أتمنى أن تملك بريطانيا ثقافة «الاعتذار» للشعب الفلسطينى على ما سببته له من آلام، وخسائر بشرية، واقتصادية، ونفسية عنيفة طوال ١٠٧ أعوام، منذ وعد وزير خارجيتها آرثر بلفور المشئوم فى عام ١٩١٧، الذى كان السبب الرئيسى فى بدء سلسلة من المذابح، والكوارث بحق الشعب الفلسطينى المسالم، والآمن فى أرضه حتى ذلك الوعد المشئوم.
آرثر جيمس بلفور هو رئيس وزراء بريطانيا منذ عام ١٩٠٢ إلى عام ١٩٠٥، ثم تولى وزارة الخارجية البريطانية فى الفترة من ١٩١٦إلى ١٩١٩، وخلال توليه مسئولية وزارة الخارجية أطلق «وعد بلفور» الشهير لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، وكأن فلسطين هى «عزبة السيد والد» جيمس بلفور، مع أن اليهود كانوا يعيشون جنبا إلى جنب مع المسيحيين والمسلمين فى الأراضى الفلسطينية، وكانت نسبة اليهود لا تتجاوز ٥٪ من إجمالى عدد السكان الفلسطينيين.
أطلق بلفور وعده المشئوم على رغم أن بريطانيا كانت دولة احتلال، لتبدأ سلسلة من المجازر، والمذابح، والتهجير بحق الشعب الفلسطينى منذ الوعد المشئوم وحتى الآن.
الآن تدرس بريطانيا، وعلى لسان وزير خارجيتها ديفيد كاميرون، الاعتراف بدولة فلسطينية.
ربما يكون هناك تشابه بين بلفور وكاميرون، فهما كانا رئيسين للوزراء، ثم توليا بعد ذلك وزارة الخارجية، لكن الأول ارتكب خطيئة وصدر منه وعد، وهو ليس له الحق فى ذلك، بقيام دولة إسرائيل، فى حين أن الثانى يصحح خطيئة الأول، ويعترف بدولة فلسطينية، لتنتهى حِقبة طويلة من المعاناة، والألم، والعذاب للشعب الفلسطينى.
خطة كاميرون تقوم على مجموعة من الخطوات تبدأ بوقف إطلاق النار فى غزة، وتنتهى بإقامة دولة فلسطينية.
أتمنى أن تكون بريطانيا جادة فى تلك الخطة، وأن تعتذر للشعب الفلسطينى على ما سببته له من آلام، وتعذيب، وتنكيل على مدى أكثر من ١٠ عقود كاملة ذاق فيها الشعب الفلسطينى كل الآلام التى لا يمكن أن يتحملها بشر من قهر، وقتل، وتخريب، وتدمير، وفقدان أمل دون أى اكتراث من المجتمع الدولى بتلك المعاناة الطويلة، والممتدة، فهل يصحح كاميرون خطيئة بلفور أم أنه كلام فقط لتمرير الأزمة؟!.. سنرى!!
التعليقات