كلما زاد العمر وكثر الترحال بين مدن النفوس... وتضييق حلقات العلاقات. وفلتره الجميع... ومن يكون أين!...
وبعد عشرات القصص التي لا تنسى والعديد من الاحاديث التي لا تغيب. واختلاف المواقف التي ارهقت الاذهان.
تيقنت ان الصداقه لا تثمن. يقف امامها المال فقيرا عاجزا، لانها اسمى وارقى واغلى...
فالصديق الوفي لا يشترى، وعفويه الحديثه معه لا تشترى.
وصدق المشاعر في جنباته لا تشترى.
لتعلم ان وجود صديق حقيقي ترى معه روعه نفسك وجمال روحك هو من اجمل متع الحياه. بل اعظمها على الاطلاق... قد تستغنى عن حبيب،، لكنك تقف امام الصديق مهلهل الحال ليخيط كل ماهترئ. ليلئم كل جراح الدنيا وما سببه كل البشر من الم حتى اعظمهم حبا...
صديق يكون معك في فرح العشرين ومعك في مغامرات الثلاثين وايضا في ضحكات الاربعين ومرض الخمسين ووحده الستين وعكازك وسندك في السبعين.
وربما صديق طرق الابواب لم تعرفه لسنوات يعوض سنين عجاف بلا اصدقاء.
الصديق هدف وغايه وايام وصناديق سوداء مغلقة باقفال متينه... رميت مفاتيحها واستحالت سبل كسرها.
هو يعرف جيدا كيف يسحق لحظات حزنك ويحرق اهات وجعك في الوقت الذي كنت تظن فيه انك قد انتهيت.
فتجد الحديث معهم اجمل.
العتاب لديهم اطول.
والجرح منهم اعمق.
منهم من تجده يمتلك قلوبا تشبه قلوب امهاتنا، يرسل لنا الكلمات المضيئه في الوقت الذي تحاصرنا فيه العتمات ويرسم ابتسامه على وجوهنا في الوقت الذي يحتل العبوس كامل الدنيا...
صديق يميزك انت وحدك فيكون الراحه والابتسامه والضحكه التي لا تكون ابدا لا في وجوده. مميزه بطعم الحب والامان والونس...
يعتقدونكم اخوه للتشابه الظاهر لمن حولكم وفي بعض الأحيان توأمين... برغم زمن اختلاف الملامح والوجوه. ولكنه الانطباق العظيم للارواح والاحاسيس... فتراه يرى الدنيا بعينيك يتكلم بطريقتك يبتسم بشفاهك...
وكما خلق ونيس الروح واليف الحياه... فهناك ايضا من هو قادر على خرابها ودمار النفوس. فمن الاصدقاء من لا يؤتمن... خائن بطبعه... لئيم بفطرته...
يرتدي نظارته السوداء فلا يرى منك غير كل ماهو سئ... يكسرك ولا يبالي... يتمادى في نقد لاذع تفقد به كل ما يؤصل ثقتك بنفسك... يستمتع بسمع اهاتك والمك...
يلبس ثوب اعظم الاصدقاء... وهو اشر هم...
فما قيمه صديق لا ترى في روحه نفسك
ما قيمه صديق لا تامنه على تطهير جراحك
ما قيمة صديق لا تطمئن للمعه عينيه حين نجاحك
وما قيمه صديق لا ينصرك على الدنيا ولا حتى على نفسك...
فكما خلق الفالح هناك الطالح... لذا فان الاصدقاء الحقيقيون فعلا هم من أجل النعم... ومن امتلك صديقا وفيا واحدا امتلك من الدنيا اعظم ما خلق فيها...
كونوا ممتنين للخلاق لما خلق ولما ابدع ولما الف بين القلوب والحنايا...
التعليقات