كتب الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز، القصيدة الشعرية وهو لم يبلغ الثامنة عشرة، ويعد أحد رواد الفولكلور، وفارس الأغاني العاطفية.
ولد مرسي جميل عزيز في 9 يونيو 1921، بمدينة الزقازيق لأب كان يعمل تاجرا للفاكهة، وكان لأبيه دورا في حياة نجله واهتماماته الأدبية والفنية منذ صغره.
فحفظ الكثير من آيات القرآن الكريم، والمعلقات السبع كاملة، وقرأ لكثير من الشعراء يتقدمهم بيرم التونسي، وبدأ مرسي حياته المهنية كتاجر فاكهة مثل والده، حتى أنه تأثر بنداءات الباعة على الفاكهة وبالأغانى الشعبية واستوعبها
كتب أول قصيدة شعرية في سن الثانية عشرة في رثاء أستاذه. وفي عام 1939 أذيعت له أول أغنية في الإذاعة ولم يتجاوز الثامنة عشرة بعنوان «الفراشة» ولحنها الموسيقار رياض السنباطي. وفي نفس العام انطلقت شهرته عندما كتب أغنية «يامزوق يا ورد في عود» وغناها المطرب عبد العزيز محمود.
مرسى جميل عزيز حصل على البكالوريا من مدرسة الزقازيق الثانوية عام 1940، والتحق بكلية الحقوق، وهناك أصبح رئيسا وعضوا لعدة جماعات أهمها الشعر، والآداب، وفنون التصوير، والموسيقى، والتمثيل، كما انضم لفريق الرحلات، وفيما بعد لم يكتف بموهبته لكتابة الشعر.
فدرس اللغة العربية والشعر والأدب والتراثين العربي الحديث والقديم،
والأدب العالمي وأصوله ونظرياته وقواعده النقدية، كما التحق بمعهد السينما، وكان الأول علي دفعته، وحصل على دبلوم في فن كتابة السيناريو عام 1963.
فغنت له نجاة "أما براوة براوة.. أما براوة دوار حبيبي طراوة.. آخر طراوة".وغنى له محرم فؤاد "الحلوة داير شباكها شجرة فاكهة"، كما غنى له "وانت عني بعيد، رمش عينه، يا غزال إسكندرانى"، وكانت أغنية "يا مزوق يا ورد في عودك"، التي لحنها وغناها المطرب عبد العزيز محمود، فاتحة الخير على مرسي جميل عزيز ، ونقطة الانطلاق.
غنى له الموسيقار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفيروز، وغيرهم، ولحن كلماتِه عمالقة منهم عبد الوهاب ورياض السنباطي والأخوان رحباني ومحمد الموجي وكمال الطويل، وبليغ حمدي.
كتب الشاعر مرسي جميل عزيز العديد من الأغنيات لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم والتي كتب لها عددا من الأغنيات الرائعة منها: "سيرة الحب" و"فات الميعاد" و "ألف ليلة وليلة" التي قيل إنها كانت الأغنية رقم 1 بعد الألف أغنية التي كتبها، فأصر على تسميتها ألف ليلة وليلة، بخاصة أنها كانت في الاحتفال بالعام الألفي للقاهرة.
وكتب للعندليب الأسمر الفنان عبد الحليم حافظ باقة من أجمل وأشهر أغنياته منها: "الليالي"، "اسبقني يا قلبي"، " نعم يا حبيبي"، "في يوم في شهر في سنة"، " ليه تشغل بالك"، " يا خلي القلب"، "بأمر الحب"، و"أعز الناس" كما كتب له آخر أغنياته وهي "من غير ليه" التي لم يمهله القدر لغنائها فقام الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب بغنائها فيما بعد.
وكتب مرسي جميل عزيز لمحرم فؤاد "ياغزال اسكندراني" و"ندم"، كما كتب للعديد من المطربين المصريين أمثال نجاة الصغيرة التي غنت له "حبيبى لولا السهر، حبايبنا دوبنا، أنا بستناك أنا" وغيرها من الأغنيات، كما تغنى بكلمات مرسي جميل عزيز المطرب محمد قنديل "ياحلو صبح"، وكارم محمود،
وشادية حيث غنت له "على عش الحب، وحياة عينيك وفداها عنيه، الحنة يا حنة يا حنة يا قطر الندى" شباكنا ستايره حرير"، كما غنت له عفاف راضي "أيام زمان، عوج الطاقية الولا وبص ليا، يهديك يرضيك الله يخليك، ابعد يا حب".
وكتب عزيز أيضا لعدد كبير من المطربين والمطربات العرب أمثال المطربة الجزائرية وردة التي كتب لها عددا من الأغنيات أشهرها "لولا الملامة" و"لعبة الأيام".
وكتب لفايزة أحمد أغنية "ياما القمر ع الباب"، و"انا قلبي اليك ميال" وغيرها من الأغاني كما غنت يه المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز رائعته الفصحى "سوف أحيا" وغنى له الموسيقار الكبير فريد الأطرش العديد من الأغنيات، "ما انحرمش العمر من عطفك عليا، اسمع لما اقولك"، وغنى له محمد فوزي ،" أي والله أي والله.. وحشونا الحبايب" وغيرها من الأغنيات.
كرمت الدولة الشاعر الكبير فمنحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؛ "وسام الجمهورية للآداب والفنون" في عام 1965م باعتباره رائداً للأغنية الشعبية والوصفية وكفارس للأغنية العاطفية.
توفي عام 1980 إثر إصابته بمرض خطير سافر بسببه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج، وبعد فترة قضاها في المستشفيات الأمريكية عاد ليموت فوق تراب مصر ودفن في مسقط رأسه.
التعليقات