د. أشواني كومار الشاعر والأستاذ في TISS، مومباي، الهند. نُشرت مؤلفاته ودواوينه على نطاق واسع، وترجم إلى عدة لغات، وتشمل مجلداته الشعرية الرئيسية: الآلة الكاتبة الخيالية لجدي وباناراس والآخر…
عن تدريسه للعلوم السياسية وكتابة الشعر، وعما إذا كانت هناك مفارقة بين الأمرين، يرى د. أشواني كومار أنه لا يجد أية مفارقة. من دون السياسة، لا يوجد شعر، لأن “الأسود قوامها الأغنام”، كما قال العالم الموسوعي الفرنسي بول فاليري Paul Valery. و “الأغنام خلقت من الأسود أيضًا” كما قال إيه كيه رامانوجان AK Ramanujan. الشعر هو عصيان مدني غير معلن أو Satyagraha. إنها لحظة انتفاضة استثنائية ضد “سلطة أي أحد”. بعد أرسطو Aristotle، أنا “حيوان سياسي يتحدث” أمتلك قدرة بشرية نادرة للتحدث عن الحقيقة إلى السلطة الموجودة. إذن، السياسة هي طريقة محددة للحياة الشعرية – قوة الكشف عن الاحتمالات والبدء بها ووهبها الحياة. مثل Jayanta Mahapatra، بدأت الكتابة في وقت متأخر وعشت نوعًا من المنفى في TISS حتى اكتشفه مؤخرًا شعراء مومباي. أنا ابتليت بالشعر.
من مجموعته الأحدث، أختار لكم ترجمة هذه القصائد، بما تحمله من مأثور ديني، في بلد متعدد الأديان
قصائد أشواني كومار (Ashwani Kumar)
Ode To War and Peace
يموتُ حجرٌ وينهضُ، نبتًا في الفلاةِ..
متباكيا على طرده من الجنة.
أشكو إلى الله
أخبره بكل حكايات تواريخ الحب الملطخة بالدماء-
كمرآة لأسرار الآثار المدمرة تماما.
ترتجف الحيوانات في مخبأها عندما
وقد اعتقلوا بنات أخي الصغيرات لارتدائهن الحجاب-
عاجزين، أنا وأنت، كثيرًا ما ننزف معًا
خلف النوافذ الحديدية في السجون،
لكن الأسماك سعيدة في البحر المسموم.
*********
هذا العام لم يكن مواتيا للأمطار –
لقد غسلتْ النساء شَعرهنَّ في الشمس الجافة، و
وغطين وجوههن بحصاد الأظافر الميتة.
لستُ أدري
أصبح وجهي فجأة شاحبًا بلون الزعفران،
وجسدي ملطخا بأوراق اللوتس المحروقة.
أطلب من صديقي النّحات أن يشكّلني صنمًا
وأن يشنقني على شجرة يهوذا
لأزهر في غزليات الرومي.
********
إنه يعلم أنني لست محرضاً، حتى الآن
يسمونني متمردًا لأن
كل قطرة دم أريقها هي صرخة من أجل العدالة.
وليست معارضة لحكمه..
الجميع ثملٌ بأوهام الخبز والموز المجّانيين.
أعود بلا سلاح إلى بيتي المنسي،
اربط ساقي الجمل بالخيمة
اشطف ذراعي للصلاة،
وأهز مقابر النحاة واللغويين القدامى.
فأنت وأنا نعرف بالتأكيد –
المعركة الأخيرة ستكون في العاصمة
دعونا نتعهد مرة أخرى بالولاء لله ولجمهوريتي!
(2) أبواب مسجد الطوب الأحمر
Doors of the Red Brick Mosque
هذه الأيام
تظل أبواب المسجد المبنية من الطوب الأحمر مُشرعةً طوال الليل.
تأتي الفتيات والفتيان من المدينة
مع أوراق الامتحانات ونظارات متطورة للقراءة.
يخيطون رموش عيونهم
بأصابع متشابكة
يدرسون عن الأوطان المنفية في أضواء الزفاف.
متكئين في الزاوية
يناقش العلماء المتبحرون مزايا زواج المحكمة.
والعبادة من أجل السعادة المشروطة
يقوم المؤذن ببطء من سجادة الصلاة
ويهمس في أذني –
أتحول إلى حجر – كنصب تذكاري للعشاق المذبوحين.
