تتمتع مصر بموقع جغرافي مميز مكنها من لعب دور مهم في صياغة السياسات الإقليمية والدولية فى فترات الحرب والسلام، ومنحها مكانة متفردة فى العالم بملتقاه الأسيوي والأفريقي، وجعلها من اللاعبين الكبار بمنطقة الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.
تقع مصر في موقع القلب من العالم، فهي نقطة تلاق قارات العالم القديم: أفريقيا وأسيا وأوروبا، كما تطل على بحرين هما: البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
وتشرف على خليجين هما: خليج السويس وخليج العقبة، وعلى أرضها تجري قناة السويس أحد الممرات المائية الدولية.
كما يتدفق عبرها نهر النيل الذى يمثل شريان الحياة لمصر، ويحظى بمكانة كبيرة في وجدان الشعب المصري.
لم يكن تأثير الموقع المتفرد الذى تتمتع به مصر مقتصرا عليها كأرض فقط، بل امتد ذلك إلى تكوين الإنسان المصري الذى ظل على مر العصور متمسكا بقيم الاعتدال والانفتاح على الأخر.
والتفاعل الخلاق مع سائر الأمم والثقافات من أجل تحقيق الأمن والسلام ليس لوطنه فقط بل للإنسانية جميعا.
من هذا المنطلق تبوأت مصر مكانتها الإقليمية والدولية المتميزة، والتي أتاحت لها القيام بدور مؤثر وفاعل، لا يمكن إغفاله أو التغاضى عنه، استمدته عبر مقومات رئيسية .
من أهمها الامتداد الطبيعى لمصر عبر القارات، فهي تقع في شمال شرق قارة أفريقيا، ولكنها أيضا ذات امتداد أسيوي حيث يقع جزء من أراضيها داخل قارة آسيا وهي شبه جزيرة سيناء. هذا الامتداد جعلها بمثابة البرزخ الذى مرت عبره اراضيها الديانات السماوية، كما كانت.
وستظل الملتقي الرئيسي للتفاعل الثقافي والفكري بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب. كما كانت مقرا لحضارات متواصلة بدءا من الفرعونية، مرورا بالإغريقية والرومانية وانتهاءً بالحضارة القبطية والإسلامية. إضافة الى انها أقامت أول جسور مع الحضارة الأوروبية الحديثة.
كذلك مثلت القدرات البشرية عاملا رئيسيا في استمرار هذا الدور، فمصر كانت أول مجتمع مدني في تاريخ البشرية.
تشكلت فيه أمة نشأ بين أفرادها نوع من التفاهم والانسجام؛ وكان للقدرات العسكرية التى تتمتع بها مصر دورها فى صد هجمات الغزاة والمعتدين على مر التاريخ.
وفي الدفاع عن الاسلام والعروبة. كذلك ساندت مصر جميع حركات التحرر في الوطن العربي، ودافعت عن قضايا العرب ومشكلاتهم.
ولعل العبء الذى تحملته مصر فى الدفاع عن القضية الفلسطينية منذ بدايتها حتى الآن خير دليل على ذلك.
كما تحملت مصر مسئولية نشر التعليم فى معظم أجزاء العالم العربي. فى الوقت نفسه اضطلعت بمسئولية السعي نحو الاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط .
مجسدة قيم الاعتدال والتسامح والتعايش التي تمثل جوهر تعاليم الاسلام السمحة.
وقاعدة "برنيس" هى أكبر قاعدة عسكرية تم بناؤها على ساحل البحر الأحمر والقاعدة بمثابة حصن لمصر ضد التهديدات الأمنية ؛فى البحر الأحمر وتضمن الملاحة البحرية عبر البحر الأحمر إلى قناة السويس والمناطق الاقتصادية المرتبطة بها.
إن استراتيجية تطوير وتحديث القوات المسلحة المصرية، تمثل إنجازا جديدا يعزز من تصنيف الجيش المصرى عالميا.
وتأكيد قيادة مصر دائما أن جيشها هو ظهير لأمته العربية وداعما لأمنها واستقرارها، ويحمل التاريخ صفحات بيضاء للجيش المصري في مساندة اشقائه العرب .
أن عملية التنمية والإنجازات لابد لها من قوة ترد عنها الشرور والأطماع، كما لابد من حماية السلام بقوة رادعة.
التعليقات