كانت ليلة شديدة العاطفية.. لقد حضرت حفلة للفنان العظيم والذى لن يتكرر "علي الحجار" فى قاعة أيوارت بالقاهرة..
استعدت خلالها كل لحظات شبابى وحبى وحنينى لبلدى
والأهم لمعنى: الكلمة.. اللحن.. الصوت...
وفوق كل هذا.. الجمهور..
اكتشفت اننى افتقدت كل هذا..
الفنانان علي الحجار ومحمد منير جيلهما من مطربين ومؤلفين وملحنين وموزعين وثورة جديدة كانت فى عالم التسجيل الصوتى من استوديوهات.. كانا هما التطور الجديد للأغنية المصرية والعربية.. بعد عصر أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم..
وأزعم أن بعد تلك الاسطورتين "علي الحجار ومحمد منير"
لم يعد هناك صناعة لتاريخ الأغنية تذكر..
توقف التاريخ عن إضافة المزيد من الأغانى التى تعيش مع الزمان
أصبح "معظم" الفن استهلاكى فقط!
لحظى وغريزى فقط... ينتهى بمجرد التهامه وظهور غيره...
وأظن هذا شأن المسرح والسينما والتلفزيون..
لم يعد العالم.. ليس فقط فى وطننا العربى بل والغربى ايضا
يصنع فنا للتاريخ...
أصبح الفن استهلاكى.. ادمانى.. موجه لفرض سيطرة واضحة على سلوك المشاهد والمستمع..
أصبح الفن أداة من ضمن أدوات وسائل الخراب الاجتماعي
واسمحوا لى هذا ليس رأيي أنا وانما هو تحليل لكبار المحللين النفسيين والاجتماعيين فى العالم..
ولست فى غنى عن شرحه وذكر تفاصيله.. ف جوجل موجود ويمكن للجميع البحث فى ذلك..
وأعود لحالتى الجميلة والصافية التى وضعنى فيها الفنان علي الحجار.. حالة الحنين والشوق للكلمة واللحن والصوت العذب الشجى مرهف الاحساس..
مما جعلنى انظر بجوارى للشاعر العظيم جمال بخيت أثناء غناء علي الحجار أغنية " ماتغربناش"
وعدت وأدركت.. أننى الآن فى حضرة أخر الاساطير الغنايئة فى هذا العصر... لم يتبقى منهم إلا القليل
لقد ذهب سيد حجاب.. عمار الشريعى.. عبد الرحمن الابنودى..عبد الرحيم منصور
ولكن لازال هناك عمر خيرت.. ياسر عبد الرحمن.. يحي خليل.. هاني شنودة..
اه ويجد القليل من الجيل الجديد فلقد كان يجلس على بعد عدة مقاعد منى الملحن الصاعد والمؤلف الموسيق شادى مؤنس والذى تغنى له علي الحجار أغنية مسلسل "جزيرة غمام"
وتذكرت هشام نزيه وخالد حماد... وغيرهم
نعم رحل عنا عباقرة.. ولكن لازال المصنع ينتج المزيد
أقل من قبل ولكن مازال ينتج..
وهنا لم تسعنى حالة السعادة والحنين انا وزوجتى وكل من حولى من إعلاميين وفنانين.. إبراهيم عيسى وخيرى رمضان وصلاح عبدالله وزوجتى الغالية منال سلامة و قمنا بحماس شديد برفع أعلام مصر ونحن نغنى بصوت عالى
"أحلف بسماها و بترابها........"
كانت حالة شديدة العمق.. انهمرت دموع قليلة من أحدى عيناي
والتى كنت قد ظننت قبل تلك اللحظة اننى نسيت كيف أشعر
و كيف كنت ابكى.. فرحا وحبا
التعليقات