لا شك أن مداخل الإعلام الغربي والأفلام الخبيثة ووسائل التواصل الاجتماعي وتبادل الثقافات والأفكار والمعلومات والمحادثات والألعاب في العالم الافتراضي لعبت دوراً خبيثاً ومؤثراً في التفكك الاجتماعي في الحياة العربية بشكل يدعو إلى التخوف والتنبه لاتخاذ القرار ضد هذه المداخل التي ربما يقودها عزازيل وجنوده وأتباعه وأشياعه، وخصوصاً التخوف والتنبه لاتخاذ القرار من مدخل تأثير المثليّة الجنسية - بأنواعها القذرة - التي أخذت في النمو والاتساع والانبساط وفرض الهيمنة للأسف بشعاراتها المختلفة التي تغزو الألعاب والملابس والهواتف والشعارات وغيرها ...
ويا للأسف، فإن هذا المدخل - ضمن تلك المداخل الخبيثة - وجد من يسانده ويقف خلفه وأمامه وعلى جانبيه ويطالب بتجذيره وسقايته والاهتمام به ...
عجباً وألف عجب ٍ ...
هو مدخل من عدة مداخل ممنهجة ومدروسة ومتقنة منذ سنوات ...
خُطط لها من قبل رؤوساء مجموعات تنفذها بخطة مدروسة وبدقة كبيرة ؛ ولا تباطؤَ في عدم تنفيذها واستكمالها حتى يتم وفق المخطط له والمتعوب عليه والمدروس لأجله والمجمع لصالحه بضمان نشره وتعميمه وتطبيقه على مستوى الشرائح التي تميل وترفض السلوك القويم ...
السلوك القويم الذي يحسبونه طرازاً قديماً باليا، والذي بحسب فكرهم واعتقاداتهم أنه ما عاد يفيد ولا عاد يجدي مع أنسنة الإنسان الجنسيّة والنفوس المتحررة ... المتحررة باللا تقييد، باللا توجيه، باللا حجاب، باللا صلاة، باللا أخلاق، باللا مبادىء، باللا قيم وباللا دين أساساً، هذا بجانب مساندة ودعم بعض الآباء والأمهات المتعصرنين والمتعصرنات، المتعولمين منهم والمتعولمات، السافرين منهم والسافرات الذين يساندون ويدعمون تلك المدخلات الخبيثات الدنيئات المطالِبات بحقوق المثليين والمثليّات اللا طبيعيين واللا طبيعيات والذين لا حق لهم ولا شفاعات، والذين هم يستحقون أن نردعهم بكل ما أوتينا من فطنة وحنكة تعامُلٍ وتطويق وأدوات دونما أدنى تهميشات ودونما أي مسببات ودونما أي استباحات، حتى تستفيق الذات من الخدر الإعلامي ولذيذ السبات.. السبات العميق الذي غيب عنهم حق الرجولة الرجولة، وحق النساء النساء ثم عاد إليهم بقوة على هيئة عزازيل عاهر مخالف للطبيعة ومنغمس في أقذر الملذات، والذين هم بغياهب عقولهم ومخالفة فطرتهم استقبلوه وضيّفوه وبخّروه وألبسوه ما لا يلبس ثم تبادلوا معه الأدوار .. ثم بعد ذلك بجّلوه وعظّموه ونصّبوه الحاكم عليهم ...
الحاكم الذي يُعَدُّ عونًا لهم وآمراً بتلك المدخلات المغرضات المغريات، وهو الحاكم الذي يرهبهم ويتوعدهم وينفذ ترهيبه ووعوده إذا لم يتم تنفيذ ما يطلبه ويحلو له، والتي يصل منها حرمانهم من التمتع بتلك المحرمات الممتعات المغرقات في الشهوات والمبعدات عن التقييدات والتي صار صعبٌ تركها والعيش دونها، وصعبٌ إيجاد شيءٍ يضاهيها أو يعوضها في هذه الحياة ...
