هل رأيت يومًا ثعلبًا يسير في الشارع بأريحية؟
هل دعوت أحد الثعالب في بيتك على طعام العشاء؟
هل الناس في حياتنا يتقنعون بأقنعة الثعالب، أم الثعالب من تتزي بزي البشر؟
هل هم وحوش ضارية أم شياطين متدثرة، أم الواقع يتخطى كل ذلك لكننا ألفناه للدرجة التي لم تعد أعيننا ولا أنوفنا تميزه؟
هنا ستتقبل كل الغرائب والعجائب. ستعيشها حلمًا ممزوجا باليقظة. حتى لأنك ستكون جزءًا من كل هذا؟
ستفشل كل محاولات إخراجك من بين دفتي الرواية ستعلق بين السطور مع قدر متناهٍ من الدهشة والمتعة محتفظا بوعيك فهو سلاحك الذي لن تتخلى عنه لتربط الأشياء وتفهم الرسائل وتفكك ما استعصى عليك من عقد.
هنا لن تجبر على إسقاطات معينة سياسية؛ داخلية وإقليمية وعالمية، لكنَّ ظلالا ستحوم في مخيلتك تصل الخيال بالواقع بأحداثه وأماكنه وخصائصه فتُجلي أمورًا لم
تستطع أقوى برامج ما يسمى " التوك الشو" على شرحها على أيدي خبراء وفقهاء وتنويرين؟
نسيج رواية "ثعلب ثعلب" للروائي والشاعر أحمد فضل شبلول، نسيج سحري؛ لغةً وسردًا وحوارًا وتوثيقا، مع عدم التخلي عن البساطة رغم بعض المفردات الصعبة؛ التي يشرحها في آخر الرواية مما يجعلك تتعاطاها بنهم وتعطش، فتنمي القريحة وتوقظ العقل المغيَّب من سباته. هو نسيج مفعم باللون والطعم وأهم ما يميزه الرائحة.
أكاد أجزم أن حواسك الخمسة ستقرأ معك الرواية وتعيش ما بها من أحداث.
عناوين الفصول مختارة بعناية شارحة، مشوقة، لها جرس ورنين يطرب. تصلح جميعها أن تكون عناوين لأعمال مستقلة.
ومادامت الرواية تحمل اسم "الثعلب" فكن على يقين أنك و - على طريقة الأديب الكبير أحمد فضل شبلول - ستحصل على فيض هائل من كل ما ذُكر في الثعالب..
صفاتها، أسماؤها، كُناها، فصائلها وما نظم فيها من شعر وما كتب عنها من قصص أو رسم من لوحات حول العالم، وتأويلها في الأحلام، بل ستتعرف على مَن تسمى بأسمائها من شخوص و قبائل وحتى الأمراض.
سيحدث ذلك دون اعتراض للأحداث لأنه يضع المعلومة في المكان الذي كنت حتمًا ستترك الرواية للبحث عنها، فها هي أمامك تضفي مزيدًا من الوضوح مما يزيدك شوقًا لمعرفة بقية الأحداث.
اقتباسات من الرواية
تسير في صمت متأملة الأمواج الزرقاء وهي تتكسر فوق الرمال الصفراء، بعضها يعود من حيث جاء والبعض الآخر تشربه الرمال كأنها تشرب فنجانا من القهوة الصباحية فتنتعش وتبوح بأسرار البحار
أما البجع نفسه - الذي كان يسبح في البحيرة الصغيرة أو البِركة الصناعية أمام الكازينو وكأنها دموع الزمان تجمعت - فقد لا حظت ان أعداده قليلة.
لا شيء أضيع من مودة تُمنح من لا وفاء له.
رواية "ثعلب ثعلب" للروائي والشاعر والناقد والمحكم وصاحب الدراسات و المعاجم. حاصد الجوائز المبدع الكبير أستاذ أحمد فضل شبلول رواية ليست فقط تستحق الاقتناء والقراءة عدة مرات بل تصلح أن تكون مرجعًا علميًّا متنوعًا في التاريخ واللغة والفنون والعلوم.
التعليقات