كنت أتابع برنامج منارات الذي يقدمه الإعلامي والأديب المصري محمود الورواري وضيوفه من الخبراء. حول "الصحوة الإسلامية" التي بدأت مع الرئيس السادات لمقاومة الفكر الإشتراكي في الجامعات المصرية. ولكن سرعان ما تعرى وجهها القبيح حين حكم الإخوان مصر عام 2013. وتطرفهم الذي وصل حد إقامة الحد الإسلامي على مواطن مصري "مسيحي" بقطع أذنه. ظناً منهم أنه لم يغض النظر. وكان هذا الحدث شرارة قيام ثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم الإخوان. ليصبح بين التنظيم المتطرف والشعب المصري ثأراً بدأ منذ تلك اللحظة وإمتد حتى تاريخ وصول حاملات الغاز الإماراتي اليوم. دعماً لمصر وصداً لمؤامرة صنعها الجناح المسلح للإخوان في غزة وهم حماس بإيعاز من إيران وخدمة لإسرائيل. لتنفيذ صفقة القرن على حساب سيناء المصرية وتصفية القضية الفلسطينية.
لا أنسى ذلك اليوم 30 يونيو 2013 وبعد خطاب المشير عبد الفتاح السيسي وإعلانه أن الجيش المصري إنحاز لإرادة الشعب. مما دفعنا نحن شباب الجالية المصرية في دولة الإمارات أنذاك للتوافد على السفارة المصرية في أبوظبي طالبين من السفير المصري إبلاغ المشير السيسي رسالة منا مفادها "أننا شباب الجالية المصرية نشكره على تلبية ندائنا ومدينين له ولجيشنا العظيم بأرواحنا وسلامة ووحدة أراضينا المصرية. وأننا جميعا مواطنين مصريين في الداخل والخارج نقف صف واحد خلف جيشنا، داعمين لوحدة وإستقرار وإزدهار أراضينا المصرية". ومنذ تلك اللحظه وحتى الآن لم ينجو المجتمع المصري المعتدل الوسطي من مؤامرات الإخوان المسلمين المخلوعين من الحكم. حيث بات بينهم وبين عموم الشعب المصري وجيشه ثأر كبير.
بدأت المؤامرة الإخوانية بدعم من الجناح السلفي الجهادي بقيادة حازم صلاح ابو إسماعيل والتكفيريين التابعين له في سيناء بإتخاذ عدة خطوات لأخذ الثأر من الشعب المصري وجيشه. وكانت الخطوة الأولى هو تهديد شيوخ السلفية الدعوية المُسيسة ومعهم قيادات الإخوان الشعب المصري بإغراقهم في الدم، في حال لم يتم عودة المخلوع محمد مرسي إلى الكرسي. تزامنا مع توافد حازم صلاح ابو إسماعيل زعيم حزب الراية السلفي المسيس وأتباعه إلى مدينة الإنتاج الإعلامي وحصار وتهديد الزميلات غير المحجبات وباقي الصحفيين بالقتل والعمليات الانتحارية التي قام بها عناصر السلفية الجهادية في سيناء باستهداف الجنود المصريين كرسالة تحذير للشعب. ولكن القبضة الأمنية والعسكرية المصرية كانت أكبر من قدرة الميليشيات. ولا ننسى خطاب البلتاجي الشهير لن يتوقف نزيف الدم في سيناء إلا بعد أن يعود مرسي إلى الحكم. وكذلك المصطلح الذي كان يردده حازم صلاح ابو إسماعيل وهو "أجناد الأرض" في كل خطاب له واكتشفنا فيما بعد أن "لواء أجناد الأرض" هو المسؤول عن التفجيرات التي تمت في ميدان عبد المنعم رياض بالقاهرة ومناطق أخرى داخل مصر استهدفوا من خلالها المدنيين وأقسام الشرطة المصرية. في واقعة شهيرة طلب فيها أحد أبطالنا في الشرطة المصرية المحاصرين، ماء ليشرب، فأعطته إحدى نساء الإخوان ماء نار ليشربه واستشهد في حينها. تزامنا مع حادث استشهاد أحد أبطال الأمن الوطني وهو العقيد محمد عيد عبد السلام، ورجمه بالرصاص أمام أطفاله وزوجته وهو ذاهب إلى عمله لتأدية واجبه الوطني. ولكن رغم كل هذه الاستهدافات الإخوانية المدعومة بإرهاب السلفية الجهادية إلا أن أبطالنا في الجيش والشرطة المصرية كانوا حائط الصدر أمام كل هذه العمليات الإرهابية.
