نصف قرن على رحيل أسطورة الأغنية العربية كوكب الشرق أم كلثوم؛ وقد أعلن وزير الثقافة عن اختيار 2025 ليكون عام سيدة الغناء العربى؛ وتواصل جهات مختلفة إحياء مرور 50 عاما على وفاتها إذ لايزال أثرها باقيا وحاضرا بين محبيها وعشاقها.
ولقبت أم كلثوم بكوكب الشرق وسيدة الغناء العربي وشمس الأصيل وصاحبة العصمة وقيثارة الشرق ؛وثومة والست وسيدة الغناء العربي ولا خلاف حول ألقابها العديدة؛ ولكن يختلف البعض حول اسمها الحقيقي.
ولدت أم كلثوم عام 1898م وهي ابنة لعائلة بسيطة متواضعة سكنت في قرية ريفية تدعى "طماي الزهايرة" في مركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية تحديدا.
أما عن والدها فهو الشيخ إبراهيم كان إماما ومؤذنا لمسجد في القرية وبالنسبة لوالدتها فقد كانت ربة منزل؛ ألحقها والدها بكتاتيب القرية لتتعلم وتعلمت القراءة والكتابة وعلمها والدها الأناشيد وتلاوة القرآن الكريم في سن صغيرة.
وحفظت القرآن الكريم عن ظهر قلب؛ وتعلمت الإنشاد بينما كان والدها يعلمه لأخيها خالد وعندما ألقت على مسامع والدها ما تعلمته دهش وطلب منها الانضمام معه إلى دروس النشيد؛ ثم انتقلت أم كلثوم إلى مدرسة الشيخ جمعة في السنبلاوين.
كانت الخطوة الأولى لبداية أم كلثوم بالفن عندما تعرف والدها على زكريا أحمد وأبي العلا محمد في حفل ليالي رمضان؛ فأقنعها والدها بالانتقال إلى القاهرة فقامت بإحياء ليلة الإسراء والمعراج؛ في قصر عز الدين باشا وحازت على إعجاب سيدة القصر التي منحتها خاتما ذهبيا وثلاثة جنيهات.
عادت أم كلثوم إلى القاهرة عام 1921م واستقرت فيها وبدأت الغناء في مسرح البوسفور في ميدان رمسيس ولم يكن بصحبتها فرقة موسيقية؛ وغنت على مسرح حديقة الأزبكية حيث اشتهرت حينها بغناء "حقك أنت المنى والطلب"؛ فكانت أول أسطوانة تصدر لها في منتصف العشرينيات وقد بيع منها ثمانية عشر ألف أسطوانة.
تعلمت لاحقا أصول الموسيقا من أمين المهدي وأشرف على تعليمها العزف على العود؛ كل من: أمين المهدي ومحمود رحمي وفي عام 1923م بدأت أم كلثوم تغني في حفلات كبار القوم وقامت بالغناء في حفلٍ حضرته كبار المطربات في ذلك العصر.
تعرفت على أحمد رامي عام 1924م في إحدى الحفلات التي كانت تغني فيها أغنية "الصب تفضحه عيونه" ؛وكان أحمد رامي أحد الحضور وقد عاد من أوروبا فأعجبه غناء أم كلثوم ثم سمعها الملحن محمد القصبجي؛ فبدأ في ذلك العام بإعداد أم كلثوم وكون لها فرقتها الموسيقية.
غنت أم كلثوم عام 1928م مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الأسية" ؛فحققت الأسطوانة في ذلك الوقت أعلى المبيعات إطلاقا ؛وبزغ اسمها في الساحة الغنائية وأدت في ذلك العام كثيرا من الأغاني وسجلت أربع قصائد لأبي العلا محمد.
وفي عام 1934م عند افتتاح الإذاعة المصرية دعت الإذاعة أم كلثوم للمشاركة بافتتاحها بصوتها ؛وفي ذلك العام بدأت بإقامة حفلات غنائية شهرية استمرت في تقديمها على مدى 40 عاما .
أصبحت أم كثوم تغني أغنياتها الجديدة في هذه الحفلات التي حققت نجاحا كبيرا؛ وإقبالا واسعا فكان جمهورها يأتي من جميع البلاد العربية كما كانت الإذاعة تنقل حفلات أم كلثوم الشهرية؛ على الهواء مباشرة ليصل صوتها إلى ملايين الأشخاص وفي كل مكان.
ظهرت أم كلثوم في بعض الأفلام المصرية، ومنها فيلم وداد عام 1936م وفيلم نشيد الأمل عام 1937م؛ وفيلم دنانير عام 1939م؛ وفيلم عايدة عام 1942م وفيلم سلامة عام 1944م. وفيلم فاطمة عام 1948م.
أحبت أم كلثوم أن تجرب التلحين فقامت بتلحين أغانيها بنفسها حيث وضعت أول لحن لها عام 1932م؛ في طقطوقة "على عيني الهجر"، كذلك قامت عام 1934م بتلحين مونولوج "يا نسيم الفجر" وفي عام 1943م أسست أول نقابة للموسيقيين برئاستها وظلت بمنصبها مدة عشر سنوات.
وكانت اغنية القلب يعشق كل جميل ؛الحان رياض السنباطي وتاليف بيرم التونسي من أواخر الأغاني التي تشدو بها أم كلثوم ؛بل إنها قدمتها في آخر ظهور لها على الإطلاق على خشبة المسرح عام 1972.
تعددت حفلات أم كلثوم من أجل مصر لتخصص إيرادات حفلاتها في عواصم أوروبا والدول العربية؛ لدعم الجيش ثم قامت بنفسها بحملة لجمع التبرعات من المشاهير والشخصيات العامة؛ لأجل مصر فطافت مكاتبهم ومقراتهم للحصول على تبرعات من أجل البلاد، حتى وصل بها الأمر إلى إحيائها حفلات للجنود على جبهات القتال.
وامتدت الأعمال الخيرية لأم كلثوم؛ فتبرعت ببطانيات وأقمشة وتقديم كل المساعدات للفقراء من خلال جمع التبرعات من المصريين؛ في الصيف وصرفها لمستحقيها في الشتاء.
وتوفيت ام كلثوم في الثالث من شهر فبراير عام 1975م؛ وتم تشييع جثمانها من مسجد عمر مكرم في القاهرة وخرج في جنازتها ما يقارب أربعة ملايين شخص فكانت من أكبر الجنازات في العالم.
التعليقات