كلنا يعلم أن الحياة فى الماضى كانت تسير على نمط شبه ثابت وهادئ ورايق يخلو من التعقيدات نوعا ما، لكنه كان بدائيا جدا، أما الحياة فى الحاضر فأصبحت تسير على نمط شبه مستقر وسريع ومربك ملىء بالتحولات.
لكنه متطور جدا، فى تصورك أيها الآدمى، يا من عشت الماضى بكل جوانبه المحددة وتحيا فى الحاضر بكل ملابساته المترامية، أيهما أفضل لك، هل أنت فى احتياج إلى عودة الروح البِكر أم أنك فى اكتفاء من زخم الذات المدية؟! أو بمعنى آخر أبسط من الفزلكة، تحب تعيش ع الهادى يا زبادى، ولّا الحياة ف السريع يا أبو سريع، أبَّرك، وقبل أن تجيب تأمل معى الآتى:
■ فى الماضى كان الأثرياء يمتلكون السيارات والفقراء يكتفون بالخيول، الآن الغالبية لديهم سيارات والأثرياء فقط لديهم خيول يستعرضون سلالتها العريقة فى مسابقات دولية.
■ فى الماضى كان الماء مجانا وبلا فلاتر، الآن الماء مُعَبأ فى زجاجات وملىء بالمعادن ولدينا أزمة فى حصتنا من النهر الخالد.
■ فى الماضى كان الحصول على السُمرة يعنى أنك تعمل تحت وطأة الشمس الحارقة، الآن الحصول على السُمرة يعنى أنك حظيت بإجازة فاخرة على متن يخت.
■ فى الماضى كانت البيوت أسرارا والعلاقات لها خصوصية، الآن الفضائح ترند والانتهاك سيد الموقف والتطاول أسلوب حياة.
■ فى الماضى كان الجواب والرد عليه يستغرق أسابيع من اللهفة والشوق، الآن الرسالة على كل لون، نصية وصوتية وحركية تصلك فى التو واللحظة وإذا لم يتم الرد عليها فى غضون دقائق تحدث القطيعة.
■ فى الماضى كان الأصدقاء يجتمعون مساء كل ليلة على أرض الواقع يتبادلون أطراف الحديث فى الاهتمامات المختلفة، الآن يلتقون افتراضيا على مواقع إلكترونية، وفى الغالب تنتهى المحادثات الجماعية هذه بالسباب والشتائم.
■ فى الماضى كان البشر يقرأون الجرائد اليومية بانتظام ويشاهدون نشرات الأخبار لمعرفة ماذا يحدث فى مصر والعالم أجمع، الآن تأتيك أخبار الكوارث قبل أن تحدث بالفعل لأنها فى الغالب ممنهجة ومُعَدة سلفا.
■ فى الماضى كان فى حاجة اسمها لمّة العيلة وعيلة العيلة والقرايب والنسايب يوم الجمعة من كل أسبوع، الآن يتقوقع الكل يوميا حول الأجهزة سواء لاب توب، موبايل، أو غيره فى زواياهم الخاصة منفصلين.
■ فى الماضى كان الناس يخشون الوقوع تحت المطر الطبيعى، الآن يدفع الناس ثمن جلسات الـ Spa الباهظة لمجرد الوقوف تحت المطر الصناعى.
■ فى الماضى كان الطفل يحلم بأن يكبر ويصبح رائد فضاء، الآن كل طفل يريد أن يصبح يوتيوبر ليجنى الملايين.
■ فى الماضى كانت الست.. (هانم) فى كامل أنوثتها، وكان الرجل.. (بيه) فى عنفوان سيادته، الآن أصبحت الست طلقة نار وصار الرجل (مُز جامد) ومع الأسف الحيرة بين روايح الزمن الجميل ومثبتات طعم ولون الحاضر جعلتنا نفقد هويتنا الحقيقية ومش عارفين إحنا مين؟! هو إحنا بتوع إمبارح ولّا ولاد النهارده.
التعليقات