كثيرا ما تناول الفلاسفة مسألة
البحث عن الإنسان الكامل ..
تناولوا كل الشروط والسمات والصفات لوجوده وعلته وماهيته
لكن لم يعثروا عليه بعد ..لماذا؟
كثيرا ما يعتقد البعض
أنه إنسان كامل
أو يعتقد البعض فى
بعض البشر أن له الكمال
وأنهم لا يخطئون ولا يعصون ولا يذنبون ويفعلون
ما يؤمرون وكأنهم ملائكة من نور وليسوا بشرا
من تراب ؟!
فمن يرى فى نفسه أو فى الآخر مهما كانت منزلته
ومكانته ورسالته السماوية أنه
لايخطىء
وأنه يقترب من الصفات الملائكية
أو الصفات
الإلهية فهذا وهم وخيال محض
ويعد ذلك من قبيل الغرور والكبر ..
إنه شيطان الكبر وشيطان الغرور الذى يعيش ويتمكن من قلوب بعض البشر ويصور لهم درجة
الكمال التى هي للخالق وحده فقط.
ما أضعف النفس البشرية التى
من تراب جاءت وإلى تراب تعود
إذا استطاع الإنسان أن يملك سر الروح
و الخلود وتحكم فى الموت والميلاد
لكان إلها كاملا وليس إنسانا كاملا؟
السوبر بور ( الكمال )
التى يريد الفلاسفة
وبعض من مفكري الصوفية
إضفائها على الإنسان ليست
إلا من صنع الخيال والوهم والشطح.
الملائكة أعلى درجة من الذي خلق
من نار ورفض السجود لمن خلق من تراب
وإلى التراب يعود ..
إننا نموت ونعود إلى التراب
لكننا لم نشاهد أو نثبت بالعلم
موت من جاء من نار أو ونور
وإلى النار أو النور يعود ؟!
الكمال للإله ، للخالق ،
ولمهندس الكون والوجود الأعظم.
الله هو من يملك كل صفات
القدرة والعلم والقيومية والخلق
والأمر والنهي والعزة والقوة
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.
سبحانه وتعالي وحده الذي
يملك صفات الكمال وليس
لأحد كان من كان من خلقه
يملك تلك الصفة التى
لا يملكها إلا الإله
التعليقات