علاقات مصر مع العراق تاريخية ممتدة الجسور؛ حيث سجل التاريخ بداية التفاعل النشط بين الحضارة المصرية القديمة والحضارات المتعاقبة في بلاد الرافدين منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد؛ منذ أكثر من 6 ألاف عام وامتدت منذ هذا الوقت وتوطدت علاقات الشعبين المصري والعراقي حيث تجمعها وحدة اللغة والثقافة والتاريخ المشترك".
العلاقات المصرية العراقية "استراتيجية ومحورية" وسوف تساهم في استعادة وتعزيز التأثير العربي والدولي للبلدين.
العلاقات ما بين مصر والعراق تمتد عبر التاريخ إلى حضارة مصر القديمة وحضارة أرض الرافدين, مؤكدا أن العراق يشهد حاليا حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي؛ وأصبح جزءا من الحل لمشكلات المنطقة بما يعود بالمنفعة على جميع دولها.
تأرجحت العلاقات بين البلدين ما بين الشد والجذب، وما بين التقارب والتباعد، إلى أن سقط النظام العراقي برئاسة صدام حسين الذي فتح الباب أمام جهود تسوية العلاقات العربية بصفة عامة مع العراق والعلاقات المصرية بصفة خاصة.
يشهد الوقت الراهن انفتاحاً مصرياً واضحاً باتجاه إقامة علاقات وتوقيع مذكرات واتفاقيات في مختلف أوجه العلاقات مع استعداد مصري نراه جلياً في مساعدة ودعم العراق في ميادين شتى والتأكيد على الموقف المصري الثابت والدائم الداعم لوحدة الأراضي العراقية وعدم التدخل في شئونه الداخلية.
وإجراء مصالحة وطنية شاملة ودعم شمول العملية السياسية في العراق لجميع الأطياف العراقية دون استثناء. وقد انعكس ذلك في تبادل الزيارات المضطرد بالزيادة بين كبار المسئولين في البلدين.
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في الدورة الثانية من مؤتمر "بغداد للتعاون والشراكة" بالاردن بمشاركة عدد من دول الجوار والدول الصديقة.
تأتى مشاركة الرئيس السيسى في إطار دعم مصر لعودة العراق الشقيق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمي، والحرص على ضمان أمنه واستقراره، حيث يسعى المؤتمر إلى البناء على النتائج التي أسفرت عنها الدورة الأولى من مؤتمر بغداد التي انعقدت في اغسطس 2021.
وذلك من خلال مناقشة السبل الكفيلة لتعزيز مسار الحوار البناء بهدف حل المشاكل بالمنطقة، فضلا عن تهيئة الظروف المناسبة لإقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادي بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة.
فى عام 1984 ساندت مصر العراق ماديا ودبلوماسيا في حربها ضد إيران، مما أعاد القوة للعلاقات بين البلدين، كما قادت العراق جهود عربية لاستعادة مصر عضويتها في جامعة الدول العربية 1984.
وفى عام 1990 انضمت مصر لتحالف الأمم المتحدة لإخراج العراق من الكويت، مما أدى لتوقف العلاقات المصرية العراقية .
في يوليو 2004 استقبل الرئيس مبارك، د. اياد علاوي، رئيس الحكومة العراقية المؤقتة، وأعلن الرئيس مبارك عن دعم مصر الكامل للحكومة العراقية الجديدة وتقديم العون والمساعدة في إعادة تأهيل الشرطة العراقية واعادة الانضباط الأمني للشارع العراقي. فمصر كانت من أوائل المباركين على الحكومة الجديدة. حيث كانت مصر من أعلى الدول العربية في التبادل التجاري مع العراق.
في يونيو 2005، ترأست مصر المؤتمر الوزاري الدولي الذي عُقد في بروكسل، حيث أعلن وزير الخارجية المصري خلال المؤتمر التزام مصر الكامل في تقديم الجهود المتنوعة من كافة أشكال الدعم للشعب العراقي الشقيق حتى يتمكن من استعادة بناء مؤسساته الوطنية، مؤكداً على ضرورة أن تشمل العملية السياسية في العراق الأطياف العراقية جميعاً دون استثناء من أجل تحقيق الاستقرار للشعب العراقي.
في 2007، نجح مؤتمر دول جوار العراق الذي تبنته مصر ودعت إليه في مدينة شرم الشيخ، حيث تم إطلاق وثيقة العهد الدولي مع العراق لدعمها. ونشير إلى أنَّه ليس من السهولة أن تُرسم حدود المشهد العراقي المستقبلي واطاره ومفاصله، سواء على المدى القريب أو البعيد، ولكن ما يمكن أن يوصف به الوضع في العراق أنَّه قابل لجميع الاحتمالات.
في 2008 تبلورت السياسة الخارجية المصرية بمحاولات السعى في ترسيخ علاقات متطورة مع العراق، خاصة بعد نجاح حكومة الوحدة الوطنية بالعراق في فرض القانون واستعادة الجانب الأمني، أرسلت الحكومة المصرية وفداً مصرياً يترأسه وزير الخارجية المصري.
