الفنان الشاعر الكبير حسين السيد صاحب الألف أغنية فى مواضيع الحب والوطنية والعائلة لأهم الأصوات في مصر والعالم العربى من مواليد مدينة طنطا عام 1916 ،أتم دراسته الأولى في طنطا ثم انتقل إلى القاهرة إلى مدرسة الفرير وأظهر تفوقا في اللغة العربية. حتى أن الدكتور زكي مبارك، مفتش المدارس آنذاك، أثنى عليه وعلى نبوغه المبكر ؛نال الثانوية عام 1937 وأراد الالتحاق بكلية الآداب ولكنه اضطر لأن يحل مكان والده في المستشفيات الحكومية.
قرأ ذات مرة في "الأهرام" إعلانا أن شركة أفلام محمد عبد الوهاب تطلب وجوها جديدة في التمثيل؛ أخذته الوسامة إلى التمثيل ولأن يحاول، ولكن نجاحه في عالم الفن كان في الشعر .
وبالصدفة سمع أنهم يبحثون عن نص أغنية تناسب موقفا سينمائيا في فيلم "يوم سعيد" (1939) فعرض عليهم كتابة الأغنية؛ ووعد المخرج محمد كريم وعبد الوارث عسر وسليمان نجيب ومحمد عبد الوهاب بإحضار كلماتها في صباح اليوم التالي.
وهكذا كان، ولكن بعد ليلة سهرته حتى الفجر، حظيت الأغنية بإعجاب عبد الوهاب؛ والذي حياه وطلب منه أن يصرف النظر عن التمثيل ودعاه إلى الغداء ثم إلى بيته ليرى ويسمع كيف يلحن عبد الوهاب أغنية "اجري اجري وديني قوام وصلني" ورفض حسين السيد أن يتقاضى أجرا عن الأغنية.
وكان رائدا في كتابة أغاني الأطفال مثل: "ذهب الليل" و"ماما زمانها جاية" و"كان دان" لمحمد فوزي.
وكتب لصباح "أكلك منين يا بطة" و"حبيبة أمها" و"أمورتي الحلوة" و"سماح يا ماما سماح". وكتب أهم أغنية للأم وأشهرها وهي "ست الحبايب" لفايزة أحمد و"يا حبيبي يا خويا" و"خي خي" لعبد الوهاب. وكانت له طريقة مبتكرة في كتابة الديالوغ الغنائي من نسيج سيناريو الفيلم بدلا من الحوار مثل "حكيم عيون" و"ح قولك إيه" بين عبد الوهاب وراقية إبراهيم، و"حاجة غريبة" و"إحنا كنا فين" بين شادية وعبد الحليم حافظ.
وأعطى لنجاح سلام" عايز جواباتك" وقدم أجمل استعراض في السينما "اللي يقدر على قلبي" لليلى مراد و"شحات الغرام" لمحمد فوزي وليلى مراد. وكتب أوبريت "مصر بلدنا" لفايزة أحمد.
وفي مجال الأغنية الدينية كتب "إله الكون" لرياض السنباطي. ومزج بين الديني والوطني كما في أغنيته "الصبر والإيمان" لمحمد عبد الوهاب.
وفي مجال الأغنية الوطنية كتب: "دقت ساعة العمل الفوري" و"ناصر" و"وعرفنا الحب" و"المسؤولية" و"حكاية شعب" لعبد الحليم حافظ. و"صوت الجماهير" و"كل أخ عربي أخي" و "الجيل الصاعد" و"المارد العربي" لفريد الأطرش.
وكتب لعبد الحليم حافظ رائعته "أهواك" و"قول لي حاجة" و" جبار" و"عشانك يا قمر" و"ظلموه" و"اللي نشغلت عليه" و"عقبالك يوم ميلادك" وغيرها.
