تمر هذه الأيام الذكرى الثلاثون لتأسيس الحزب الديمقراطي الشعبي في طاجيكستان، وهي ذكرى غالية على الشعب الطاجيكي الذي حقق رئيسه إمام علي رحمن، زعيم المعارضة الطاجيكية المتحدة، الذي وضع حدًا للحرب الأهلية بين الأشقاء في البلاد وقادها إلى السلام.
الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن
اهتمامي بالثقافة في هذه البلد، يأتي من كون عاصمتها دوشانبي إحدى محطات طريق الحرير، التي أطمح بزيارتها، بعد أن زرت جيرانها، وكون حضور مثقفيها البارزين في جمعية الصحفيين اسيويين، وكذلك حركة الشعر العالمية التي يمثلها كمنسق وطني لها في بلاده الشاعر عبد الآخرر قاسم.
مثلت مبادرة الرئيس إمام علي رحمن، مؤسس حزب الشعب الديمقراطي الطاجيكستاني تدشينا لسياسة الباب المفتوح، للمحافظة على حقوق الأقليات التي تعيش في طاجيكستان، ليصبح جميع الأشخاص الذين يعيشون في طاجيكستان متساوون بغض النظر عن الدين ولون البشرة والجنسية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جميع الأديان تنظمها تشريعات الجمهورية.
الجميل هو حزب الشعب الديمقراطي الطاجيكستاني بالثقافة إطارا للحياة، فقد دشن إمام علي رحمن مبادرة مدتها 5 سنوات، تشمل 3 مسابقات جمهورية أدبية وثقافية وعلمية يشارك فيها أكثر من 600 ألف طفل وصبي في الجولة الأولى.
في عام 2024، تم تخصيص 12,500,000 سوموني من صندوق رئيس طاجيكستان لعام 2024 للمسابقة، وهو ما يعادل 1,141,051.25 دولارًا أمريكيًا. ومن بين هذه الأموال، تم تخصيص 417.168.34 دولارًا أمريكيًا لمسابقة الكتاب “حكمة وهج الفجر”.
المكتبة الوطنية في طاجيكستان
على مدار 30 عامًا من حكم الحزب الديمقراطي الشعبي، تم بناء أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة وروضة أطفال في طاجيكستان، وقيام أكثر من 3 آلاف مؤسسة صناعية وفرت 54 ألف فرصة عمل، والمهم في مجلنا الطفرة التي حققتها البلاد في مجال الثقافة؛ فقد كان إجمالي محتوى المكتبات الجمهورية في عام 2006 قد وصل إلى 12 مليون 676 ألف 755 نسخة، ليبلغ بداية عام 2014 نحو 18 مليون 883 ألف 205 نسخةـ مع تغييرات نوعية في تكوين صندوق المكتبات في البلاد، ليرتفع عدد النتاج الأدبي بالطاجيكية من 3 ملايين 538 ألف 757 نسخة في عام 2006 إلى 4 ملايين 600 ألف نسخة في عام 2014. بالإضافة إلى ذلك، 4 مليون و852807 وحدة من الكتب الإلكترونية المدرجة في صندوق مكتبات الجمهورية.
كانت المبادرات النبيلة والإجراءات الإنسانية التي قام بها إمام علي رحمان في حماية القيم الإنسانية ومحاربة الإرهاب والتطرف، وإقامة علاقات اقتصادية وتجارية مع البلدان الصغيرة والكبيرة في العالم، قد حولت طاجيكستان إلى بلد نموذجي في جميع مجالات الحياة الوطنية.
مطلع الشهر الماضي، خصصت أمسية موسيقية وشعرية للذكرى الخامسة والثلاثين للنشاط الإبداعي للشاعر الطاجيكي عبد الآخر قاسم في تورسونزاد بجمهورية طاجيكستان بمشاركة أكثر من 700 عاشق لقصائد الشاعر عبد الآخر وأدبه. وكانت هذه فرصة للقاء مع الثقافة الطاجيكية، وخاصة الموسيقى.
تكريم للشاعر الطاجيكي عبد الآخر قاسم ، احتفالا بـ 35 عاما من الإبداع
هناك رابط حي ووثيق بين الموسيقى الطاجيكية وأشكال الموسيقى الأخرى في آسيا الوسطى. الموسيقى الكلاسيكية هي موسيقى المقام الشاشي، وهي مميزة أيضًا في أوزبكستان. كما يتمتع جنوب طاجيكستان بنوع مميز من الموسيقى الشعبية تعزف في احتفالات الأعراس وغيرها من المناسبات.
الموسيقى الشعبية الطاجيكية تنقسم تقليديًا إلى ثلاثة أنماط، موسيقى بامير (مقاطعة جبل بدخشان)، وسط كوهيستوني (مقاطعات هيسور، كولوب، غارم) وأسلوب سوجديانا الشمالي؛ والأخيرة جزء من نفس الثقافة الموسيقية مثل المناطق المجاورة لأوزبكستان (مقاطعة كاشكاداريا ومقاطعة سورخانداريا).
هناك أنواع كثيرة من الأداء الغنائي وموسيقى الآلات، بما في ذلك أغاني العمل والأغاني الاحتفالية والجنازية والزفاف والملاحم الموسيقية، وخاصة الأسطورة البطولية الطاجيكية المركزية جوروجلي المعروف أيضًا باسم “عمر شام شام”. أما “غريبي” فهي أغنية عن الشخص الغريب، وهي ابتكار من أوائل القرن العشرين لعمال المزارع الفقراء وغيرهم من العمال الذين اضطروا إلى مغادرة أراضيهم. فيما تمثل موسيقى العيد احتفالا بعطلة فصل الربيع وتتضمن أغاني احتفالية مصحوبة بآلات وترية كالدوتار والدويرا. وعيد التيوليب Sayri Guli Lola يتضمن موسيقى كورالية وراقصة مصاحبة، وأهم أغنية في هذا العيد تسمى “نقشي كالون”. كما أن لولادة الطفل احتفال موسيقي خاص. يحرك لاعبو الدمى التقليديون الدويرة والقيروق والسرناي والناغورة. وهناك تنويعات أخرى، كما تعزف موسيقى الزفاف الطاجيكية التقليدية بواسطة سوزاندا، وهم موسيقيون محترفون، معظمهم من الإناث، والذين يشكلون جزءًا من فرق تسمى داستا.
مقامات الموسيقى الطاجيكية
ليعلو صوت الموسيقى الطاجيكية احتفالا بالسلام، في الذكرى الثلاثين، وليعم الفرح كل عشاق الثقافة الذين يحتفلون على إيقاعات المحبة لكل شعوب العالم.
نُشر طبقاً لبروتوكول النشر الدولي المشترك مع مجلة "آسيا إن"
التعليقات