المصرى القديم، كما أنه يقدم تجربة بصرية وثقافية متكاملة، ومحتويات المتحف ستكون عامل جذب قوى للزوار من مختلف بلدان العالم، إذ يضم المجموعة الكاملة لكنوز الملك الذهبى توت عنخ آمون لأول مرة فى مكان واحد.
 
 هذه الجهود قد توجت بالفعل، بعدما حصد المتحف المصرى الكبير عدد من الإشادات الدولية، حيث فاز بـ جائزة "فرساي" العالمية لعام 2024 كواحد من أجمل متاحف العالم، كما نال جائزة المشروع الأفضل على مستوى العالم لعام 2024 من قبل الاتحاد الدولى للمهندسين الاستشاريين (FIDIC)، بالإضافة إلى حصوله على الشهادة الدولية للمبانى الخضراء كـ أول متحف أخضر فى إفريقيا والشرق الأوسط.
 
 المتحف الكبير يعيد رسم خريطة السياحة العالمية ويمثل حدثا تاريخيا استثنائيا سيخلده العالم بوصفه «مشروع القرن الثقافي»، لما يحمله من دلالات حضارية وإنسانية تعكس عبقرية المصرى القديم، وقدرة الدولة المصرية الحديثة على صون تراثها وإبرازه للعالم فى أبهى صورة، إذ يعد أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة فى تاريخ الإنسانية، وهى الحضارة المصرية القديمة، حيث تفوق مساحته خمسة أضعاف مساحة المتحف المصرى القديم بالتحرير. 
 
 فهو يضم 12 قاعة عرض متصلة، تسرد رحلة تطور المجتمع المصرى منذ عصور ما قبل التاريخ مرورا بالعصور الفرعونية وحتى اليونانية والرومانية، فى سرد متكامل يجعل الزائر يعيش تجربة عبور عبر الزمن داخل أروقة الحضارة المصرية.
 
وقاعة الملك توت عنخ آمون، والتى تضم أكثر من 5000 قطعة أثرية، يعرض بعضها لأول مرة منذ اكتشاف المقبرة، من أهم مقتنيات هذا الصرح العظيم، بما يحتويه من أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل سجلا حيا لتاريخ مصر منذ فجر الحضارة وحتى العصور الحديثة، وهو ما يجعله منارة ثقافية وسياحية عالمية تسهم فى تعزيز مكانة مصر على الخريطة السياحية الدولية، وتحدث فارق حقيقى فى صناعة المنتج السياحى.
 
 والدولة المصرية نفذت بالفعل مشروع متكامل لتطوير الطريق الدائرى الجنوبى بداية من حدود القاهرة عند المعادى، لإضافة طابع بصرى مميز للزائرين القادمين من العاصمة أو مطار القاهرة،وهذا الافتتاح يتزامن مع فوز مصر بالمركز الـ 24 عالميا كأفضل واجهة سياحية وهو ما يسهم فى تعزيز تلك المكانة وتحقيق رؤية الدولة فى جذب 30 مليون سائح سنويا
 
 هذا المشروع الضخم يعكس الرؤية الاستراتيجية للدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، التى تؤمن بأن الاستثمار فى الثقافة والتراث هو استثمار فى مستقبل الوطن وصورته الدولية.
والمتحف المصرى الكبير سيسهم فى تعزيز الروابط بين مصر وأبنائها بالخارج.
 
                                                                                                
                                   
                                
                                
                                 
                              
                              
التعليقات