أعطى لعبد الوهاب الأغاني الأجمل والأقرب إلى ذائقة الناس مثل "ساعة ما بشوفك جنبي" و "يا مسافر وحدك" و"قلبي بيقولي كلام" و"كان أجمل يوم" و"علشان الشوك" و"قل لي عملك إيه" و"فين طريقك فين" و"لا مش أنا اللي أبكي" و"عاشق الروح". قال عنه عبد الوهاب "له أذن تغني وهو يكتب".
ومن أشهر أغانيه لفريد الأطرش: "إرحمني وطمني" و"أبو ضحكة جنان" و"قالت لي بكرا" و"الحبيب المجهول" التي لها ذكرى خاصة لديه إذ كانت سببا لارتباطه بزوجته، وغيرها.
وأعطى لليلى مراد أحلى أغانيها مثل: "الحب جميل" و"عيني بترف" و"أبجد هوز" و"إتمختري يا خيل" و"الدنيا غنوة" و"دوس عالدنيا" و"يا رايحين للنبي الغالي" وغيرها.
ومن كلماته لنجاة الصغيرة كتب "شكل ثاني" والتي كادت أن تكون لأم كلثوم وأعجبتها لكنها ذهبت لنجاة الصغيرة ولحنها محمد عبد الوهاب، و "ع اليادي اليادي" و"ساكن قصادي" و"القريب منك بعيد" والرائعة "آه لو تعرف".
وكانت اشهر اغانيه لفايزة أحمد "ست الحبايب" و"قدرت تهجر" و"تراهني" و"حمال الأسية" و"يا غالي عليّ" وغيرها.
ومع شادية أبدع حسين السيد في رسم كلمات الأغنية الشعبية مثل "مين قلك تسكن في حارتنا" و"فارس أحلامي" و"بسبوسة" و"ما تقولشي بكرة". وكتب لوردة الجزائرية: "عمري كله حبيتك" و"لازم نفترق" و"في يوم وليلة" والتي يقال إنه كتبها بالأصل لأم كلثوم.
كتب لصباح في فيلم "نار الشوق" "سلمولي على مصر" وغيرها من الأغاني مثل "أحبك ياني" ودويتو مع وديع الصافي "حب الدنيا سيب الدنيا" و"بين الأهلي والزمالك" و"ملحق ملحق طبعة جديدة" والأغنية الشهيرة التي تذاع في رمضان مع فؤاد المهندس بعنوان "الراجل ده حيجنني". وخص وديع الصافي بأجمل أغانيه المصرية: "على رمش عيونها" و"دار يا دار" و"بعد الفن ما فيش".
وكتب لسيد مكاوي "ما تفوتنيش انا وحدي". وأعطى لمحمد رشدي "كعب الغزال" ولشريفة فاضل "حارة السقايين" وعايدة الشاعر "كايده العزال أنا من يومي" وياسمين الخيام "خدني معاك" ولسعاد حسني أغاني فيلم "صغيرة على الحب" مثل "الحلوة لسه صغيرة" وسعاد محمد "العمر ليلة" وميادة الحناوي "ساعة زمن" واغانى ثلاثي أضواء المسرح "كتموتو يا حلوة يا بطة" و"ماتش الكورة" والفوازير وصاحب اغنية "عاشق الروح" ليختتم فيها فيلم "غزل البنات".
ولكن التمثيل لم يغب عن حياته فقد ظهر خمس مرات في مشاهد متباعدة كان أولها في "يوم سعيد" في دور المذيع وحذفت مشاهده كلها. والمرة الثانية كانت مع شادية في فيلم "امرأة مجهولة". والثالثة مع لبنى عبد العزيز في "رسالة من امرأة مجهولة". والرابعة في مقطوعة شعرية مصورة بعنوان "انتي مسافرة". والمرة الخامسة كانت حين قدم محمد عبد الوهاب في سهرة تلفزيونية بعنوان "البيانو الأبيض".
حصل حسين السيد على وسام العلوم والفنون في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. كما كرمه الرئيس أنور السادات في عيد الفن؛ وتوفي في عام 1983.
التعليقات