شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، افتتاح مسجد السيدة نفيسة، عقب أعمال التطوير والترميم، ورافقه السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
تولي الدولة المصرية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتماما كبيرا للمساجد التاريخية في القاهرة، وتعمل جاهدة لتطويرها والحفاظ على تراثها الثقافي.
وتعمل محافظة القاهرة حاليا عملية تطوير كبيرة في منطقة مساجد رحاب آل البيت، وذلك يعتبر أكبر عملية تطوير تشهدها المحافظة منذ إنشائها، حيث يهدف هذا التطوير إلى تجديد شباب وجه القاهرة الحضاري والتاريخي، وإعادة إحياء المواقع التاريخية والثقافية الهامة في المنطقة.
وتاريخ مسجد السيدة نفيسة يعود إلى العصور الإسلامية المبكرة، حيث تم بناؤه في القرن الثاني عشر الميلادي، ويعد المسجد من أبرز المعالم الدينية والثقافية في القاهرة، ويستقطب العديد من الزوار والمصلين سنويا.
شملت عملية التطوير لمسجد السيدة نفيسة عدة جوانب، منها تجديد المبنى الخارجي والداخلي للمسجد، وتحسين البنية التحتية للموقع.
وإضافة مرافق حديثة تخدم المصلين والزوار. كما يتضمن التطوير أيضا تحسين الإضاءة والتهوية، وتجديد الأثاث والديكورات الداخلية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المصلى الرئيسي وإحلاله بشكل يتناسب مع احتياجات المصلين.
تهدف هذه العملية إلى إبراز جمالية المسجد وإعادة إحياء روحه التاريخية، كما تهدف إلى توفير بيئة مريحة وملائمة للزوار والمصلين. يُعَدُّ هذا التطوير جزءًا من الجهود الشاملة التي تبذلها الحكومة المصرية لتطوير المناطق التاريخية والثقافية في القاهرة، وتعزيز السياحة الثقافية في مصر.
نجحت الدولة المصرية في ابتكار لتطوير المساجد التاريخية، وتحويل منطقة القاهرة التاريخية إلى إلى متحف مفتوح يعيد للمنطقة عمقها التاريخي، كما نجحت في إعادة القيمة التاريخية للمنطقة بمراعاة النسيج العمراني للمنطقة وإعدادها كمزار إسلامي مفتوح.
جرى تنفيذ خطة شاملة لترميم وتطوير المساجد التاريخية في القاهرة التاريخية، حيث تم تعيين فرق متخصصة من المهندسين والمعماريين والخبراء في التراث للعمل على ترميم المباني بأسلوب يحافظ على العناصر التاريخية الأصلية ويستخدم المواد التقليدية ؛حيث تم استخدام أحدث التقنيات في عملية الترميم لضمان الحفاظ على الهوية التاريخية للمساجد.
قامت الدولة المصرية بتحسين بنية التحتية في منطقة القاهرة التاريخية لتسهيل وصول الزوار وتوفير وسائل راحة لهم.
تم تطوير شبكة متكاملة من الشوارع والطرق ووسائل النقل العام لتسهيل حركة المرور والوصول إلى المساجد.
والسيدة نفيسة رضى الله عنها وأرضاها بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، من سيدات أهل البيت، اشتهرت بالعبادة والزهد،
من مواليد 9 يونيو 762 م، مكة المكرمة وتوفيت فى 1 يناير 824 م.
ويقع المسجد بمنطقة السيدة نفيسة بالقرب من منطقة مصر القديمة؛ وهو من أعرق المساجد بمحافظة القاهرة لاحتوائه على مقام السيدة "نفيسة بنت الحسن" وهى من أهل بيت رسول الله.
هو أحد أشهر مساجد "آل البيت" النبوي، التي ازدانت بهم أرض مصر، ويقع في منطقة تحمل نفس الاسم بالقاهرة، ويعد أول مسجد فى طريق يعرف بطريق أهل البيت.
وهو طريق يضم عدة محطات مشرفة منها مسجد السيدة نفيسة، ومشهد الإمام على زين العابدين، ومشهد السيدة زينب بنت الإمام علي، ومسجد السيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب، وسيدي محمد بن جعفر الصادق، والسيدة عاتكة عمة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
وعندما جاءت السيدة نفيسة إلى مصر، نزلت في دار تقع بشارع شجرة الدر بالمنطقة المعروفة حاليا باسمها .
وأول من بنى على قبر السيدة نفيسة في القاهرة هو عبيد الله بن السري، والي مصر للدولة العباسية، وأعيد بناء الضريح فى عهد الدولة الفاطمية وأضيفت له قبة.
وأن تاريخ البناء مدون على لوح رخامي على باب الضريح، عليه اسم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وأعيد بناء القبة في عهد الخليفة الحافظ لدين الله.
وجاء ذلك بعد تعرض المسجد والقبة لتلفيات وتصدعات، وأمر الحافظ لدين الله بكساء المحراب بالرخام عام 1138، حتى أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون بإسناد نظارة المشهد النفيسي للخلفاء العباسيين.
ودور الخديوي عباس حلمي الثاني في تأسيس مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة على شكله الحالي، حين أمر بإعادة بنائه وتوسعته عام 1897، بعد تعرض المقام لحريق هائل عام 1892.
فيتوسط وجهة المسجد الرئيسية مدخل بارز ومرتفع تعلوه قبة على الطراز المملوكي، ويؤدي إلى دركاة، وهو حيز شبه مربع مسقوف بالخشب ومنقوش بزخارف عربية بارزة.
ويتوسط جدار قبلة مسجد السيدة نفيسة محراب، وعلى يمينه باب يؤدي إلى ردهة مسقوفة تصل إلى ضريح وقبر السيدة نفيسة الذي تعلوه مقصورة نحاسية، فيما تعلو الضريح قبة ترتكز على 4 أركان كبيرة.
التعليقات