الوحدة الوطنية من أهم المعاني في حياتنا فهي تزرع الشعور بالمواطنة، والانتماء، وعدم التفرقة بين مسلم ومسيحي.
فكلنا نعمل وننتج سويا ًلهذا المجتمع، فبالوحدة الوطنية يتطور المجتمع.
كذلك فالوحدة الوطنية تساهم في حكم بلدنا وأمانه ورفعته؛فينبغي علينا غرس مفهوم الوحدة الوطنية في أولادنا؛وتخريج أجيال من المصريين يسري في دمائهم حب وطنهم مسلم ومسيحي لا فرق بيننا فكلنا مصريون.
فلقد عاش أبناء مصر مسلمين ومسيحيين؛ فى محبة ووئام ورخاء منذ أن دخل الاسلام مصر تحت شعار( الدين لله والوطن للجميع )؛ فى اطار وحدة وطنية انصهر المسلمون والمسيحيون فى بوتقة واحدة.
مصر تشهد أبرع صور الوحدة الوطنية، وهذا تحقق وترسخ عبر العصور، وتظهر هذا النماذج المتميزة فى الاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية، فتجد الجميع يسعى للتهنئة بقدوم شهر رمضان، ويشارك الناس بعضهم البعض فى المظاهر التى تجسد الفرحة بهذا الشهر الكريم
فالكل يعيش فى حالة من الأمن والأمان ؛فى وطن واحد، لأن الجميع يعرف حقوق الأخر،
والمسلم يدرك أن مبادئ الشريعة؛ تقوم على حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل، وهذا يكون للمسلم وغير المسلم، ولذلك عاش المصريون على هذه القيم الطيبة، ويجب أن نرسخ هذه المفاهيم لدى الشباب والأجيال الجديدة.
ظهرت الوحدة بين عنصري الأمة منذ أن فتح عمرو بن العاص مصر؛في صدر الأمة الإسلامية.منذ انتشار الإسلام بمصر، وحتى يومنا هذا والمسلمين والمسيحيين يدهم في يد بعضهما البعض.
وحتى بعد فتح عمرو بن العاص مصر لم يتأثر المسيحيين بذلك الفتح، ولم يطالهم أي أذى لأنهم شركاء في ذلك الوطن.
يحبونه ويدافعون عنه، ويهاجمون ويمنعون عن مصر كل العدوان المختلف الذي أتى على مر العصور.
للمسلمين والمسيحيين أدوار في حماية التراب الوطني على مر العصور؛
ففي مواجهة التتار نرى تلك الوحدة، وحتى في مواجهة الصليبيين وقف المسلمون والمسيحيون على قلب رجل واحد.
فقد اجتمع المسلمين في مواجهة المد الصليبي، لأنهم كانوا يحاربون ضد عدو مصر.
حث الإسلام على بر المسيحيين وحسن معاملتهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من آذى ذميا فأنا حجيجه يوم القيامة). كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(استوصوا بالأقباط خيرا).
فالجيش الوطني المصري حماه الله هو مزيج من المسلمين، والأقباط فإذا أمعنت النظر فلن تستطيع التفريق بينهم؛
فالكل يضحي بنفسه في سبيل بلده مسلم ومسيحي.
تعد ثورة ١٩١٩م من أكثر الثورات التي ازدهرت فيها الوحدة الوطنية، فقد حاول الاحتلال الإنجليزي إشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط فيها.
حيث كان لشيخ الأزهر والبابا دوراً محوريا في تثبيت قطبي الأمة؛
فصعد البابا على منبر الأزهر، وصعد شيخ الأزهر إلى الكنيسة؛
وقالا خطبة وطنية خلقت حالة من اشتعال الروح الوطنية، والتآخي
وكان العلم المصري هو الهلال والصليب؛
فحدث انصهار للمسلمين والأقباط في بوتقة المجتمع، فكون نسيجاً واحداً لا يفرق بين مسلم ومسيحي.
فمن المشهور أن سيدنا عمر ابن الخطاب – رضى الله عنه – حينما دخل القدس سنه 16 هجريا وأراد أن يصلى وهو فى الكنيسة صلى خارجها وقال: "لو صليت داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدى وقالوا: (هنا صلى عمر)"، ومثل هذه التعاليم شربها الفاروق عمر من النبى صلى الله عليه وسلم فى أكثر من موقف .
لعل أبرزها موقف النبى مع وفد نصارى نجران سنه 9 هجريا، حينما استقبلهم النبى فى المسجد وسمح لهم بممارسة الشعائر، ومن هنا بدأ أول حوار مسلم ومسيحى فى التاريخ.
وعلى أرض مصر شمالا وجنوبا توجد المسلمون مع المسيحيين ويعملون معا ويتبادلون الزيارات والمناسبات والاعياد أفراحهم واحدة واحزانهم واحد
ونستشهد بهذه الوحدة بين المسلمين والمسيحيين ما حدث
فى حروبنا المتواصلة ضد الاستعمار والصهيونية فى أعوام 48 ، 56 ، 67 ، 1973 فقد كانوا على قلب رجل واحد.لا نستطيع أن تفرق بين مسلم ومسيحي.
ولن يذكر أحد أن من قام بذلك كان مسلماً أو مسيحيا بل كان مصرياً.
ولقد قال أمير الشعراء احمد شوقي فى قصيدته؛مرحبا بالهلال عيد المسيح وعيد أحمد أقبلا ؛يتبــاريــان وضــاءة وجــمـــالا
يحيا الهلال مع الصليب؛ نغمات تصل إلى وجدان كل مصري ومسيحي
غدا الصليب هلال فى توجدنا ؛وجمع أنجيلا وقرانا .
حفظ الله مصر وأهلها من كيد الكائدين الذين دبروا لوقوعها من خلال ضرب الوحدة الوطنية بين عنصري الأمة من مسلمين ومسيحيين، فنحن لسنا مسلم ومسيحي بل نحن مصريون كلنا على قلب واحد فالدين لله والوطن للجميع.
التعليقات