حديثي اليوم يشمل الكل..

 يشمل الجميع على كوكبنا هذا.. الواهن الفاني..

ويبدأ حديثي ياسادة من أعلى رأس للدول المتقدمة

 وصولا إلى أصغر مواطن..

فالجميع مدان..

 بما فيهم كاتب هذه السطور!!

الكل ينظر بشفقة أو غضب لما يحدث من

انهيار للمناخ... انهيار للاقتصاد العالمى.. اشتعال الحروب..

تفشى الظلم و الفساد... والفايروسات!

نعم الكل ينظر... فقط.. ولكنه لا يرى الحقيقة!!!

ولماذا أقول ذلك؟

لأنه بكل بساطة لو كان يرى..

و لا ينظر فقط

لكان أنهى كل تلك الأزمات..

لكان توقف فى الحال عن قتل الكرة الأرضية 

لكان توقف فورا عن ازهاق الأرواح

لكان ساد العدل فوق الجميع وانتهى الظلم ونصر المظلومين..

لكان... وكان وكان...

أليس هناك من عاقل رشيد على وجه تلك الكرة الأرضية التى تلفظ أنفاسها الأخيرة؟!

يا سادة.. "الكل مغيب"..

الكل ذهبت ذاكرته ومحيت بسبب إدمان وتشتيت وسائل الخراب الاجتماعى و"المتعمد"!!

فذاكرة العالم اليوم لا تزيد عن 12 ساعة.. وربما أقل..

على حسب زمن "الترند" لا أكثر..

حتى يتصدر ترند أخر الساحة.. ثم ترند أخر وأخر وأخر...

لم يعد لعقولنا ذاكرة أو تاريخ..

العالم فى غيبوبة لا يستيقظ منها أبدا!

بل "لا يراد أن يستيقظ منها أبدا"..

وسؤالى اليوم..

بعد ان أعترف صراحة كل صناع وسائل التواصل والتكنولوجيا

بأنهم صنعوها للإدمان !!!

وعن قصد !!

والغريب بل والعجيب

أنك قمت أنت وبنفسك وبمحض إرادتك وكامل قواك العقلية 

 أيها المواطن "المدمن والمغيب" بعمل "شيرررر" وبقووووة لتلك الاعترافات..

بل وتندرتم بها... وبعد 12 ساعة !!!!!!!

ماذا فعلتم؟؟؟؟!!!

لا شىء..... مجرد لا شىء..

عدتم للإدمانك لعمل شير لترند أخر وأخر وأخر..

"صانع الإدمان" يخبرك بأنه يقصد تدميرك.. هدفه تدميرك

وأنت بكل بساطة تطلب وتتجرع المزيد...!!!!!

أسف أريد أن أعيد صياغة عنوانى

نعم..

 أنت"لا" تنظر ... و"لا" ترى

أنت مغيب.. مع سبق الإصرار والترصد!

أنت تائه.. منوم.. أنت مدمن للضياع .. للانصياع

أنت مجرد بغبغان ..أداة لنقل "الإدمان" من شخص لأخر

من مجتمع لأخر .. 

أنت موصل جيد للاشاعة.. للترند!!

فات الوقت.. وانتهى.. ولم يعد هناك أمل

الأمل الوحيد الذى أتمناه

انقطاع الإدمان..

انقطاع الإنترنت..

هذا هو حلمى اليومى

لأنه بانقطاع الإنترنت.. ينقطع الإدمان..

تخيل معى.. للحظات قبل أن تفقد وعيك من جديد..

لن تتواصل مع أهلك برسالة.. ستذهب إليهم..

لن تعزي أقرب الناس إليك برسالة.. ستذهب للعزاء..

لن تستهلك وقتك فى الرد على شتائم أشخاص لا تعرفهم تنتقد نجاحك أو تعليقاتك البسيطة لمجرد أنهم يستطيعون الولوج إلى صفحتك..

تخيلي سيدتى لن تجدي من يتحرش بك وبصورك الخاصة

 أو حياتك الشخصية لمجرد أنك بالنسبة له مباحة

 طوال الـ24 ساعة..

تخيل أن لديك الوقت.. مجرد الوقت لقراءة كتاب..

أو مشاهدة فيلم "دفعة واحدة" دون توقف لأي سبب أو دون إعلانات..

تخيل أنك يمكنك الجلوس مع ابنك أو ابنتك أو أبوك أو أمك المريضة..

تخيل أنك تستطيع الجلوس مع نفسك !!

نعم.. مع نفسك أنت!!

لتفكر .. نعم "ت ف ك ر" ......فى هدوء

 لتنظم حياتك ومستقبلك..

تخيييييييييل ...... مجرد تخيل

عزيزى قارىء هذه السطور

أدعوك من عميق قلبى أن

"ترى" ولا "تنظر"

لذلك خلق الله عينان اثنان هما بوابة لعقلك وليس لـ...

أرجوك...