بدر وإبراهيم لاما من أصول فلسطينية مواليد عام 1904 كان الشقيقان ولدا لأب فلسطينى مهاجر فى تشيلى فى أمريكا الجنوبية وقررا العودة إلى موطنهما الأصلى غير أنهما غيرا قرارهما ومع وصول باخرتهما إلى الإسكندرية فى العام ١٩٢٦، حيث هبطا فيها ليقدما إسهاماً أساسيا فى مولد السينما المصرية.
وفى الإسكندرية أسس الأخوان لاما شركة «كوندور فيلم» التى كان نشاطها فى الإسكندرية، وكان ذلك فى نفس الوقت الذى تمكن فيه المخرج التركى وداد عرفى من إقناع الفنانة عزيزة أمير بإنتاج فيلم سينمائى مصرى، يتولى هو كتابة قصته وإخراجه إضافة إلى قيامه بالبطولة أمامها وهو فيلم «نداء اللّه»، وعرض فى ١٦ نوفمبر عام ١٩٢٧ بعد إجراء بعض التعديلات عليه وتغيير اسمه إلى «ليلى».
أما الأخوان لاما، فقد بدآ نشاطهما فى تلك الفترة بإنتاج فيلمهما «قبلة فى الصحراء»، حيث تولى إبراهيم تأليف القصة وتصويرها إلى جانب إخراجها سينمائياً؛واكتفى شقيقه بدر ببطولة الفيلم. صور الفيلم فى استوديو صغير أقيم فى فيلا خاصة بمنطقة فيكتوريا بالإسكندرية.
وفى العام ١٩٣٠ انتقل الأخوان لاما إلى القاهرة، بعد أن قدما فيلمهما الثانى «فاجعة فوق الهرم» عام ١٩٢٨، بطولة بدر لاما وفاطمة رشدى، وفى القاهرة أسسا استوديو لاما. وتزوج إبراهيم من إيزابيلا جورج ورزق منها بولدين هما سمير وجودة.
ولعب بدر لاما دور البطولة فى معظم الأفلام التى أخرجها شقيقه حتى بعد زواج بدر من بدرية رأفت التى قاسمته بطولة هذه الأفلام. أما الأفلام التى أخرجها إبراهيم ولم يشارك فيها بدر فهى «وخز الضمير» ١٩٣١، بطولة آسيا وعبد السلام النابلسى، وفيلم «الضحايا» ١٩٣١، بطولة بهيجة حافظ، و«ليالى القاهرة» ١٩٣٩، بطولة حسين صدقى .
تأثر الأخوان لاما بأفلام هوليوود، ووصل التأثر إلى حد الاقتباس الحرفي دون إبداع في فترتي العشريبنات والثلاثينات، وتشبه بدر لاما في تمثيله بنجوم من أمثال فالنتينو ونوفارو سواء في الملابس أو الحركة.
المثير أن بدر لاما لم يكن يجيد اللغة العربية، وكانت سيناريوهات أفلامه تكتب بالفرنسية التي كان يتعامل بها في أفلامه الصامتة.
وعندما نطقت السينما كان على بدر لاما أن يتوارى خلف الحركة وأفلام المغامرات ليقلل من تأثير العربي المكسر الذي كان قد بدأ يتعلمه، وكانت فضيحة لشركة «كوندور».
وتنوعت أفلام إبراهيم لاما، فقدم الأفلام التاريخية مثل «صلاح الدين الأيوبى» ١٩٤١، و«كليوباترا» ١٩٤٣، كما قدم أول فيلم عن حكاية «قيس وليلى» عام ١٩٣٩، إضافة إلى الأفلام الاجتماعية والكوميدية.
ويعتبر إبراهيم لاما أول مصرى يصور فى غابات السودان وكينيا ؛ فقد انطلق بكاميراته إلى هناك لتصوير فيلميه «الحلقة المفقودة» ١٩٤٨، و«القافلة تسير» ١٩٥١، وقدم إبراهيم لاما للسينما المصرية ٣٠ فيلماً خلال ٢٤ عاماً، وعمل مع كبار النجوم مثل فاطمة رشدى، آسيا، مارى كوينى، بهيجة حافظ، زكى رستم، أمينة رزق، بديعة مصابنى، رجاء عبده، مديحة يسرى، ليلى فـوزى، فـــاتـن حــمــامـة، شادية.
وفى عام 1947 توفى بدر لاما عن عمر 40 عاما بذبحة صدرية، وأما إبراهيم لاما فكانت نهايته عام 1953 بطريقة مأساوية.. قتل وانتحار .
إذ أطلق الرصاص على مطلقته بسبب الغيرة ورفضها العودة إليه ثم انتحر بنفس المسدس
وفى يوم الخميس 14 مايو 1953 صدرت الصحف بنبأ مقتل الزوجة إيزابيل برصاصتين، وانتحار الزوج القاتل بالرصاصة الثالثة.
وفى مفكرة ابراهيم لاما وجدوا عدة سطور تحت عنوان «امرأة ذهبت إلى النهاية» كتب فيها: «إنها امرأة عاشت في خيالي، وكان لها على نفسي سلطان.. كنت أعبدها.. ولكن عبادتي لها انقلبت إلى كفر.. وسأمضى إليها كافرا، فأذيقها كأس العذاب .. الذي طالما أذاقته لي .. الخميس 14 مايو .. يوم حرب أو سلام ؟».
التعليقات