الرئيس عبد الفتاح السيسى، أعلن خلال حفل الإفطار أهمية بناء الإنسان، وهذا يؤكد أن الدولة عازمة على بناء الإنسان، وأن بناء الإنسان يأتي على رأس أولويات الدولة المصرية، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي .
وذلك من خلال ثلاثة مبادئ أساسية يأتي على رأسها بناء الإنسان، بهدف التغيير في أوضاع المعيشة والحياة لتعزيز دوره المواطن يقوم بواجباته السياسية، والاجتماعية والاقتصادية وذلك في ظل التطلع للتغيير في الأفكار والسلوكيات ونظم الادارة، وسبل الحياة.
إن قيمة الانسان والاستثمار فيه هي السبيل إلى بناء المجتمعات والتقدم الحضاري، إذ أن الحضارات والدول لا تقاس ببنائها وثرواتها، بل باهتمامها ببناء الانسان الذي يشكل الجزء الكبير في مسيرة الحياة، واستمرارية تلك الحضارة المبنية على مدى الاهتمام ببناء ذلك الانسان الذي يساهم في التطوير والتوازن في هذا الكون.
ويتحقق بناء الانسان في بناء شخصيته وتربيته التربية الصحيحة المبنية على القيم والأخلاق وتزويده بالمعارف والعلوم
بناء الانسان لا ينتهي وقته بل مستمر منذ ولادته إلى أن يتوفاه الله، لكونه جزء من هذا الوطن وبعلمه ومعرفته وبناء شخصيته تتحقق المصلحة الوطنية وتصل الدول إلى مراتب عالية في النمو والتطور.
الأخلاق لها أهمية كبيرة في استقرار المجتمعات وتماسكها، والمحافظة عليها من عبث العابثين، وتشويه المغرضين، فعلينا جميعا التحلي بالأخلاق الحميدة.
الأخلاق ضرورة فردية، وحاجة اجتماعية، فهي ملاك الفرد الفاضل، وقوام المجتمع الراقي، يبقى ويستقر ما بقيت، ويذهب ويتلاشى إن ذهبت، بل لا حياة له بغيرها.
ومن يظن أنه يمكن أن يعيش بدون الالتزام الأخلاقي فهو واهم.
وسوف تظل الأخلاق حاجة أساسية للإنسان، وبدونها يصبح الإنسان مصدر سوء لأخيه الإنسان مما لا يتيسر معه إقامة حياة اجتماعية سليمة، وترجع هذه الحاجة إلى أن غرائز الإنسان متعددة ومتنوعة، معقدة غير سهلة، مركبة غير بسيطة فمنها الفردي الذي يدفع إلى الطمع والأنانية والبخل، ومنها الاجتماعي الذي يدعو إلى التعاون والإيثار والكرم.
وإذا كان الإنسان على المستوى الفردي في حاجة إلى الأخلاق، فإن المجتمع بكل أطيافه لا يقل عنه في حاجته إليها.
فكما أن الفرد يضيره ويفسده أن يكون كاذبا مرائيا حسودا خائنا ماكرا ظالما، كذلك يفسد المجتمع بشيوع هذه الصفات في أفراده.
فالأخلاق هي الدعامة الأولى في بناء كل مجتمع سليم، وهي ضرورة إنسانية لازمة لحياة المجتمع لأنها توضح أساليب التعامل الاجتماعي مثل: العدالة، والمساواة، والتعاون، والإخلاص، والصدق، والوفاء، والعفة.
والأخلاق ألزم للإنسانية من العلم، فلا توجد أمة سعيدة مترابطة بدون الأخلاق.
فمكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات، ومتى فقدت الأخلاق التي هي الوسيط الذي لا بد منه لانسجام الإنسان مع أخيه الإنسان، تفكك أفراد المجتمع، وتصارعوا، وتناهبوا مصالحهم، ثم أدى بهم ذلك إلى الانهيار ثم الدمار .
ولذلك قال أحمد شوقي:وإذا أصـيب الـقوم في أخلاقهم فـأقم عـليهم مـأتما وعـويلا.
وتعتبر الأخلاق غاية من أسمى الغايات الإنسانية، ومن أعظم المقومات للحضارة الإنسانية، لا يمكن الاستغناء عنها لأي نوع من الأنواع البشرية، ولا لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، من أجل ذلك منذ أول وجود المجتمع الإنساني كانت المهمة الأخلاقية من أحسن المهمات لسائر الأديان والمذاهب .
فالإنسان، بحاجة ماسة إلى نظام خلقي يحقق حاجته الاجتماعية، ويحول دون ميوله ونزعاته الشريرة، ويوجهه إلى استخدام قواه في مجالات يعود نفعها عليه وعلى غيره.
وماذا يحدث لو أُهملت المبادئ الأخلاقية في المجتمع، وساد فيه الخيانة والغش، والكذب والسرقة، وسفك الدماء، والتعدي على الحرمات والحقوق بكل أنواعها.
وتلاشت المعاني الإنسانية في علاقات الناس، فلا محبة ولا مودة، ولا نزاهة ولا تعاون، ولا تراحم ولا إخلاص.
وسيكون المجتمع جحيما لا يطاق، ولا يمكن للحياة أن تدوم فيه، لأن الإنسان بطبعه محتاج إلى الغير، وبطبعه ينزع إلى الأنانية والانتقام.
فالأخلاق لها أهمية كبيرة في استقرار المجتمعات وتماسكها، والمحافظة عليها من تشويه المغرضين، فعلينا جميعا التحلي بالأخلاق الحسنة، وترك الأخلاق المذمومة، لأنها سوف تساعدنا على السمو بأنفسنا، والنهضة بمجتمعنا بأكمله.
التعليقات