مما دفع الإخوان المسلمين ومعهم عناصر السلفية الجهادية إلى تنفيذ الخطوة الثانية من المؤامرة وهي (تفعيل موروث الغزو الثقافي والديني المتطرف) فخرج علينا شيوخ السلفية الدعوية ومنهم محمد حسان والحويني لينضموا إلى شيوخ الإخوان. مستغلين بذلك قدراتهم فقد كان السلفيين أكثر انتشارا عبر القنوات التلفزيونية الممولة. وكان الإخوان أكثر تنظيما. ليوحدوا نشاطهما معا في تكفير المصريين الذين خرجوا في ثوره 30 يونيو 2013 وكذلك التحريض على ضباط الجيش والشرطة المصرية ووصفهم بالخوارج. مستغلين الموروث الثقافي العفن والمتطرف الذي حاولوا غرسه في عقول المصريين عبر قنوات السلفية المسيسة ومعها قنوات الإخوان المسلمين والتي انطلقت قبل أحداث 2011 لتبث من داخل مصر وخارجها تزامنا مع مؤامرة إخوانية أخرى قادها المشروع العثماني عبر اختراق المجتمع المصري وتم الإعداد لها من قبل 2011 من خلال الدراما التركية الموجهة. والتي كانت تهدف إلى غسيل سمعة الاحتلال العثماني وتمجيده وتعظيمه أمام المصريين. كبادرة وتمهيد شعبي لحكم الاخوان المسلمين بعد أحداث 2011 ودعما لعودة المشروع العثماني وسيطرته على مصر.
وصولاً إلى المرحلة الثالثة من المخطط الإخواني الذي قاده دعاة الإخوان ونشطاؤهم عبر مواقع التواصل. في محاولة لإحداث فتنة بين المصريين وأشقائهم وحلفائهم من دولة الامارات والسعودية والبحرين والكويت. وهم الذين وقفوا معنا اقتصاديا وسياسيا وواجهوا الولايات المتحدة ومشروعها الذي كان يستهدف مصر بتمكين حكم الإخوان. مما دفع تنظيم الإخوان لإطلاق الشائعات لضرب علاقات مصر بأشقائها بل وعمل تنظيم الإخوان المسلمين على ما هو أخطر من ذلك بمحاولة (استغلال تقاطع الرؤى والمصالح بين مصر وأشقائها في بعض الملفات الدولية) وهو أمر وارد أن تتقاطع رؤى ومصالح الدول أحيانا ببعض الملفات مع الإبقاء على قوة العلاقات التاريخيه والانسانيه والسياسية. ولكن إخوان الشيطان قرروا أن يجعلوا من هذا التقاطع الوارد حدوثه أزمة كالتي تم إثارتها مؤخرا بوجود خلاف مصري اماراتي يصل حد القطيعة بسبب أزمة السودان. ثم تأتي الإمارات لتتحرك بخطوتين احترمهما الشعب المصري وهما عقد صفقه راس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار استثمارات مباشر كما أعلنته الحكومة المصرية. في وقت كانت تعاني مصر فيه من أزمة الدولار . ضمن مخطط عالمي يهدف إلى الى افتعال الأزمات لمحاصرة مصر من أربع اتجاهات، والخطوة الاماراتيه الاخيره كانت بوصول شحنه الغاز الاماراتي الى مصر والذي دحر مخطط الاخوان في إثارة الرأي العام المصري ضد القيادة وإلقاء اللوم عليها وغض النظر عن كل ما تتعرض له مصر من ازمات في اربع اتجاهات منها السودان جنوبا وتهديد الامن القومي المصري يليها ليبيا غربا حيث يحاول تنظيم الإخوان العودة. وفي الشرق ازمه غزه وفي الشمال عربده ايران عبر ميليشيا حزب الله في المتوسط. ومعها اطماع عثمانيه قديمه. بل محاولة تنظيم الإخوان افتعال ازمه بين مصر والسعوديه ايضا وباءت هي الأخرى بالفشل. واثبتت للجميع أن ما يربط مصر بالسعودية والإمارات والبحرين والكويت علاقات استراتيجية عميقة لا يهزها مخططات الإخوان وداعميهم.
التعليقات