أصبحت شتى أمور الحياة أشبه بإدمان العالم لوسائل التواصل فما أسهل أن تنهى علاقتك بحبيبك أو حبيبتك عن طريق "البلوك"!
أو ترفض صديقا لا يتماشى مع رأيك عن طريق " أن-فرند"!
أو حتى تفترض أنك تمتلك عضلات "أرنولد شوارزنيجر" بصورة مزيفة بالـ“فوتوشوب"!
أو ربما تطلق كلمات نارية كبطل ومناضل أسطوري أو كخبير عالمي في شتى أمور الحياة على صفحات " الفيسبوك أو التويتر سابقا " وأنت لم تحصل بعد على شهادة الابتدائية!
ناهيك عن اشعال وسائل"الخراب الاجتماعي" بالإشاعات والأخبار المغلوطة والتي تصعد وتختفي كموج البحر اللانهائي!!
وهو أحد أهدافها الأساسية التي صنعت من أجلة..
.. وليغرق معها العالم في ظلمات لا نهائية بلا عودة..
فتصيبه كثرتها بداء "الزهايمر" وذاكرة العصافير التي تختفي الإشاعة معها بمجرد ظهور موجات جديدة بسيل من الاشاعات التي لا تنتهي وهكذا.. كموج البحر.. لا تنتهي..
وهو ما أطلق عليه في هذا العالم" الترند"!!
ولا أعرف ما الذي يصيب الناس من انبهار وفخر ماجن عندما يصبح "ترند". وكأنه فاز بمفاتيح الجنة!!
وتلك الحركة تذكرني تماما عندما كنت طفلا وأذهب في الأعياد الى السيرك الشعبي.. وكنت اهرول لمشاهدة الساحر..
واكتشف بعد فترة أنه يصنع مركزا للاهتمام ويخلق بذكاء وخفة حركة بؤرة للتركيز تذهب اليه كل العيون..
مثال يخلق بؤرة التركيز على يده اليمنى.. وفى حقيقة الأمر أن الخدعة كلها في يده اليسرى.. التي لا ينظر اليها أحد!!
هل وصلت الفكرة؟؟
وللأسف كنت أنا الطفل" المفسد لخدعته" فكنت دائما كاشفا للعبة الساحر.. والتي طالما كانت في يده اليسرى!!
وهكذا.. وبالتماثل أثر هذا الاعتياد السلوكي الشيطاني والمتخفي خلف ملايين الانابيب الضوئية تحت الأرض وفى الفضاء ...
آثر على الحياة السياسية و الاقتصادية بل والحربية أيضا..
ومن ثم تعالوا نسترجع معا أحداث ما فات على عجاله ونتساءل..
عندما حدثت الأحداث الأخيرة لغزة أين ذهبت موجات اخبار حرب السودان "الترند"؟
وعندما حدثت حرب السودان.. أين كانت أخبار حرب روسيا وأوكرانيا.."الترند" انقلاب النيجر!! ربما اعتقال نواز شريف!!......أين وأين؟؟
أين ذهب " الترند"؟!
لقد أصبحت الحروب "ترند" مثل" زبد موج البحر"..
يأتي ويختفي بشكل لانهائي..
والعالم دوما ينظر الى يد الساحر اليمنى.. ولكنى لم أجد أحدا ينظر أبدا ليده اليسرى!!!
وللأسف كل من استطاع أن ينظر ويشير الى اليد اليسرى..
سرعان ما يختفي صراخه وعويله وسط زحام ملايين الكابلات الضوئية من موجات "الترند" التي لا تنتهي!!
ومع كل هذا الزحام والصراخ المكتوم..
يستغل الكيان الإسرائيلي الفرصة ليلعب باليد اليسرى كيفما يشاء ويقف العالم باثرة يؤازره -وكأنه منوم مغناطيسيا- على مجازره وجرائم الحرب الا إنسانية!!
ويلوح العالم في نفس ذات الوقت بمشروعية وحتمية إقامة الدولتين للعيش في" سلام"؟!!!