ألَا ساءت هذه الحياة التي تعيشونها يا آفة هذه الحياة يا إمعةً ويا إمعات، يا مخالفين للطبيعة ويا مخالفات ما ولدتم عليه - إلا النوادر ما خلقوا عليه فعلاً ويلزمهم تدخلا طبياً بعملية - فمتى تستفيقون متى؟
ذلك جانب من مدخل فيلم ضمن أفلام خبيثة تطعم المثلية بالبراءة والطفولة والألوان الجاذبة الخادعة في مظاهرها اللعينة في معناها.
أما المدخل الآخر فهو مدخل أنسنة القتل واكتساب الشرعنة في حق إزهاق الأرواح عبر سيرة ذاتية / غيريّة كتبت بأقلام صناع للمحتويات والمنصات التي تمتلك المعلومات... المعلومات الكافية التي تكفي لمعرفة ما هو الجاذب وما هو المُغني وما هو الذي يغير إيمان الذات، ولكن - بإذن الله - هيهات هيهات أن ينالوا مرادهم ومآربهم ما دام رجال الدين والعقلاء والحكماء والراشدين، والكُتّاب أصحاب الأقلام العربية الأصيلة والذكية يتسلحون بالمروءات والفضائل التي هي من أكبر الروادع ضد الخبيثين والخبيثات أصحاب أنسنة الإعلام العاهر القاصد خلخلة الأمن الفكري والنفسي للمجتمعات!
ولكن هل فعلاً صانع القنبلة الذرية أكله الندم ؟ لطفاً اسمعوني ذوي القهقهات...
وعلى النهج ذاته أفرزت تلك المداخل جرائم بدون ضحايا كما يحصرها المهتمون بعلم الإجرام، وهي جرائم آخذة في الانتشار في المجتمعات الغربية، والتي تعتبر جرائم غريزية الطابع يسهل ارتكابها وإخفاء معالمها وتحيط بها ظروف اجتماعية واقتصادية عديدة تيسر أمرها وتشجع على انتشارها...
ولا تقتصر مخاطر هذه الجرائم على الأنماط المعروفة والسائدة الآن مثل الجرائم الجنسية وتعاطي المخدرات والانتحار، بل تكمن مخاطرها الحقيقية في إفرازاتها المرتبطة بالجرائم الأخرى أكثر خطورة مثل الجرائم الاقتصادية، إساءة استغلال الأطفال، العنف العائلي، الاضطهاد العنصري، اضطهاد الأقليات العِرقية وغيرها.
لذا يمتد نطاق المتضررين من جرائم بدون ضحايا أكثر مما يتصوره البعض من حيث نتائجها وإفرازاتها الاجتماعية السالبة؛ وعلى ذلك يتوجب علينا مكافحة الإرهاب الإعلامي الغربي بالإعلام العربي الحقيقي الذكي المبني على أسس الدين والفطرة العربية الأصيلة ... فهل نستطيع؟
- من روائع القلم العربي للمفكر السعودي علي الهويريني - رحمه الله - كتب وقال:
لا أجْتَبِي الدُّرَّ إلَّا مِن مَكَامِنِهِ
دُرٌّ قَرَأْتُ لَهُ مَا سَطَّرَ الْقَلَمُ
فَاقْرَأ بِرَبِّكَ أقلامٌ لَهُ كَتَبَتْ
أَنَّ المجَرَّةَ ذَرَّاتٌ بِهَا رُكَمُ
وَاقْرَأ بِرَبِّكَ أقلامٌ لَهُ كَتَبَتْ
أَنَّ الفَسِيلَةَ فيها عُجْزَةٌ حُطَمُ
وَاقْرَأ بِرَبِّكَ أقلامٌ لَهُ كَتَبَتْ
أَنَّ العُلَيْقَةَ فِيهَا ضَعْفَةٌ هَرِمُ
مَا بَيْنَ خَلْقَيْنِ فَلْتَقْرَأ فإنَّ لَهُ
فِي كُلِّ خَلْقٍ شؤونٌ أمْرُهَا قَلَمُ
التعليقات