(3) العصافير الصائمة، همس الدعاء
Fasting Sparrows, Whispering Prayers
سماء فضية صافية وماكرة
تحترق مثل مناجم الفحم تحت الأرض في الصيف الحريري.
أستيقظ حالمًا بشتاء آخر
أمدّ لساني
تذوب لغة الأم على شفتيّ اللتين لا يروى ظمأهما، و
وأضيّع فمي وشبابي في فخذيها.
ماذا بدر مني؟
أغمض عيني، وأستبدل جسدي بها-
ليست هناك مساحة كافية للرقود بسلام في التابوت،
ولم يعد هناك ميناء للذكريات بعد الآن.
ملطخًا بالدم، وحفنة من تراب في حلقي
أسافر مع الفقراء المتجولين بثيابهم الحمراء
تذرية للغسق الخريفي – يحل الظلام.
في ظل الأمطار المريرة للمراسيم والإعلانات الكاذبة
أرى أبي
يحصد أحزان أرضنا،
ويأسى على قبر أخواتي وإخوتي.
يفور الإعصار في البحر
أختبئ خلف ثدييها الأرجوانيين
متأملا خيول العائلة المفقودة، ببطء
يختفي القوس العلوي للقمر المسموم.
أفتح الباب –
تفوح من هواء الصباح رائحة نار الليل.
فجأة تندلع رائحة قرفة الفرح الغريبة – ،
وتهمس العصافير الصائمة بالدعاء للعشاق والشهداء!
(4) صيام الشهر الحرام
Fasting in the Holy Month
أنا وحدي في شهر الصيام المبارك.
أشم رائحة لحمها في ضوء الجليد الناعم المعتق.
شفتي تلمس ثدييها –
تمتد أغصان أشجار الخيزران إلى فمي الجائع.
أجرّد نفسي –
نمر ينتظر ضحيته على حافة الهاوية.
أحلم بجوعها، وأبكي بين ذراعيّ.
ومرة أخرى، لم يبق شيء من جسدي.
أستيقظ على صوت إطلاق النار في الشوارع.
أين هي؟ أين هي؟
تئن بلغتها الأم
تظل مشغولة بالإفطار مع أشواك الجهنمية.
(5) قرية الألف مجاز
Village of Thousand Metaphors
هناك أمر جميل حقا عن
قريتي الأم يُكتبُ بألف استعارة.
هنا، الذاكرة تكبر مثلما
تنضج حقول الأرز في صحون طعام أسلافنا المنسيين.
هنا تلهو السلاحف والتماسيح بلعبة الغميضة
وأطفال في ربيع مترامي الأطراف، وعلى خلافنا
غالبًا ما يؤوون بعضهم البعض من العواصف الثلجية.
هنا، تتساقط الأحزان وترسل زهور عباد الشمس ظلا كبشرتها
ويؤوب البدو إلى ديارهم بعد أداء الصلاة في الصحراء.
هنا، تتزاوج الحجارة والغابات بشكل وهِنٍ مثل
أحلام يقظة للعشاق في مرايا غرفة النوم، وعلى عكسنا
يشمون رائحة وطعم أشعة الشمس الرمادية والخضراء في العراء.
هنا، كل شيء غير واقعي هنا باستثناء الغريب
كيمياء اللغات
يتطاير من المطر الغادر – سحابًا.
وأتساءل ماذا تقصد أمي عندما تقول –
“أبوك يستمتع في قفص الأسود”!
(6) إخوة أبي
My Father’s Siblings
“أنا واحد بين أربعة عشر أخٍ،
قال أبي: لقد اكتشفت أن جميع إخوتي لديهم تاريخ الميلاد نفسه.
وكان بعضهم من منشدي القوالي الصوفية
وكان بعضهم الآخر سحرة.
متخصصين في علاج الحزن، والعذاب.
‘أنا أحب كل واحد منهم-
أطفالي، زوجتي، بيتي،” هكذا قال لي في كثير من الأحيان.
في جنازة أمي
– لم يستطع التحدث بلغته –
بكيت كما يفعل الملح في البحر.
لقد رحل الآن؛
لا أعرف كم عمري!
ترجمها إلى العربية: أشرف أبو اليزيد
نُشر طبقاً لبروتوكول النشر الدولي المشترك مع مجلة "آسيا إن"
التعليقات