وهنا أقول له ولكل من يؤازره...
هل تظنوا أن من قتل أهلة..
شرد من منزلة..
قطعت أوصال عائلتة وأقاربه وأصدقاءه..
قصف منزله.. ودمر حيه بالكامل..
أجبر على النزوح من أرضة..
نزع منه الأمان..
راح منه مورد رزقه..
شاهد كل عائلتة تدفن تحت قدميه.. بل عاش لساعات تحت الأنقاض بجوار ما تبقى من أشلاء عائلته!
سمع صراخ وعويل ونحيب الأرامل والأطفال..
رأى أب يجرى كالمجنون حاملا طفله المدرج بالدماء مهرولا لا يجد من ينجد أخر أنفاس فلذة كبده..
لم يجد دواء لطفله أو أمه أو جده لعلاجه وهو يموت أمام عينيه..
هل ... وهل..
هل يظنوا جميعا أن تلك الذكرى لدى كل من تعذب بالبقاء على الحياة بعد كل هذا.. سيضمر في قلبه ذرة من هذا السلام الواهم تجاه إسرائيل أو من أزرهم لأجيال وأجيال وأجيال؟؟؟؟
من وجهة نظري الخاصة لقد نجح الكيان إلاسرائيلى وكل من يساندها في مد جذور الصراع بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل والعالم أجمع الى عصور طويلة قادمة..
سيدفع ثمنها أجيال وأجيال من كلا الفريقين على حد سواء.
وسيخلق بدلا من حماس.. ألف حماس أخرى أكثر شراسة وارهابيه!!
وللتاريخ فقط أذكر العالم ان حماس هي الذراع العسكري لجماعة" الاخوان الإرهابية" والتي أمن مؤسسوها على أن " ما الوطن الا حفنة من تراب عفنه" أي أنهم لا يؤمنون في الأصل بفكرة الوطن!!!
بل يؤمنون فقط بالجماعة ومنفعة الجماعة وخاصة قادة الجماعة....
وأنا بكل قوة أدينها ولا أصدق أبدا أنها تلعب دورا فدائيا دفاعا عن" وطن فلسطين"..
والدليل ان كل ما فعلته حماس كان الذريعة والسبب بل والرخصة الرئيسية لإسرائيل والعالم الغربي في ذبح ونزوح الشعب الفلسطيني وعودته لمعسكرات الايواء من جديد....
تماما مثلما أعطت أحداث 11 سبتمبر الرخصة لأمريكا لدمار الشرق الأوسط وانهاء العراق وسوريا ...
ولا داعي للتذكير أيضا ان جماعة الاخوان الإرهابية هي من صنع جهاز المخابرات الإنجليزية عن جدارة..
للإثبات وللتاريخ ولمن ينسى أو لا يعرف ان من أنقذ "حسن الصباح" من حبل المشنقة كان الإمبراطورية البريطانية بدفعهم لفدية عدم شنقة في إيران!
ان اول تمويل أو تبرع ة تبرع " لحسن البنا" كان من قادة انجلترا بقناة السويس في مصر!
ان بنوك وأموال وقادة جماعة الاخوان مقرهم الأساسي الحالي في لندن!!
ومن هو المؤثر الأساسي في المخابرات الإنجليزية..
هم يهود إنجلترا!!!
اعقلها أيها القارئ وحاول ربط الأمور..
ان في علوم الدراما وأساسياتها.. كما علمني أبى شيخ كتاب السيناريو "عبد الحي أديب" رحمة الله عليه..
بأنه لابد من وجود عنصرين هامين لاكتمال القصة الدراميةوهما "الخير والشر".. وبدون أحدهما لا يصح العمل الدرامي وكلما كان الشر طاغيا وقويا.. كان تفوق الخير علية له طعم النصر وحلاوة الانتقام ...
وها نحن نواجه طغيان الشر ... فمتى ياااارب تذوق كل أم ثكلى وأب مكلوم و طفل يتم.. حلاوة الانتصار..
التعليقات