واحدة من أعظم وأجمل الحيل النفسية التي تبقيك في رغد العيش أن تكون قادرا على نثر السعادة في محيطك.
كل القلوب بها خير بدرجات، فقط من يتولى الله قلبه يكون قادرا على بث موجات من الحب تدفيء وتسند قلوب الأحباب من حوله.
من أكثر ما يجعلك مطمئنا في دربك أن تكون صاحب السعادة.
صاحب السعادة لا ينثر الهموم، self independent heart قلب معتمد على ذاته، مهما كانت أوجاعه فهو قادر على جعل شريان الأمل نابضا في قلوب الأحبة.
إن القلوب يا صديقي مجارير دواخلها، ما تسقي به زرع الغير يتحدث جيدا عن ما في قلبك.
لست في حاجة لأموال أو نفوذ لتجعل أحدهم سعيدا، قلب سليم قادر على إتمام المهمة بجمال.
ستظل كلماتي دافعة بالأمل، لن تجد في أحرفها ما يُظلِم الدنيا في عينيك، وهذا عهدا قطعته على نفسي أن أترك من خلفي كلمات تجعلك عَطِش للمحبة.
في كل مرة تلقي التحية على أحدهم .. اجعلها من قلبك، فتش في كل صباح عن عمل تدفع به الضر عن أحدهم، احتضن أبناءك آناء الليل وأطراف النهار فَرِقَة القلب خير ميراث تتركه لهم، تحدثوا إلى الغرباء وادعوا لهم، ابحثوا عن القلوب المنهكة وربتوا على أيدي المتعبين، انصتوا إلى الصديق وقت الحاجة فكم من القلوب تصون لك ذاكرة الإقامة.
تخلصوا من الخيبات التي التصقت بأكتافكم فعطاء القلوب يخبو إذا ما ثقل حملها.
كان حمايا رحمه الله أستاذا جامعيا مرموقا، عرفته وأنا ابنة الثمانية عشر عاما. في صحبته تعلمت جودة العطاء.
هذا العالم الجليل كان يشتري طلبات منزله من السوق مباشرة، لا يطلبها بالتليفون وقد كان قادرا على ذلك ببساطة.
كان يؤمن أن الاحتكاك بالناس خير معلم، تراه يلاطف هذا ويمزح مع هذا، ويجعل هذا يبتسم. علمني فعله في دنياه أن السعادة صناعة بشرية وأن صاحب السعادة أول من يتذوقها.
كل الطعام الطيب تمر رائحته عبر أنفك.
عندما مرض أبي الثاني حبيبي كنت استجلب له طلبات المنزل من نفس الأماكن التي اعتاد أن يشتري منها، فيسألني عن أسعار السوق وحال فلان، فانقل له نبض الحياة التي يفتقدها.
واحدة من أعظم نعم دنيانا أن يظل العطاء ممدودا … ولعمري إن تلك التجربة بقدر ما كانت تسعده وتقرب بين قلوبنا فإنها كانت لي أعظم دروس نثر السعادة.
أن تهتم أن تفعل ما تفعله لمن تحب بالطريقة التي يحتاجها وليس بالطريقة التي تناسبك … هذا ما غيّر منظوري لطريقة الحياة التي يجب أن أحياها.
هل تتصور يا سيدي أنك ستعيش دون منغصات؟ هل حقا يمكن أن يختفي من حولك الحاقدين ومتسلقي القلوب؟ هل يصور لك خيالك أنك تستطيع أن تسلك طريق للسعادة دون أن تتألم؟
إن من فضل الألم علينا أنه يجعلك قادرا على حبس السعادة في قلبك وقت وصولها ونثرها على الغير غيبا أو جهرا.
هل يحبك السائق والخادم والحارس وأفراد الأمن؟ إذا كانت الإجابة لا فأنت في حاجة لأن تتواصل وتجتذب هؤلاء بطريقة مختلفة لتعرف معنى السعادة.
إذا أحبك غير ذي رحم فأنت ممن رُحِم.
علموا أبنائكم أن البيوت تُقام على الحب والصبر والأمان، أن من يعطي أسعد ممن يأخذ، أن كل الحب الذي تنثره هنا وهناك حتما يعود إليك في أشد أوقات حاجتك إليه، وأن الزواج منافسة في العطاء وليس في القيادة، وأننا نحتاج سنوات طويلة جدا لبناء بيوت أعمدة جدرانها حامية حانية.
قد تظل سنوات في صراع ومنافسة حقيقية مع نفسك تتساءل أين هي سعادتك، ووقت أن تعتدل قامة قلبك تعرف طريقها.
عندما تسأل أصحاب اليقين عمن يعينهم في سؤلهم … يقولون الله خير صديق.
وعندما تسأل صاحب السعادة كيف تجَوَّل بكامل بهاءه في بستان تنمو به الكثير من المعرقلات سيجيبك أن وحدها نثر السعادات الصغيرة هي ما أقامت سخيمة روحه.
لتقضي من دنيتك وطرا لا تتخذ العِثارُ طريقا. ثرى جبينك في الخير ولين قلبك هو كل اللباقَة التي تقيك الزللَ وكبوةَ الطريق.
كن صديقي واحدا من أصحاب السعادة.
التعليقات