في الخامس عشر من مارس 1943، ولدت فيروز (واسمها الحقيقي بيروز أرتين كالفايان) لأسرة أرمنية تعود أصولها إلى مدينة حلب في سورية. مكتشف موهبتها هو الفنان المصري اللبناني الأصل إلياس مؤدب، الذي كان صديقاً لأبيها، وكان يمضي معه أمسيات فنية في البيت حيث يعزف الكمان.
وكانت فيروز تشارك والدها تلك الأمسيات، فلفتت الصغيرة انتباه مؤدّب، الذي لاحظ موهبتها وحاول تطويرها، فألف ولحن «مونولوج» لتغنيه وحدها. ولأنه كان يغني في حفلات منزلية، اصطحبها معه مرة لتؤدي المونولوج.
فأثارت فيروز إعجاب الحضور، ليقرر مؤدب إشراكها في مسابقة مواهب في كازينو «الأوبرج». حينها كان الملك فاروق يشاهد الحفلة وأعجب بأدائها، وكذلك الجمهور، الذي علا تصفيقه لتلك الموهبة الاستثنائية.
حصلت فيروز على أول مكافأة في حياتها من الملك فاروق، وهي خمسون جنيهاً. بعدها التف حولها المنتجون السينمائيون، لكن مؤدب اختار الفنان أنور وجدي من بينهم ليوقع معه والد فيروز عقد احتكار تتقاضى عنه ابنته ألف جنيه عن كل فيلم.
وغير وجدي حرف الباء في اسمها إلى فاء، ليصبح فيروز بدلا من بيروز، كما استقدم مدربين أجانب لتدريبها لأسابيع عدة وتهيئتها لأول بطولة سينمائية، فكان فيلم «ياسمين»، الذي خاطر فيه وجدي بالكثير.
وعرض العام 1950 حين لم تتجاوز عامها السابع. إنتاج الفيلم كان مفترضاً أن يكون مشتركاً بين وجدي والموسيقار محمد عبدالوهاب، لكن الأخير وبعدما شاهد الصغيرة لم يشأ المغامرة بأمواله في فيلم تؤدي بطولته طفلة لا تتقن سوى غناء المونولوج، لكن أنور وجدي خاض المخاطرة وحده.
صباح العرض ظهر إعلان في الصحف المصرية يدعو جميع أطفال مصر لحضور حفله العاشرة صباحاً التي سيعرض فيها الفيلم، ومن ثم ستوزع البطلة الصغيرة هدايا على الأطفال.
وبالفعل وضعت مئات الهدايا بسينما الكورسال وتعليق مئات البالونات في صالة السينما، ولاقي الفيلم نجاحاً باهراً. بعدها قدمت فيروز فيلم «فيروز هانم» 1951، ومن ثم «صورة الزفاف» عام 1952.
أما العام 1953، فشهد فيلم «دهب»، الذي قدم فيه أنور وجدي الصغيرةَ التي أصبحت في العاشرة من عمرها، وهي تؤدي رقصات تشبه تلك التي تقدمها راقصات شهيرات
وشهد العام 1953 انفصال فيروز فنياً عن أنور وجدي، بعدما رفض تجديد عقد الاحتكار معها، وقرر أن يقوم هو بإنتاج أفلامهــــا. وقد أنتج فيلم «الحرمان» فيما بلغت 13 سنة، وظــــهرت فيه إلى جانب شقيقتها الفنانة الاستعراضية نيللي ميرفت.
بعد «الحرمان» توقـفـت فيروز عن العمل لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم عادت لتقدم عدداً من الأدوار الدرامية التي تتناسب مع عمرها، من بينها «عصافير الجنة»
إضافة إلى أربعة أفلام لم تحقق نجاحاً، منها: «فيلم «إسماعيل ياسين للبيع» و«أيامي السعيدة». وتعود بدايات فيروز مع إسماعيل ياسين إلى فيلم «إسماعيل ياسين طرزان» لنيازي مصطفى، وكان أول أفلامها معه عام 1955.
أثناء عملها في فرقه إسماعيل ياسين، تعرفت إلى زوجها الراحل بدر الدين جمجوم ؛كانت فيروز مسيحية الديانة والفنان بدر الدين جمجوم مصري مسلم. تبادلا الإعجاب واتفقا على الزواج شرط أن يظل كل منهما على ديانته وتزوجا وأنجبا أيمن وإيمان.
بعد هذه الأفلام الأربعة التي كــان آخرها فيلم «بفكر في اللي ناسيني» عام 1959، قررت فيروز التوقف عن العمل للحفاظ على صورتها كطفلة شقية في أذهان الجمهور.
ومن ذكريات جمجوم تحديداً عن موضوع الديانة. تصريحه أنه يحترم عقيدتها جداً ويهيئ لزوجته جو للصلاة والتعبد وأنه كان يشاركها الذهاب للكنيسة ويراها وهي تصلي. كذلك فيروز كانت بتحترم ديانته وكانت دائماََ ما تذهب معه للسيدة زينب والحسين وكانت بتشاركه قراءة الفاتحة.
واستمر زواجهما لأكثر من ثلاثين عاما حتى وفاته عام 1992. وأصرت فيروز على عدم الزواج بعده حتي وافتها المنية في 30 يناير 2016 وهي على المسيحية ودفنت بمدافن الأرمن الكاثوليك بأرض الجولف وأقيم عزاؤها بمسجد الحامدية الشاذلية بالجيزة نظراََ لكون أبناؤها مسلمين.
التعليقات