أسفرت الزيارة عن إعادة فتح السفارة المصرية بالعراق وتوقيع مذكرات تعاون وتفاهم مشترك بين عدد من الوزرات العراقية - المصرية، تكليلاً لتلك الزيارة وما أعقبها من اجتماع عُقد في يوليو 2009، تم خلاله توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي خارجية البلدين حول التعاون الثنائي والحوار الإستراتيجي بحضور وزيري خارجية البلدين.
في 2009 تشكلت لجنة مشتركة بموجب مذكرة التفاهم للتعاون الثنائي والحوار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين وهي برئاسة وزيري خارجية البلدين، تم تبادل الزيارات بين مسؤلي البلدين، كما عقدت اللجنة العراقية - المصرية المشتركة، والمُشَّكَلة بموجب مذكرة التفاهم للتعاون الثنائي والحوار الإستراتيجي اجتماعها الأول في القاهرة في نوفمبر 2009 برئاسة وزيري خارجية البلدين وعدد كبير من المسؤولين من كلا البلدين.
في 2010 قامت مصر بفتح قنصليتين مصريتين الأولى في أربيل والثانية في البصرة ليكون أول تمثيل قنصلي لدولة عربية خارج العاصمة بغداد. كما أعلنت مصر استمرار العمل الدبلوماسي في العراق رغم التفجير الإرهابي الذي تعرضت له القنصلية المصرية، وصرحت الخارجية المصرية أن التفجيرات الإرهابية التي طالت القنصلية المصرية لن تثنينا من تقديم الدعم والمساندة للشعب العراقي، وقدمت تعازيها لضحايا الانفجار من قوات الداخلية العراقية.
ساندت العراق مصر وسوريا أثناء حرب أكتوبر 1973، وكان الجيش العراقى ثالث أكبر جيش عربي في الحرب بعد الجيش المصري والسوري، مما ساهم في تحرير سيناء وهضبة الجولان من الاحتلال الإسرائيلي.
كان لزيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل سنة 1976 أثر سئ في نفوس زعماء العرب، إلى أن انقطعت العلاقات العربية بمصر بعد توقيع كامب ديفيد، واستضافت بغداد قمة جامعة الدول العربية 1978، حيث أدانت مصر لقبولها توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل، وتم سحب السفراء من مصر
كان الرئيس جمال عبد الناصر اول المهنئين باسقاط النظام الملكي العراقي في 14 يوليو 1958، واعلن وهو على متن طائرته بين موسكو وبراغ ان اي اعتداء على العراق الجمهوري يعد اعتداءا على الجمهورية العربية المتحدة . ثم عاد بعد ساعات الى دمشق وقبل ان تهبط به الطائرة في مطارها ابرق للقيادة العسكرية العراقية الجديدة مباركا انتصار الضباط الاحرار العراقيين فى السيطرة على الحكم. وكانت تلك القيادة مجتمعة بحضور الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ميشيل عفلق.
الذى ابرق الى عبد الناصر ان تنزل طائرته في مطار بغداد لكن اجابه عبد الناصر بالاعتذار. فذهب وفد عراقي الى القاهرة بعد يومين برئاسة العقيد الركن عبد السلام محمد عارف الرجل الثاني في قيادة الحركة، فاستقبله عبد الناصراستقبالا رسميا.
كان الرئيس”عبد السلام عارف”، من أشد المعجبين بشخص الرئيس” جمال عبدالناصر” كما كان يبدو في معظم تصرّفاته وتصريحاته وأحاديثه، ومن أكثر مؤيديه، معتبراً إياه مثله الأعلى في النضال ضد الإستعمار والرجعية والكفاح في سبيل الأمة العربية ووحدتها، متمنياً بكل ما أُوتي من قوة، أن يحقق وحدة يكون “عبدالناصر” رئيس دولتها، لتضم أساساً كلاً من “مصر وسوريا والعراق” بمثابة خطوة أولى نحو تحقيق وحدة الأمة العربية من المحيط الى الخليج.
وربما كان من أهم أسباب الخلاف المبكّر الذي نشب بينه وبين “عبدالكريم قاسم” هو المطالبة الملحة بوحدة فورية مع “الجمهورية العربية المتحدة” التي إنبثقت في فبراير 1958.
ذكر "عبدالسلام عارف" في خطابه الشامل فى 14يوليو 1965 بمناسبة الذكرى السابعة لـ 14 يوليو 1958 عبارات طويلة عن وحدة العراق مع مصر كنقطة إنطلاق لجمع شمل الأمة العربية.
وأن العراق سائر بخطوات ثابتة وواقعية لبناء تلك الوحدة على الوجه الأكمل، وأنه سينهض بـ”الإتحاد الاشتراكي العربي” في العراق على دعائم شعبية.
التعليقات