منذ أن أصدرت محكمة العدل "قراراتها" بشأن قضية غزة وأنا أحاول أن أستوعب بماذا أقرت!!!

ولا أخفيكم القول كنت متوقعا بخبرة كل نتائج مؤسسات ومنظمات العالم "الهزيلة والهزلية بل المهينة" في الشأن الفلسطيني.. بأن نتيجة ما سيصدر من محكمة العدل لن يكون أكثر من نفس العبث العالمي السابق..

ولكن قلبي الضعيف كان مازال لديه أمل!!!

ولكن اسمحوا لى ياساده أن "أعلق".. فهذا كل ما تبقى لنا في هذا العالم العبثي العجيب..

لقد طلبت محكمة العدل" التأكد".. أكرر "التأكد" من أن أفعال الكيان الإسرائيلي ترقى إلى حد الإبادة الجماعية!!!!

وهنا أتوقف كثيرا... وأسال محكمة " العدل"!! 

هل تهجير ما يزيد عن 2 مليون مواطن قصريا تحت قصف مدفعي متوحش يزيد عشرة أضعاف قنبلتي "هيروشيما وناجازاكى".. لا تعتبره محكمة العدل الدولية إبادة جماعية!!

هل تجويع أكثر من 2 مليون مواطن عن قصد سواء بمنع أو تأخير المساعدات الإنسانية من طعام وعلاج لمدة تزيد عن 100 يوم.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية ابادة جماعية!!

هل قصف المستشفيات ومنع الأدوية وعدم علاج الجرحى وتحطيم كل أجهزة المستشفيات والقبض على الطواقم الطبية وإرهابهم ومنع تزويد المستشفيات بالمحروقات لتشغيل مولدات الطاقة عن العناية المركزة وحضانات الأطفال حتى الموت.. 

وتنفيذ العمليات الجراحية دون تخدير وقطع المياه والكهرباء... لا تعتبره محكمة العدل الدولية ابادة جماعية!!

هل تنفيذ الإعدام على أفراد من شعب أعزل وسط الطرقات بدم بارد.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية ابادة جماعية!!

هل تدمير بنية تحتية كاملة تعد الأكبر والأضخم منذ الحربين العالميتين.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية إبادة جماعية!!

هل المعاناة الغير إنسانية التي يحياها أكثر من 2 مليون مواطن وسط خيام هزيلة مصنوعة من بقايا الكرتون والبلاستيك في طقس شديد البرودة وسط برك من الأمطار والأوبئة وأكثر من 700 مرض جلدي والفيروسات الفتاكة... لا تعتبره محكمة العدل الدولية إبادة جماعية!!

هل إهدار كرامة شعب بأكملة لا حول له ولا قوة في حقة بالعيش بكرامة وعزة على أرضه.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية إبادة جماعية!!

هل ضرب الكيان الإسرائيلي بكل قرارات هيئة الأمم المتحدة والمعاهدات مثل معاهدة “أوسلو" وأخيرا عدم تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية نفسها واستمرارها في مجازر وتهجير أهل غزة.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية إبادة جماعية!!

هل قتل عائلات بأكملها من جد إلى حفيد من على خريطة الحياة.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية ابادة جماعية!! 

هل منع وتأخير دخول حتى ما لا يزيد عن 10% من المعونات الإنسانية التي يحتاجها أكثر من 2 مليون مواطن في غزة يوميا.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية ابادة جماعية!!

هل قتل ما يزيد عن 27 ألف مواطن أعزل ومازال العدد في تزايد إضافة إلى آلاف المفقودين والأموات تحت الركام تعفنت جثثهم دون دفنهم تحت الركام وعلى أروقه الشوارع.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية إبادة جماعية!!

هل قذف المستشفيات وهيئات الإغاثة الدولية والتابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية ابادة جماعية!!

65 كيلو متر مربع من عدم وجود متر واحد آمن لما يقرب من 2 مليون إنسان يتم تهجيرهم من مكان لمكان كل ساعة بحجة حمايتهم ولكن يتم قذفهم وإطلاق النار عليهم في نفس ذات الوقت.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية ابادة جماعية!!

هل تيتيم الأطفال وثكل الأمهات وتهجير وتشريد العائلات وعدم وجود دواء وعلاج وماء و كهرباء واتصالات والعيش الغير صحي وغبر أدمى وسط الأوبئة والأمطار في أكواخ وخيام غير أدمية إضافة إلى القصف المدفعي من كل اتجاه ...و....و.... لا تعتبره محكمة العدل الدولية ابادة جماعية!!

أن يظل شعب فلسطين هو الشعب الوحيد المحتل على ظهر الكرة الأرضية ونحن في بدايات الألفية الثانية.. وهو مازال يقتل ويعتقل ويعذب على مدار ما يقرب من 100 عام.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية إبادة جماعية!!

هل شعب تزيد معاناته للمطالبة بوطن لما يقارب من الـ 100 عام وبرغم كل القرارات الدولية بحقه في ذلك ولا تنفذ!! أمام أعين العالم الصامت.. لا تعتبره محكمة العدل الدولية ابادة جماعية!!

وأخيرا وليس بأخر التشكيك وقطع التمويل الدولي عن مؤسسة الأونروا..

لا تعتبره محكمة العدل الدولية إبادة جماعية!!

يا محكمة "العدل" أين عدلكم؟؟؟؟!!

أى عار سيوصمكم التاريخ به!!!!

وأي حساب إلهي ستلقونه من رب العرش العظيم!!!

وأى دعوى سترفع بها كل أم أو أب أو دمعه طفل ستزرف لرب العالمين ضد ظلمكم..

أين أعينكم.. أين ضمائركم.. أين قلوبكم.. اين انسانيتكم اين قوانينكم..

بل أين رجولتكم... أين أنتم مما يحدث!!!!؟؟؟؟

تريدون التأكد من ماذا؟؟؟؟!!!

لقد سقطتم مثلما سقط كل شيء قبلكم ولكنكم أخر من سقط بعد سقوط كل أوراق التوت تباعا من قبلكم..

كيف تنامون نوما عميقا كل ليلة؟!

كيف تأتيكم الشجاعة بتناول الطعام وشرب الماء؟!

كيف تحتفلون وتتسامرون وترسمون الضحكات على شفاتكم؟!

كيف تأتيكم الجرأة للعيش بشكل طبيعي وسط ما ترونه كل لحظة من مجازر وإبادة شعب؟!

لقد سقطتم جميعا... لقد سقط كل شيء..

لم يعد هناك قيمه لأي شيء..

ولذا لا نريد ديمقراطيتكم فهي زائفة..

لا نريد منكم قوانينكم فهي خاوية..

لا نريد خطاباتكم فهي كاذبة..

من الآن فصاعدا لا يجرؤ أيا منكم على التشدق والتعالي بكلمات رنانة لها علاقة بالعدل والحق والديمقراطية ...

انتهى.. فلن يصدقكم أحد بعد الآن..

أصبحتم عرايا.. أصبحتم بلا ضمير.. بلا مصداقية..

ومن تلك اللحظة.. نتبرأ منكم ومن مؤسساتكم ومنظماتكم ومعاهداتكم. 

نتبرأ من عالمكم..

لم يعد لكم أي وجود في عالمنا بعد الآن..