الإخلاص في العمل من أعظم الأمور التي يجب الالتزام بها؛ لما لها من أثر طيب في حياة الفرد؛ والمجتمع بأكمله ويبدأ إخلاص الإنسان؛ بأن يكون مخلصا لربه في قيامه بالعبادات على أكمل وجه وأفضل صورة؛أما العمل الذي يكون خالصا لوجه الله تعالى؛ فيكون مثمرا حتى لو كان صغيرا أو قليلا ؛المهم أنه لم يخالطه أي نية لغير الله تعالى ولهذا فإنه طريقة للوصول إلى العمل المتقن الذي لا تشوبه شائبة أبدا.
الإخلاص في العمل من صفات المؤمنين الصادقين؛ الذي صدقوا عهدهم ووعدهم مع الله تعالى ؛خاصة أن المخلص في عمله ؛سواء كان هذا العمل عبادة أم عمل وظيفي لا يلتمس إلا رضا الله تعالى.
ولا يطلب الثناء والمدح من أحد أو من باب التفاخر؛ وهذا بحد ذاته يجعله قويا وواثقا من نفسه؛ لا يهمه العباد بقدر اهتمامه برضى الله وحده؛كما أن الإخلاص من مكارم الأخلاق التي أمر الله تعالى الالتزام بها.
ان الإسلام اهتم بالعمل ورفع من قيمته فى المجتمع؛ لأنه الأساس الأول فى بناء الأمة؛ وتحقيق نهضة الشعوب والمجتمعات المعاصرة.
فالعمل هو فريضة إسلامية؛ حيث يحث على الانتاج والكسب المشروع ممايعود بالنفع على المجتمع ؛من زيادة النشاط الاقتصادى؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(اذا اقامت الساعة وفى يد احدكم فسيلة فان استطاع ان لا يقوم حتى يغرسهافليفعل ) .
ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكليف العامل ؛ماليس من اختصاصه تجنبا لسوء الأداء؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )رواه البخارى.
وامر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بإختيار الأكفأ ؛لتجنب الإساءة إلى الجودة ؛كما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم إتقان العمل؛ فى جميع نواحى الحياة حسب شرع الله ووفق الأسس الفنية للاداء .
ويقول صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحب من العامل إذا ماعمل ان يحسن ) رواه البيهقى؛
والإخلاص فى العمل فرصة سانحة للأمة الإسلامية ؛حتى تتقن عملها وتجوده لتلحق بغيرها من الامم.
فإتقان العمل فريضة إسلامية ؛تكاد تكون غائبة عن مجتمعاتنا؛ مع ان القران الكريم يقول :(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) .
ولقد هدف الإسلام إلى بناء امة ؛واثقة فى يومها مطمئنة ؛فى غدها ينعم أفرادها بالهدوء والسكينة؛ حينما يربى الأفراد على الأمانة فيؤدونها حق الأداء ورعاية الذمم ؛وحفظ الحقوق التى هى من الركائز الأصلية فى بناء المجتمع.
ونحن ندرك ان الإسلام أمرنا بان نتخذ من أنفسنا رقيبا يعصمنا من الزلل؛ فنؤدى الأمانة ونتقن العمل؛ويجب أن يكون الدافع والحافز على إتقان العمل وتحسينه عبادة لله وطاعة.
والإسلام يهتم دائما على رفع مستوى الإقتصاد؛ بالنسبة للإنسان؛ ولا يأتى ذلك إلا بالمزيد من العمل والجهد المتواصل.
ومطلوب نعمل بجهد أكثر حتى نحقق الكرامة ؛ ونتغلب على المشاكل الموجودة حاليا وهى الفقر والأمية.
ولو أخلص جميع الناس في أعمالهم ؛لسارت عجلة التطور بشكل أسرع خاصة في العمل الوظيفي ؛الذي يجب أن يؤديه أصحابه بإخلاص تام وإتقان كامل حتى يكون صحيحا دون أخطاء.
فالإخلاص فى العمل من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية ؛ التي يخلص أبناؤها في خدمتها تكون متطورة؛ لأن الجميع فيها يعملون بمثابرة واجتهاد؛ ويكون هذا العمل نابع من أعمالنا
فالأمن والسكينة هو شعاع يضيء في الظلمات وينير المعالم؛ ويوضح السبل تنمو به شجرة الحياة يرتفع به صرح العمران .
يذوق به المرء طعم السعادة ؛يحس به بهجة الحياة إنه قوة دافعة تشرح الصدر للعمل؛ تخلق دوافع الكفاح من أجل الواجب؛ تبحث النشاط في النفس والبدن تدفع الكسول إلى الجد وتحفز الناجح إلى مضاعفة الجد.
فالثقة بالله أزكى أمل والتوكل عليه أوفى عمل؛ والأفضل دائماً أن نتطلع للأمام بدلاً من النظر إلى الخلف.
إن الناس اليوم بحاجة إلى من يبث في نفوسهم الأمل والعمل وييسر لهم طريق الخير بتعزيز استحضار النماذج المشرقة .لنقوى ولنتحدى العقبات ونحن نؤمن أن الله تعالى سيقدم لنا كل الخير والرزق والعطاء الذي نتمناه وأكثر من ذلك بكثير .
التعليقات