هل من حق «الميديا» التدخل في حياة المشاهير؟ أين يقع الضوء الأخضر؟ وأين تحديداً الخط الأحمر؟
ليس من حق الإعلام التلصص على حياة الناس، وإلا أصبحنا بصدد صحافيين من نوعية «الباباراتزي» الذين يتكسبون من خلال تتبع حياة المشاهير وتصويرهم خلسة، فعلوها حتى مع أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة، التُقطت لها صور وهي ترتدي (المايوه)، تلك الصور يجرم القانون، التقاطها، فما بالكم بنشرها؟
على الجانب الآخر، هناك من الفنانين والشخصيات العامة، من يقدم بثاً مباشراً لتفاصيل حياته، في هذه الحالة تسقط الحماية الأدبية، ويصبح من حق الجميع متابعته والإدلاء بآرائهم.
مؤخراً، صارت حكاية شيرين وحسام هي «التريند»، وانفتحت شهية الجميع، هناك من يقول: لماذا يحشر الإعلام أنفه فيما لا يعنيه؟ ويكملون الجملة التي صارت مثلاً: «من دخل فيما لا يعنيه لاقى ما لا يرضيه»، بينما حكاية شيرين مع حسام مختلفة تماماً، فجأة تنازلت شيرين عن كل القضايا التي أقامتها ضد حسام، وسبق لها أن أعلنت قبل التنازل بأيام، أنها ستواصل مشوارها القانوني، ولهذا عندما طلبت من محاميها وقف الدعوى القضائية ضد حسام، أيقن المحامي أن طليقها صارت له الكلمة العليا، أصبح المحامي يخشى أن يكون أول قرار سيتخذه الزوج السابق، بعد أن صار يملك زمام الأمور في حياة شيرين، هو الاستغناء عن خدماته القانونية، فقرر أن يقدم رسالة علنية تؤكد أنه هو الذي انسحب، تلك هي شروط اللعبة... أن تبدأ الخطوة الأولى «الفعل»، بينما لو انتظر أكثر من ذلك، لأصبح لزاماً عليه أن يكتفي بـ(رد الفعل).
حالة شيرين تنتقل من النقيض إلى النقيض... (مزاجية) المشاعر، حتى في علاقتها بأقرب الناس إليها، الأخ والأم والابنتين والزوج، تكتشف كأنها تردد مع المطرب الشعبي الراحل أحمد عدوية «حبة فوق وحبة تحت»، دائماً تلمح تطرف المشاعر والوصول إلى الذروة بين الإقبال والإدبار.
عقل شيرين في قلبها، من كانت تنعته قبل قليل بأبشع الصفات، يصبح اليوم هو الأقرب إليها، إنه ما يطلق عليه علماء النفس «الثنائية القطبية»، كل من يعاني من تلك المشاعر يعيش التطرف في أقصى درجاته، وفي كل شؤون الحياة، مثلاً... من الممكن أن ينام يوماً كاملاً، ومن الممكن أيضاً ألا ينام على الإطلاق، يعيش التناقض، تكتشف نفس الأعراض، حتى في الحب والكراهية، دائماً يصل إلى قمة الجبل، أو يسكن في السفح، وليس له علاقة أبداً بالمنطقة المتوسطة بين القمة والسفح. شيرين تحيل دائماً الخاص إلى عام، في لحظة تشعر بأنها بحاجة إلى الناس ليشاركوها حياتها، وتحكي لهم حتى المسكوت عنه، وفي أخرى تشعر بأن الجحيم هم الآخرون، وتبحث عن السرية والانزواء. هل حب الناس للفنان يتأثر سلباً بحالته المزاجية؟ الجمهور يعنيه بالدرجة الأولى ما يقدم له من إبداع.
في شهر يوليو (تموز) الماضي، أقيم في المملكة المغربية مهرجان «موازين»... شاركت شيرين في البداية الغناء «بلاي باك»، أي أنها تكتفي فقط بتحريك شفتيها، احتج الجمهور المغربي، وبعضهم غادر الحفل، أهلنا في المغرب بطبعهم «سمِّيعة» يعشقون الطرب الأصيل، وعندما غنت بعدها شيرين «لايف»، غنوا معها. الجمهور من الممكن أن يسامح للفنان تقلباته العاطفية، لكنه لا يسامح له تقلباته الفنية.
السؤال الذي لا أمتلك إجابة قاطعة له، هل من الممكن بعد كل ما نراه من انقلابات وجدانية، أن تقدم شيرين أغنية تسكن مجدداً وجدان الجمهور العربي؟!
التعليقات