صوتك جميل ولكنك لست بعبدالوهاب .... يمكنك التمثيل ولكن ... أين أنت من عمر الشريف؟! .... هل ستؤلف رواية أفضل من نجيب محفوظ ؟؟؟ هل ستكتب كتابا أعظم من مصطفى محمود ؟؟؟ هل ستكتب مسرحية أروع من توفيق الحكيم ؟؟؟ .... هل تعتقد أن بإمكانك التفوق بإبداعك عن من سبقوك ؟؟؟
كل قديم عزيز .... عزيز برونقه وبرونق عصره وبرونق عزيز لديك كان يحبه .... وبرونق حبك وميلك للقديم من كل شيء .... لذلك أصبحت المنافسة بين القديم والحديث غير منصفة .... بل وظالمة ومحبطة في أحيان كثيرة لشاب في مقتبل عمره تتم مقارنته ومقارنة أعماله بأناس كرثوا حياتهم من أجل هذا العمل .... ثم يأتي المقارن بآخر وأعظم أعمالهم ويقارنها بأول عمل للشاب ....
لا شك في عظمتهم وحكمتهم ومجهودهم الذي بذلوه بشكل متفانٍ لا يصدق ..... نحييهم ونحبهم ونتخذهم قدوة لنا .... نقرأ عنهم ونتعلم منهم لا لتقليد طريقتهم بل لتعلم كيفية خلق طريقة مميزة نسير على خطاها .... نتعلم منهم كيف يكون النجاح ....
لكل شخص منا ملهم وقدوة من زمن آخر .... فليس بالضرورة وجود تلامس بشري بيننا لكي نتناقش في فكرة معينة .... فيكفى أن تكون فكرة سبق له تناولها في حياته بالطبع .... وأنت تفكر بها وتناقشها في حياتك ....
فكرة أنهم عظماء غير قابلين للنقد والمناقشة فكرة غير مقبولة بالمرة .... كيف لي أن أحبه وأنا لا أستطيع محاورته في أعماله .... تذكر دائما أنهم بشر مثلك مثلهم لا يفرقهم عنك سوى أنهم ولدوا قبلك .... فأما الموهبة والمميزات الفكرية يمكن أن تأتي لك بصورة أكبر منهم فهذا من صنع الله ....
إذا اخترت من لامس وجداني وفكري سأختار الدكتور مصطفي محمود .... فبساطته وحسن تفكيره وسعة إدراكه وعمق بصيرته كافية لأسري بين كلماته أياما .... مع مناقشتي المعتادة له بعد كل جملة وفكرة فحبي له لا يعنى تقبل كل ما يقول .... فأنت تقرأ وتنتقي ما يواكب موازينك وأفكارك .... وتقرأ تبرير لفكرة ترفضها لعل وعسي قلبك يميل لها .... فإذا كنت مختلفا عن الجميع وكنت مخطئا فهناك احتمال لعودتك بسماع صوتهم .... ولكنك إذا فضلت السير مع القطيع وكنتم مخطئين فلا احتمال لرجوع عن هذا الخطأ ....
لطالما تيقنت أن الله أنقص المرأة عن الرجل في العقل والدين لتمييزها وليس لتقليلها .... ولكنى قرأت تبرير الدكتور مصطفي محمود في كتابه في الحب والحياة حينما قال: " والله لم يختر لحمل رسالته نبيات .. وإنما اختار أنبياء .. مع أن النبوة لا حاجة بها إلى عضلات .. وكل ما يحتاجه النبي .. قلبه .. ولسانه.. " رؤيته هنا كانت مهاجمة للمرأة لأول مرة في حياته طبقا لكلامه .... ومع ذلك لم أتفق ....
فإذا قلتم بأن الله اختار الرجل لحمل رسالته لا لقوته بل لأفضليته .... سأقول أن الله منح النبي الرجل قوة أربعين رجلا .... وهذا أكبر دليل على أن القوة في النبوة كانت مهمة .... فما كابده الأنبياء والمرسلين كان صعبا ومؤلما لجسدهم أكثر من عقلهم وحكمتهم .... "وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحى" ....
وإذا نظرنا إلى كل موقف وسيرة بتلك النظرة .... فلماذا لم يخلق الله سيدنا عيسى عليه السلام بدون السيدة مريم فهو القادر على كل شيء .... أولم تكن في استطاعة الله - والعياذ بالله - أن ينزل الرحمة إلى قلب فرعون في تلك اللحظة التي رأي فيها نبي الله موسي وهو طفل بدون أن تأتي الرحمة عن طريق امرأته آسية .... وهل كانت هذه صدف ....
كرم الله المرأة بنقصها .... فاختار أن يميزها بالعطف والرحمة .... فكان كل ما يفكر فيه فرعون هو مستقبله وعرشه والذي من أجل حمايته مستعد أن يقتل كل طفل يولد .... بينما عجزت امرأته عن رؤية طفل واحد يُقتل .... هذا هو الفرق بين النساء والرجال ....
كل قديم عزيز .... كل قديم قريب من القلب .... ولكن مهما تحدثنا عن عظمتهم في مجالات مختلفة يظل السؤال قائما .... ليس السؤال عن كونهم عظماء حقا أم لا لأنه سؤال مفروغ منه فالسؤال هنا ....
وهل كان يستحق كل هذا التقدير؟؟
التعليقات