من اسكندريةَ حتى الرباط
من السندِ حتى جِنين
يعربدُ طيرُ المنون
فتسقطُ منَّا الذقون
ونحن نشاهدُ عصرَ الهوانِ
ونشربُ نخبَ الإبادة
نبشِّرُ .. إنَّا قتلنا الإرادة
وسِرْنَا وراءَ الجنازة
وفُزْنَا بموتِ العروبةِ
شُكْرًا ..
لِمَنِ شيعوها
وشُكْرًا ..
لمنْ أرسلوا برقياتِ التَّعَازي
وشُكْرًا ..
لهذا السكوتِ المَجَازي
إذا الشعبُ يومًا أرادَ المماتْ
فلابدَّ أنْ يَعْتَلِيهِ اليهودْ
ولابدَّ أن يَخْتَفِي من وراءِ الحدودْ
ولكنْ ..
أراهمْ هنالِكَ رغم الحصارْ
يَضِخُّون وردًا وماءً ونار
تعيدُ الضياءَ لشمسِ النهار
فتجري العظامُ إلى بعضها
وتُكسى بلحمِ الشهادة
فلسطينُ قامتْ ..
فلسطينُ جاءتْ ..
فلسطينُ عادتْ ..
إليها الحياةْ
فعادتْ إلينا الجباه
رويدًا .. رويدًا
تعودُ العيونُ إلى مَحْجَرَيْها
تعودُ القلوبُ ..
وتعلو الصدور
وتعدو الأصابعُ نحو الأيادي
تعودُ الخريطةُ في قُدْسِها النبويّ
وتخضرُّ فينا البوادي
تُغنِّي القصيدةُ في لحنِها الأبديّ
إذا الشعبُ يومًا أراد الوفاءْ
فلسطينُ تبقى ..
وتلُّ أبيبٍ ..
إلى ذكرياتِ الفناء
التعليقات