أنت علامة فارقة فى طريق التفرد من بداية التكوين إلى أبد الآبدين.
أنت ماركة مسجلة موثقة على قمة قوائم الإنسانية لا تُقلد ولن تُكرر.
أنت عصمة الإصرار عبر الأزمة بثبات وثقة وجَلد مدهش ليس له مثيل.
أنت غدة الشغف التى تفرز وتتجدد وتتطور لأنها عصرية ولم تشخ.
أنت التاريخ الذى أَرّخ فصوله بنفسه فى حواراتك وكتبك الأدبية التى أثرت المكتبة العربية والأوروبية.
أنت الجغرافيا التى فرضت موهبتها وفاقت الحدود وتجاوزت الآفاق.
أنت العلم الذى يُدرّس بكل مراحله وفروعه فى استمرارية.
أنت الأدب فى أسمى معانيه وعباراته بكل تدفق.
أنت الفن حين يتجسد بأروع إبداعاته.
أنت المقال المطول قيمة وقامة ولا يُمل منه، وأنت أول من رسخ لمنهج الجمل القصيرة وصنعت منها «تويتر» خاصًا بك قبل اعتماده فى العالم.
أنت التحقيق بالصوت والصورة الذى صار حديث المدينة وكل المدن والبلدان.
أنت الخبر الهام والعاجل والعام وموقعه الصدارة دائمًا.
أنت الأناقة فى المظهر، والبساطة فى الجوهر، والحكمة فى الاختيار، والجرأة فى التنفيذ، والنجاح المتميز فى النتائج.
أنت نقاء القلب، وسلامة النية، وطهارة اليد فى كل ما تكتب.
أنت بصيرة العقل، وفكر التنوير، ودفء التواصل، وصدق التفاعل فى كل ما تقول.
أنت استقامة التعامل، وأمانة الالتزام، وشرف المهنية فى كل ما تفعل.
أنت عظيم الصياغة التى تكونت مفرداتها بلغاتك الحية.
أنت بارع الأداء وجاذب للأضواء فى كل حركة ولفتة ونظرة وخطوة.
أنت كل الألوان الصريحة الزاهية فى لوحة واحدة مجسمة.
أنت كل النغمات الرنانة فى لحن واحد ينساب بنعومة.
أنت كل المشاهد العبقرية وأفخم مونولوج وأرقى ديالوج فى جائزة واحدة.
أنت الحب فى أوج مجده، والحنية فى أصفى مشاعرها، والرحمة بكل جودها.
أنت الذى كَثُرت أغصانك وطالت فروعك من سخاء جداول عطائك فسكن تحت ظلك ملايين المريدين.
أنت السحر والساحر والحصان الرابح دومًا إلى دهر الدهور.
أنت الصلابة التى لا تلين والعزيمة التى لا تنكسر.
أنت المواقف والطرائف والحكايات التى لا تنتهى، لم تكن جزءًا من الحياة بل كانت الحياة جزءًا منك، إن حضورك أقوى من ذهابك ووجودك أبقى من غيابك.
أنت ذاهب الأمل الذى عاد وقديم الرجاء الذى تجدد، صدق الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين حين وصفك فى بدايات العمر وقال إنك تتمتع بروح العفرتة، وكان هذا عنوان مقالته عنك، مَن فى كل جيلك كتب عنه واجتمع عليه وأشاد به العظام مثلك، كل الكبار أمثال بهاء وإحسان ومحفوظ وهيكل ومنصور ورجب والسعدنى وغيرهم، احتفوا بك عبر الأجيال، أنت وحدك يا حبيبى كنت ملء السمع والبصر والدنيا بأسرها، كنت شخصية العام فى الجامعة الأمريكية، وظللت شخصية كل الأعوام والفائز فى كل العهود بآلاف الجوائز الذهبية والشهادات التقديرية والتكريمات المحلية التى حصلت عليها بجهدك وعرقك، ودفعت الأثمان من صحتك وراحتك وهنائك فى عشق قلمك الذى لم تخنه ولم يخنك لحظة فى مشوارك.. وفى النهاية ولا نهاية لك.. اسمحلى أسألك فى يوم عيد ميلادى: «يا ترى عامل إيه فى سابع سما!؟».
التعليقات