عندما يُطلب منك أحد بإخلاء منزلك منطقيا وبشكل ميكانيكي سيتحول تفكيرك إلى إجابتين لا ثالث لهما بعد السؤال ما السبب أو لماذا الإجابتين المنطقتين سيكونان كالتالي:
نعم سأخلى منزلي..
لا لن أخلى منزلي..
ولكن حينما يأتي أحدهم" يأمرك" بأنك ستخلى منزلك خلال ساعة من الزمان!!
فان عقلك هنا لن يفكر في الإجابات المنطقية السابقة بل سيسطر على عقلك الدهشة.. بل حالة من الشلل وتبدأ في التساؤل بكل اندهاش ورفض نظرا لضيق الحيز الزمنى أمام تلك السلطة أو القوة الغاشمة "كيف سأتمكن من إخلاء منزلي خلال ساعة واحدة فقط!!"
ومن تلك اللحظة والحالة يسيطر على عقلك ولسانك حالة من عدم القدرة على التصرف..
بل ولن تفكر أبدا ...
"بمدى أحقية هذا الشخص في أن يأمرك من الأساس!!"
فتجد نفسك تنصاع مقهورا وبقوى لا إرادية لإخلاء منزلك!!
هذه هي الطريقة التي يتبعها الكيان الإسرائيلي طوال عهدنا به يفرضها بكل ذكاء ودوما يقع فيها العالم بكل غباء..
وها هو طالب بإخلاء مستشفى الشفاء الذي به لاجئين ومرضى تفوق الـ10 آلاف في أقل من ساعة!!
والعجيب أنهم استطاعوا أن يخلوه في الزمن المحدد ماعدا 450 من المرضى!!!
..... حينما تشترى رغيفا للخبز.. ويأتي أحدهم ليطلب منك جزءا من هذا الرغيف..
أول ما سيطرأ في ذهنك هو:
نعم سأعطيه جزءا من رغيفي الذي اشتريته بحر مالي..
لا لن أعطية جزءا من رغيفي الذي اشتريته بحر مالي..
ولكن حينما يأتي نفس الشخص ويخبرك "أنا لن أوافق على اعطائك نصف رغيفك!!"
فانت في هذه الحالة سيشتاط عقلك بالغضب والإحساس بالقهر والشلل خاصة..
"عندما تجد كل من راك بل ويعلم إنك اشتريت هذا الرغيف بحر مالك يطالبوك بعدم التعنت بل ويمارسون كل وسائل الضغط عليك بسرعة إعطاء نصف رغيفك لهذا الشخص!!!!!"
وها هى أرض فلسطين التي يحتلها الكيان الإسرائيل تفشل على ما يربو من مائة عام بمجرد المطالبة حتى "بنصف مساحة" أرضها المحتلة؟؟!!!
والتي ارتضت بها قهرا رغم قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن و....و.....
والآن.. الآن يرفض الكيان الإسرائيلي حتى مجرد إعطاء فلسطين نصف أرضها!!!!!!!
وعلى وتيرة هذا "النمط" ..... حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها نظرا لهجوم حماس عليها في حين لم تذكر ويذكر العالم مجازر إسرائيل اليومية على الشعب الفلسطيني المستمرة على ما يقرب من مائة عام!!
بل والسؤال الأعجب.. الدفاع عن حق من وماذا؟ حق كيان محتل!!!!
..... اتهام "الكيان الإسرائيلي".. لحماس بارتكاب جرائم حرب!!
فى حين لم تذكر إسرائيل ولا العالم مجازر جرائم الحرب الإسرائيلية التي ترتكبها مع كل تحرك لعقارب الساعة كل ثانية والتي لا يتم محاسبتهم على أي منها على الاطلاق سواء في الماضي او الحاضر!!!
ومن الأمور الساخرة التي تدعو للبكاء... تصريحات الدول الكبرى التي تترجى استخدام قنابل "أقل وزنا" في قتل الفلسطينيين!!!
وليس إيقاف استخدام" القنابل الفسفورية" المحرمة دوليا؟!!!!
أو إيقاف كم القنبال الذي تعدى بمراحل قنبلتي هيروشيما وناجازاكى مجتمعتين!!
.... حالة الترجي والتوسل "المهينة" بعمل هدنة لمجرد أن يلتقط الفلسطينيون أنفاسهم -وتدخل المساعدات الراكدة على حدود رفح المصرية ويتعمد تعطيلها الكيان الإسرائيلي -
وليس الأمر بتوقف" القتل بدم بارد "من الكيان الإسرائيلي...!!!!!!!!
..... ويستمر النمط في كافة تصريحات اللانهائية من الكيان الإسرائيلي..
ليزداد ويتراكم الإحساس بالقهر الشديد مننا وعدم القدرة على مجابهة كل تلك الأكاذيب المؤمنة والمدعومة من كل القوى العالمية.. وهكذا نصاب بحالة من الشلل.. الملل.. اليأس أأأأه من اليأس.. القاتل والمدمر...
نلفظ كل شيء.. نبتعد.. حالة من اللا مبالاة..
نشاهد القتل والموت والمجازر بكل فتور بكل يأس. بل ندير وجهنا بعيدا عنها..
تتحول قوة الحنق والغضب والثورة فجأة من شدة القهر الى حالة تامة من الشلل اليائس...
ونترك من يموت يموت.. ومن يقتل يقتل.. ومن يشرد يشرد..
نعزف عن متابعة الاخبار.. نتناسى الحزن..
ونهرب بعيدا الى متابعة مباريات المنتخب.. فضائح وسائل التواصل الهزيلة الماسخة.. الأغاني الهابطة .... الخ وشيئا فشيئا..
نتناسى.. المنزل.. الرغيف...نصف الأرض..
وتتلاشى فلسطين..
تتلاشى الحقيقة..
التعليقات