كانت الوحدة التي طالما شعرت بها، وهي الونس الدائم لي، والملجأ الأساسي لأفكاري المضطربة أحيانًا. كثيراً ما رأيت الأماكن الممتلئة فارغة رغم الازدحام والمواعيد، وبرغم المقابلات العديدة، إلا أنني لم ألتقِ أحدًا قط. إن الذي بيني وبين الجميع حائلٌ ضخم كضخامة
هي الدنيا ليه زعلانة
ولا احنا منها زعلانين
أنا اللي مش فرحانة
ولا الفرح سافر من سنين
أنا اللي في السكة تاه
ورجع بعد التوهة
مليان أنين
الوجع منا اشتكى
والشكوى دارت على الحيرانين
في المرايا شايفه صورة
وإنكسارها في العين
هذا بخيل وذلك أناني. فلان جبان وفلانة مغرورة. لقد بدل المال حال فلان وأفسدت الشهرة حياته. لو كان فعل كذا لكان أفضل له ولو أنه لم يفعل كذا لكان خيراً له. أحكام يصدرها الناس صباحا ومساء على بعضهم البعض. تلاحقنا آراء الناس وتصوراتهم. يقيمون أفعالنا ويتدخلون
هل من المعقول أن تتحدث رواية تاريخية بهذا الحجم الضخم عن بعض الفئات من البشروالأحداث والمواقف التي عاشتت في العصر المملوكي وترعرعت فيه وذلك من خلال بعض الرموز والمصطلحات التي نتداولها كل يوم وكل وقت، وكأن الراوي ينسج لنا قاموسا بلغة السهل الممتنع، فنغوص
أعجبنى موقف المستشار ماضى توفيق الدقن عندما لم يتوقف كثيرًا أمام ما قاله حسن يوسف عن والده الفنان الكبير، واصفًا إياه بأنه كان مدمنًا للخمور، فاقدًا السيطرة على نفسه، ولم يسلم من لسانه لا أبناء الشارع ولا حتى أبناءه، اعتبرها نجل توفيق الدقن مداعبة
الفراق والرحيل هما السمتان الغالبتان على رواية "البلدة الأخرى" لإبراهيم عبدالمجيد، فما من أحد من الشخصيات الكثيرة في الرواية التي وقعت في 388 صفحة إلا وترك مكانه ورحل، سواء كان هذا المكان العمل أو المنزل أو البلدة كلها ـ إما حيًّا أو ميتًا، إما برضاه أو مكرها على الرحيل لسبب معين كأن يكون قد خالف أنظمة البلد أو آتى بفعل غير لائق أو يكون قد نُقل إلى مكان عمل آخر في بلدة أخرى أو قام بعملية نصب