القدرة على التمييز بين الصالح والفاسد هبة من عند الله .... تقدير الفن والموهبة والرقى والاحترام فطرة خلقنا عليها .... "الجمهور المصري مدهش في تفكيره .... الأمي منه على درجة من الرقي والفهم مذهلة." هكذا جاء رأي السيناريست عبد الرحيم كمال عن الجمهور المصري .....
في اجتماع عاجل لمجلس النواب في يوم ١٣ من شهر أغسطس الجاري .... تم اتخاذ قرار بتعديل وزاري شمل ١٣ حقيبة من بينهم الدكتور طارق شوقي الذي سيظل أشهر من تقلد منصب وزير التربية والتعليم في السنوات الأخيرة بسبب تفكيره المختلف وقراراته التي حاول بها النهوض بالتعليم المصري ومواكبة تقدم العصر .....
ومن بينهم من كان ذهابه محزنا إلى حد كبير .... وهو الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار .... الدكتور خالد العناني الحاصل على الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بول فاليري مونبلييه في فرنسا .... والذي عاصرنا معه وبفضله " موكب نقل المومياوات الملكية" و " افتتاح طريق الكباش " والذي أضاف إلى كليهما كثيرا بكلمته التي ألقاها على السادة الحضور في حضرة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي .... حيث لفت إليه أنظار الجميع بلباقته وثقافته التي لطالما تمنينا أن نجدها في من يتقلد منصبا مهما كمنصب وزير السياحة والآثار في دولة صاحبة تاريخ وحضارة قديمة كدولة مصر ......
يوجد في المناصب القيادية اثنان .... الأول من يتخذ قرارات حيادية مرضية لجميع الأطراف .... أي يسعى ليظهر على هيئة الشخص المسالم ولو اضطر أن يفعل ما يناقض تفكيره الحقيقي .... والثاني من يتخذ القرارات التي يمليها عليه ضميره واقتناعاته الشخصية والتي بناء عليها تم اختياره لمثل هذا المنصب .... فالقوة والشجاعة والحزم مطلوبون في كثير من الأحيان في حياة الشخصيات القيادية .....
الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية إلى يوم ١٣ أغسطس حيث شملها قرار التعديل الوزاري .... الدكتورة إيناس عبد الدايم حاصلة على الماجستير والدكتوراه بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف في آلة الفلوت من المدرسة العليا للموسيقى بباريس .... وتقلدت منصب رئيس هيئة المركز الثقافي الدولي ثم ترأست دار الأوبرا المصرية إلى أن جاء إليها وزير الثقافة الأسبق علاء عبد العزيز -أثناء حكم جماعة الإخوان المسلمين- مطالبا إياها بتغيير بعض أنشطة دار الأوبرا كإلغاء لفن البالية واستغلال قاعات دار الأوبرا بتأجيرها للشركات والمؤسسات الكبيرة .... ولكن جاءه ردا قاطعا منها بالرفض التام مما أدى إلى إقالتها من وظيفتها .... ولكن من كثرة محبيها أدى خبر إقالتها إلى توجه عدد كبير من الفنانين والمثقفين للاعتصام أمام باب الأوبرا ومنع الوزير علاء عبد العزيز من دخولها ..... إلى قيام ثورة ٣٠ يونيو .... وقام سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقدير جهودها لحماية الفن والتراث المصري .... حيث أدت اليمين الدستوري في يوم ١٤ يناير ٢٠١٨ كوزيرة لثقافة مصر ....
يتغير الأشخاص والمناصب باقية .... فالذكر الطيب أهم من طيلة مدة البقاء .... فما دام للمدة نهاية فهي قصيرة مهما طالت ....
نرحل .... ويبقى الأثر
التعليقات