الفنانة مها صبرى من أشهر المطربات في فترتي الستينات والسبعينيات؛ أعطاها الاسم الفني عبد السلام النابلسي؛ وغنت معه في مجموعة من الأفلام؛ وتعاونت أيضا مع عدد من النجوم مثل حسين صدقي وإسماعيل يس.

الفنانة مها صبري من مواليد 22 مايو 1923، حي باب الشعرية بمحافظة القاهرة؛ عشقت الغناء منذ طفولتها ؛دون أن يخطر ببالها أنها ستصبح مطربة وممثلة مشهورة ، اكتشفتها المنتجة ماري كويني عام 1959، وقدمتها للمرة الأولى في فيلم "أحلام البنات" مع الفنان رشدي أباظة.

 وبوساطة من الفنان محمد فوزي، توجهت إلى الإذاعة؛ حيث قدمها المخرج محمد سالم في برنامج بعنوان "البيانو الأبيض"، وغنت لأول مرة "ما تزوقيني يا ماما"، وهي الأغنية التي صنعت شعبيتها في الشوارع المصرية. 

 حيث ظهرت مها صبرى  كعروس ترتدي فستان الزفاف خلال أحداث فيلم "منتهى الفرح" عام 1963، وظهر خلاله عدد من المطربين بشخصياتهم  الحقيقية.

 أبرزهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، صباح، شادية، ملك العود فريد الأطرش، بجانب فؤاد المهندس، نجوى فؤاد، للمخرج محمد سالم، سيناريو وحوار جليل البنداري "سامعة ياماما.. الناس بترقص على شاني.. شايفة ياماما طويل أوي فستاني".

فقد جمعت الفنانة مها صبري، بين جمال الصوت والمظهر وخفة الظل، ومع ذلك لم تنل نفس حظ النجمات الأخريات في هذا التوقيت.

 وكان رصيدها الفني لا يتجاوز 21 فيلما سينمائيا منها أولى أفلامها "أحلام البنات" عام 1959، وأفلام "عودة الحياة، حسن وماريكا، لقمة العيش، حب وعذاب، حب وحرمان، أنا العدالة، حلوة وكدابة، حكاية غرام،  تنابلة السلطان، القاهرة في الليل، حكاية العمر كله، العمر أيام، دنيا".

 والعمل الدرامي الوحيد مسلسل "ناعسة" عام 1970.ولكن أبرز أدوارها السينمائيه دورها في فيلم" بين القصرين "، ذاك الدور الذى أثبتت موهبتها المميزه.

 وكان مدربها على الغناء في هذا الفيلم المطرب والملحن سيد مصطفى صاحب أوبريت (الجوز الخيل والعربية)؛ ومن الأفلام الأخرى التي شاركت فيها إسماعيل يس في السجن، كما شاركت المطرب ماهر العطار فى البرنامج الاذاعى ( امطار الربيع).

وعن رحلة الحج الأخيرة فى حياتها تحدثت مها صبري قائلة:" أنا قصتي الإيمانية بدأت من زمان أوي و أنا طفلة لأن أمي كانت امرأة متدينة و هو ديماً الدين بيطلع من البيت.

 والتربية من الأم  وكانت دائماً تعرفنا الحلال من الحرام ، لأن حكاية حجتي بتخليني أكد الكلام ده لأنى مكونتش ناوية أحج السنة دي.

 وأنا عشت سنة صعبة جداً و مرضت فيها أوي و عملت عملية و كنت في غيبوبة لمدة 3 أيام مش حاسة بالعالم كله و كنت سعيدة أوي أني كنت مع الله".   وقرأت في الجرنال إنه تم قفل باب الحج و بعد ذلك الحاجة الشاعرة  "عليا الجعار" زارتني في بيتي وهى ست متدينة وطيبة جداً .

و قالت لي في رسالة أنا جيالك من أجلها و هى أنك تطلعي الحج معايا السنة دي و قولتلها يا حاجة أنا مقدرش أطلع الحج هذا العام لأني تعبانة و لسه عاملة عملية و الدكاترة كانت قيلالي مش هترجعي كويسة إلا بعد سنة وقالت طيب  ومشيت".

 وقالت مها: جاء أبني، وسألني أنتي شايلة هم الطيران قلت له أه مفيش تذاكر و رد أبني قال لي لو جبتلك تذكرة؟، قلت له تبقي جدع، و بعد ما نزل من عندي كلمني في التليفون.

 و قال لي انا حجزتلك التذكرة ، وكانت مشكلتي في التأشيرة  وكلمت الحاجة " عليا الجعار"  وقلت لها أنا فكرت  وهطلع الحج ،   وأشترينا ملابس الاحرام   ووصلنا المدينة  ومنها إلى مكة".

 توفيت المطربة مها صبري في يوم 16 ديسمبر عام 1989عن عمر يناهز 57 عاما.