عندما نقول إننا في حالة اللا شيء... نجدها كلمة غير مستساغة للجميع.
ماذا تفعل ؟ لا شيء.!!.
بماذا تفكر؟ لا شيء.!!.
ونجد سهامهم تتوجه إلينا بالعديد من الإتهامات... أنت كسول... أنت فاشل... أنت لا تملك أهدافا. انت لا تدرك معنى الطموح... وأنت لا تعرف معنى الشغف...
أنت وأنت...الخ
ليتسألوا تارة أخرى ما هذا اللا شيء و ما هو فعل اللا شيء وما مدى متعة اللا شيء... وكيف يعيش الناس في اللا شيء ...
نعيش اليوم في عالم يتطلب منا العمل المستمر سواء كان لإكتساب المال او لتحقيق النجاح لنا او لأولادنا.
فنجد أنفسنا عالقين في دائرة العمل والتفكير المتواصل ، الأمر الذي يترك بصمته الخاصة على صحتنا النفسية والجسدية. وعلى الرغم من هذا،. يجد العديد من الأشخاص صعوبة في ترك كل هذا والإستمتاع بالراحة الفعلية.
وهي نتيجة طبيعية لما تربينا عليه صغارًا. أنه علي المرء أن يفعل شيئًا مهمًا أو غير مهم . ولكنه شيء . فلا يوجد ما يسمى البته اللا شيء. علي أن أذاكر... علي أن أنجح... علي أن أتدرب ... علي أن أنمي مهاراتي . أن أقرأ كتابًا... أن أزيد خبراتي... أن أسافر..أن أتريض . أجندات مزدحمة ومهام لا تنتهي وضغوطات تحيط بنا من كل جانب، أشياء لم ولن تنتهي أبدًا . شيء يأتي بشيء . متاهة غير متناهية مما يجب فعله والتفكير به والقيام عليه... متناسين تماما أفكارنا التي تنهك وأجسادنا التي تتهالك ...
ولا أدعي أبدا إهمال كل ما سبق. بل هو الحياة التي تحتاج لتستطيع الإستمرار ... ولكنه القليل من الهدنة ... قليل من الهدوء الفكري ... قليل من الإسترخاء الجسدي . قليل من اللا شيء
في الواقع، أنه من الضروري وبشكل رئيسي أن نتعلم كيفية التوقف عن القيام بأشياء وإيقاف التصادمات دواخلنا لفترة من الوقت، وقد يكون الشيء الصحيح فعلًا في هذا الوقت ..هو اللا شيء ..
فأحيانا نحتاج قليلا من الإنتظار وعدم القيام بأي شيء، أن نحتفظ بلحظة من الصمت والسكون الحقيقي. فالصمت يعطينا وقتا للتفكير وفحص أفكارنا وأهدافنا دون أي تشتيت، كما يمنحنا القدرة على الاستماع إلى حاجات أجسادنا . أن نتوقف ونمنح أنفسنا بعض الوقت للإسترخاء و الإستمتاع دون أن نشعر بالذنب. يقلل هذا من مستويات التوتر والقلق ويزيد من الشعور بالسعادة.
ينبغي أن نتذكر أننا نحن البشر، خلقنا بشر بقدرات عقلية وجسدية مهما بلغت قوتها محدودة ... وأنه لمن المهم جدًا السماح لأنفسنا بقسط من الوقت للإستمتاع بالأشياء التي نحبها دون أن نشعر بالذنب.. الذي قد يمكننا من أن يعيد التوازن والتناغم لحياتنا.
بشكل عام، يتعلق الأمر بتحقيق التوازن في الحياة، والحفاظ على صحة الجسم والعقل. لذلك، يتوجب علينا جميعا تعلم كيفية إيجاد المزيد من الأوقات الهادئة في حياتنا المزدحمة، وعدم شغل كل وقتنا بالأشياء. إذا قاد الشخص حياته بنجاح في كل مرحلة، فإن اللا شيء يمكن أن يكون الشيء الذي يحتاجه حقًا للإستمرار في الصعود والتطور في طريقه إلى النجاح. فإنه ليس للراحة أي قيمة إذا لم نستطع التوقف عن عملنا والتركيز على الأشياء التي تمنحنا السعادة والإشراق.
التعليقات