يعتقد البعض أننى خارج نطاق التاريخ، أحيا في جزر منعزلة جغرافيًا ومنفصلة إنسانيًا عن أحداث الكون من حولى، والاعتقاد هذا مبنى على ندرة ما أكتبه في الشأن العام باستثناء بعض التطورات الحيوية التي يجب أن أكون في موكبها حية حاضرة وفعالة، والاعتقاد صحيح إلى حد كبير، لكن تفسيره خاطئ وقاصر جدًا.

فما ألتفت إليه هو مفتاح الحياة لفك طلاسم الأزمات على جميع الأصعدة، وما أهتم به هو الأهم والأعم والأشمل، ويعتبر مربط الفرس لاستقرار وأمان طعم البيوت المصرية الذي ينعكس دون أن ندرى على سلامة وطننا الأكبر اجتماعيًا، فتحضُّر الأوطان وازدهارها وارتقاء شعوبها ينبع من صحة وصلابة قواها النفسية وما أجتهد في تسليط الضوء عليه هو هدف سام لإنقاذ معانى ومبادئ غابت عن أذهاننا في خضم البحث عن كنوز الأهرامات الثلاثة (المال- الجاه- السلطان) مع أن الأسطورة تقول إن بانى الأهرامات من الأهرا... مات!؟ فلو دامت لغيرنا ما وصلت إلينا.

فتعالوا معى نعود إلى الثوابت والأساسيات في جذورنا الطيبة ومنشئنا الرحيم ونوايانا البيضاء ونعيد صياغة مشاعرنا لاحتواء ولاد الأصول والأكابر المحتفظين بنقاوتهم رغم الانحدار القيمى في الزمن المتردى. هذا البوست منقول من خبرات حياتية حقيقية ومكتوب بحبر الحسرة.

■ ولاد الأصول عمرهم ما ينكروا فضل حد بعد فضل ربنا أو ينسوه أو حتى يتناسوه في زحمة الحياة لأنه دين على رقبتهم ليوم الدين.

■ ولاد الأصول باقيين على العشرة والعيش والملح لحد آخر لحظة وبيعملوا كل اللى عليهم وزيادة بحق ربنا.

■ ولاد الأصول ميردوش الأذى بالأذى وبيقصروا الشر وبيتعاملوا بالحُسنة وبيميلوا للسلام.

■ ولاد الأصول وقت الشدة بيتغاضوا عن الخلافات ولو احتاجتهم لازم تلاقيهم ويمكن من قبل ما تطلبهم هيكونوا قدامك.

■ ولاد الأصول بيساعدوا الكل من غير أي مصلحة أو منفعة أو قرابة، لأن المبدأ واحد مع الجميع.

■ ولاد الأصول بيعرفوا يعتذروا من غير تكبر أو استنكار، وسوء التفاهم عندهم مش حرب إنما طريق لبداية جديدة عشان الصلح عندهم خير.

■ ولاد الأصول كلمتهم واحدة وموقفهم سليم ما يتغيرش بظروف أو أحوال، الكلمة عقد ووعد وعرض.

■ ولاد الأصول ضميرهم حى، ما يسلموش ودنهم وعقلهم لحد لأنهم بيخافوا ربنا.

■ ولاد الأصول جدعان والشهامة بتجرى في دمهم لا يمكن يتخلوا عن واجبهم تجاه مخلوق ولا يقبلوا الذل والشماتة في حد.

■ ولاد الأصول أوفياء بالفطرة ومخلصون بالتجربة وأمناء في كل ما تمتد إليه أيديهم والشهادة لله.

■ ولاد الأصول مالهمش في اللت والعجن واللف والدوران والحوارات والكيد والكُهن بتاع اليومين دول لأن حقهم بيجى تحت رجليهم من غير ما يطلبوه.

■ ولاد الأصول يتعاتبوا وبيسامحوا وبيفتحوا صفحات بيضا من غير رواسب فاتت أو ظنون جاية ولو حصل وخسرتهم، النعمة هتزول من عندك.

■ ولاد الأصول لو اتعرضوا لظلم أو افترا بيكونوا واثقين إن بعده تعويض وتقدير وجبر خاطر أكبر من اللى بيتمنوه.

■ ولاد الأصول بيشتروا الشارى وبيبعوا البايع وبيحبوا الخير لغيرهم ويدعموه ويشجعوه ويكونوا سند له من غير مقابل.

■ ولاد الأصول عينهم مليانة ونفوسهم شبعانة عزة وكرامة، بيقدّروا أقل وأبسط حاجة تتعمل لهم، الكَيْف مش الكم.

■ ولاد الأصول ما يعرفوش القسوة ولا الغدر ولا النفاق ولا الاستغلال، لأن سلو بلدهم الإنسانية البكر زى ما خلقها ربنا.

■ ولاد الأصول مايفوتهمش واجب ولا ياكلوا حقوق وطبعهم الرحمة، والرحمة عندهم فوق العدل.

■ ولاد الأصول مهما كبروا وزادت شهرتهم أو نفوذهم بيفضلوا ولاد بلد صاينين الأصل.

■ ولاد الأصول مش اللى معاهم فلوس وبيركبوا أغلى العربيات وساكنين في أحلى الأماكن وبيلبسوا برندات وبيعرفوا الباشوات والبهوات، ولاد الأصول هم الشرفاء من غير ادعاء، والنبلاء الذين في منتهى الاكتفاء، والحياة كفيلة إنها تعرفكم زمنهم من زمن غيرهم.