متعة الكتابة ليست في الأحرف والجُمَل أو نسيجها، بقدر ما تنثره تلك الكلمات من أغطية يَلتَحِف بها المطالعين.
الكلمات بنيان الروح الصلب، كهف تختبئ بداخله من مكر الأقدار، الكلمة ساعدك الباقي وقت أن يصبح عضدك عليل.
الكلمة خيط يُنسج من خلاله ما تكتسي به القلوب. كلمات تبقينا، تعطينا المعنى والعزيمة لاستمرار الحياة.
في كل كلمة جميلة قصة وعِظة نتجمل بها على مواجع الحياة. ليس هنالك أفضل من كلمات تدخل القلب تهدهده وتطمئن من خلالها أرواحنا.
أنا أسيرة لكل كلمة أقامتني في محنتي، لكل دعوة جعلتني أقبل وأتقبل من خلالها عثرات حياتي.
صدقة الكلمة في صِدْقها، في صباح تجعله مختلف، في هم تمحوه وفي طريق تعيد تخطيطه وبناءه.
لا أنسى شعور راودني بشدة في طفولتي، كنت أشعر أني أريد قول الكثير، لكني لم أكن أعرف لذلك طريق. ما أكثر الكلمات التي اختلطت واختنقت بداخلي ولم أعرف لها سبيلا للخروج.
حتى آن الأوان!
لكل منا أوانه، لا شئ يخبو مادمت حريصا على إظهاره، لا شئ في حياتك مستحيل طالما امتلكت الإرادة الفولاذية وسعيت ورائه.
لا أحد يرى صورته على سطح ماء يغلي، إهدأ لتستمع لصوتك الداخلي وترى حقًا من تكون.
جسدك وفراغ روحك يمتلئون بأحلامك، فكَاثِرها.
لا يوجد على الأرض شئ يسمى مستحيل، فقد خلق الله بداخلنا قوة الإرادة وميزنا بها عن سائر مخلوقاته.
كل أحلامك مُستطاعة!
كل ما نحتاجه أن نستمر على عملنا يوميًا بدأب وبلا ملل.
وهل هذا كل شئ؟
نعم بلا شك، لا شئ يصل بك إلى مبتغاك سوى مواصلة السعي بدأب كما تواصل الأمواج انكسارها لتصل إلى الشاطئ..
هدفك يلوح متهللا طالما سعيت لاجتذابه.
تدخل الشمس غرفتك، إذا تحركت لترفع الستائر.
أهتم بكل ما تمتلك من هبات ونمّيها هي سبيلك الآمن لسلامة الوصول.
كلنا بلا شك لنا مُقام في دنيانا ومن ضمن اختباراتنا أن نكتشف ما نحب ونسلك كل السبل المشروعة لنكون الأفضل من خلاله.
كلنا نمتلك الرغبة في العيش، لكن لسنا جميعًا نمتلك إرادة حب العيش وحلاوة إقامة الحياة.
لا تستصعب طول الأمد ستبلغ منتهاك في أول وقت تحتاج بلوغه، ستصل قبل أن تيأس أو تتحرق روحك، وستقف على أعتاب عمرك فخورًا بما اكتسبته يداك.
لا تتوقف عن السعي، فهو أنفاسك التي تبقيك حي تشعر وتضطلع على عمرك ممتنًا للحياة.
المكاسب التي تحصل عليها بعد تعدد الخسارات لها طعم العسل وجودته، لن يفارق مذاقه الحلو روحك للأبد.
أتعلم يا صديقي، كلنا نستند على مواطن قوتنا؛ بأن نحيي ذكرى نجاحاتنا باستمرار بداخلنا. لا أحد يؤمن بقدراته إلا إذا اختبرها واشتد عليه الاختبار ثم نجح.
هنالك يتحول النجاح إلى ثقة لن تخور قوتها وصلاحيتها بداخلك أبدًا.
كثيرًا ما نسمع من يقول: "لا أصدق أني فعلتها!!"
كلا صدق وآمن بنفسك فأنت تستطيع.
في أحد الأيام تأخرت عن إطعام طيوري، فأكلوا كل الحبوب ثم القشور ثم نفذ الماء. ثم جاء الفرج من طعام وشراب، هنا تفكرت لو أن تلك الطيور لم تكن مؤمنة بأن الفرج آت لا محالة لزهدت في أكل القشر. ثقتهم في وصول الفرج استجلبت لهم سنوات من الحياة.
من أجل ذلك خُلق العقل للتعلم والتفكر واستشراف الأمل من خلال التجارب الثقال التي مرت علينا.
كلنا ذقنا من المرارات ما كان كفيلا بهدم أرواحنا، وكلنا آمنا بأنها حتمًا ستمر، وكذلك فعلت!
هذا ما أتحدث عنه يا صديقي، أن تُطحن في الرحايا ولا تُمَكِنها من دَحْر روحك. ستكتشف أن دقيق عمرك الذي تصنع منه خبزك لم تكن لتحصل عليه سوى من خلال دَقَّ وصحن رحاك.
الآن جوال الدقيق خاصتك يمتلئ.
أجولة الدقيق هي منتج حلاوة روح أبت إلا أن تصنع صباحات فَرز أول يتهافت على تخطفها الجميع.
لا شيء في دنيانا يأتي يسير، كلنا مرزوقين بقدر دوام الجلد والإيمان التام بأن الخبز الطازج الذي بين يديك جائزة مُستحقة لسنوات الصبر عن هجير الأيام.
تلك هي حلاوة الصبر!
الأشهى أنك تستطيع أن تستخدم هذا الدقيق في صناعة عشرات الحلوى التي ترطب بها سنوات عمرك. هنالك ستتذوق منتج آخر غير الخبز يلوح في أفق عمرك؛ إنه يا سيدي قِطَاف المجتهد.
التعليقات