لا تدع يدًا غريبةً تُمسك قلمك، ولا تسمح لصوتٍ غير صوتك أن يُملي عليك ما تُسطِّره. حياتك كتابٌ وحيد النسخة، لا يُعاد طبعه إذا شاخت صفحاته، ولا تُمحى سطوره إذا خُطّت بصدقٍ أو خطأ. كل يومٍ تعيشه هو جملةٌ تُضاف إلى سردك. وكل لحظةٍ تنبض فيها، فصلٌ ينتظر توقيعك.
اجعل أخطاءك حبرًا لا خزيًا. فما أخطأتَ إلا لترى دروبًا ما كان الصواب وحده ليرشدك إليها. واجعل أحزانك فصولًا عابرةً في كتابٍ عنوانه بيدك لا بيد غيرك؛ فما كان الوجع يومًا غلافًا أخيرًا، بل صفحةً تُقلَب لتكتب بعدها ما تشاء.
من ظنّ أن بوسعه تمزيق أوراقك أو شطب فقرةٍ من حكايتك، لم يدرك بعد أنك الكاتب لا الهامش. من ظنّ أن بوسعه أن يسحب القلم من بين أصابعك، لا يدري أنك إذا استعدت حبرك، كتبتَ ما لم يخطر ببال أحد.
إياك أن تُسلّم الدفة لليأس، أو أن تترك الحزن يحتل عناوين صفحاتك الكبرى. فما خُلقتَ لتُكتَبَ بالحبر الباهت وحده، ولا لتُروى بلونٍ واحد. هناك ألوانٌ لا تُرى إلا إذا جرؤتَ على بثّها من روحك، ومددتَ بها سطورك حتى آخر نفس.
وما دام فيك نبض، فهناك فصلٌ لم يُكتب بعد، وهناك صفحةٌ بيضاء تنتظر منك أن تمنحها حياةً تُشبهك... لا حياةً يكتبها غيرك."
تابع آخر أخبارنا على أخبار غوغول نيوز
التعليقات