يشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة ؛ والحوثيين المسيطرين على عدة محافظات بينها ؛العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.
وحتى نهاية العام 2021، أسفرت حرب اليمن عن مقتل 377 ألف شخص؛ بشكل مباشر وغير مباشر.
وأكدت الولايات المتحدة دعمها، بقيادة جهود المبعوث الخاص تيم ليندركينغ، استمرار المشاركة الدبلوماسية بين الطرفين وجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج أنه "يتم بذل جهود مكثفة لدعم الأطراف في الوفاء بجميع الالتزامات التي تعهدوا بها عند اتفاقهم على الهدنة".
وكانت هذه الالتزامات وعدا بمزيد من الأمن، وبقدرة أفضل على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية، وبتحسين حرية التنقل داخل اليمن وإليه ومنه.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في 2 أبريل الماضي، بدء سريان هدنة إنسانية في جميع جبهات القتال في اليمن، إضافة إلى ترتيبات متعلقة بفك الحصار عن تعز واستئناف الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء.
بينما مجلس القيادة الرئاسي اليمنى يجدد التزامه بالهدنة الإنسانية والحوثيون يطالبون بعدم "تسييس" بنودها
إن المجلس ملتزم بالهدنة المعلنة مع جماعة الحوثي.
في حين أكد الحوثيون أن التعاطي مع البنود الإنسانية في الاتفاق يجب أن يتم دون تسييس؛وهناك تبادل للاتهامات بخرق الهدنة والتحالف يتهم الحوثيين بقتل عشرات المهاجرين.
واتهم الجيش اليمني جماعة الحوثي بمواصلة خرق الهدنة الإنسانية،
وإن جماعة الحوثي ارتكبت 165 خرقا للهدنة في جبهات مأرب والجوف وصعدة وحجة والحديدة وتعز والضالع
وأن الخروقات تنوعت بين محاولات تسلل، وإطلاق القذائف والطائرات المسيرة المفخخة على مواقع الجيش واستحداث مواقع وشق طرقات فرعية، واستقدام تعزيزات إلى مختلف الجبهات.
في حين قالت جماعة الحوثي إن قوات الجيش ارتكبت 103 خروقات للهدنة خلال الساعات الماضية في جبهات مأرب وحجة وصعدة والجوف والضالع. والخروقات تمثلت في تحليق طيران مسير وقصف مدفعي على مواقع مقاتليهم ومحاولات تسلل، بالإضافة إلى إطلاق النار باتجاه منازل مواطنين
بينما اتهم يمنيون في مدينة تعز المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالتواطؤ مع الحوثيين في حصارهم للمدينة والقصف المستمر على الأحياء السكنية.
إنهاء الحرب اليمنية ليست بالمسألة السهلة ؛ لما تلك المنطقة من تدخلات عربية ودولية وإيرانية، ومصالح ومطامع دول كبرى كلها تلعب داخل اليمن.
الخليج ليس لديه خيارات سوى وقف الحرب الدائرة في اليمن؛ وأن سياسة الإدارة الأمريكية ؛ تضغط على الدول المشاركة في التحالف العربي باليمن، ويحرص مجلس التعاون الخليجي؛ على وقف تلك الحرب تحت أي ضغط وبأي تنازلات.
ويعد اليمن بمنزلة البوابة الجنوبية الغربية لمجلس التعاون الخليجي،
وتعد دول الخليج العمق الاستراتيجي لليمن.
والمبادرة الخليجية عندما طرحت حلاً مناسباً في نظر البعض، إذ إنها تلبي مطلب الثوار المطالبين بتغيير النظام، وتحفظ القوى اليمنية من الانخراط في الصراع الدموي، كما تضمن وجود عملية انتقال سلس للسلطة برضا مختلف الأطراف اليمنية.
في 23 نوفمبر 2011، وكانت أولى مراحل تنفيذها تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت في الثالث من يناير 2012، برئاسة محمد سالم باسندوة، ثم أعقبها انتخابات توافقية فاز بها الرئيس عبد ربه منصور هادي، في الـ21 من فبراير 2012
وبموجب المبادرة خاض اليمنيون ماراثوناً لمدة عام فيما عرف بمؤتمر الحوار الوطني، خلال العام 2013، والذي خرج بوثيقة متكاملة للوضع في اليمن، وجرى الانقلاب عليها لاحقاً، مع إسقاط جماعة الحوثي للحكومة نهاية العام 2014 ؛بالتحالف مع الرئيس السابق صالح.
والمرجعيات الثلاث هي مخرجات كل من مؤتمر الحوار الوطني (2014-2013)؛
والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن.
إن دول الخليج العربي لها دور فاعل ومؤثر في اليمن طوال العقود السابقة، وذلك على الصعيد التنموي والسياسي وغيره،
فلا يمكن الحديث عن دور دولي في اليمن بمعزل عن دول الخليج، وفي الوقت ذاته لا يمكن أيضاً الحديث عن وساطة خليجية في اليمن بمعزل عن دور الفاعلين الدوليين، وخصوصاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كما يعكس الفراغ الأمني في اليمن مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي من فقد السيطرة على مضيق هرمز وخليج عدن ومضيق باب المندب، وتحولها لمخاطر العمليات الإرهابية من القرصنة البحرية؛وهو ما لجأت للسيطرة عليه منذ بدء الحرب، في مارس 2015.
يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم، من قتل وجرح آلاف المدنيين ونزح مئات الآلاف من منازلهم
والأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وأن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة.
التعليقات