لم أسعد بزيارة هولندا، رغم أن هولندا دخلت كل بيت مصرى وعربى من خلال فيلم محمد هنيدى الرائع «همام فى إمستردام» وغنى لها فى ذلك الفيلم أغنية «عارفين هولندا» التى تغنى فيها بجمال هولندا، وربط بينها وبين مصر وطنه الأصلى وبكل تفاصيله الجميلة، والمتنوعة.
منذ أمس الأول قفزت هولندا إلى مقدمة الأحداث وطليعة الدول الحرة، حينما قدم عدد كبير من الوزراء فى الحكومة الهولندية استقالاتهم بعد فشلهم فى فرض عقوبات صارمة على إسرائيل وحكومتها الإرهابية بسبب حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.
كانت البداية من وزير الخارجية الهولندى كاسبار فيلد كامب الذى أعلن بشجاعة أنه لم يعد يملك الثقة الكافية لمواصلة مهامه، بعد رفض مجلس الوزراء الهولندى مقترحاته بفرض عقوبات قوية ضد إسرائيل، مشيرا إلى رفضه لما يحدث على الأرض فى غزة، وكذلك رفضه بناء المستوطنات فى الضفة الغربية،، والقدس الشرقية.
ميزة وزير الخارجية الهولندى أنه سفير سابق فى تل أبيب، ومن هنا تأتى مصداقيته الشديدة، وخبرته العملية فى التعامل مع الكيان الإرهابى الإسرائيلى، ورؤيته الواقعية فى التعامل مع كل الأطراف فى إسرائيل، وفلسطين على السواء.
لكل هذا فقد أدت استقالة وزير الخارجية إلى زلزال عنيف ضرب الحكومة الهولندية فى مقتل، مما أسفر عنها استقالة 8 وزراء آخرين ليصل العدد الإجمالى إلى 9 وزراء، بما يهدد بحل الحكومة الهولندية ما لم يتم الإنصات إلى وجهة نظر الوزراء المستقيلين.
كانت هولندا قد أعلنت منذ فترة عقوبات على الوزيرين الإرهابيين بن غفير، وسموتريتش واعتبارهما «شخصين غير مرغوب فيهما» بسبب أفعالهما الإرهابية.
الآن الحكومة الهولندية مهددة بالانهيار بعد أن فقدت الأغلبية، حيث لم تعد تملك سوى 31 مقعدا من أصل 150 مقعدا، وفى كل الأحوال فإن ما فعلته هولندا هو بمثابة كرة لهب ضخمة فى وجه إسرائيل وحكومتها النازية، والأهم أن تتم الاستجابة للوزراء المستقيلين وفرض عقوبات حقيقية ضد الكيان الإرهابى الإسرائيلى، كما حدث قبل ذلك مع الكيانات الإرهابية المختلفة.
التعليقات