بعد هزيمة 67 سألوا الموسيقار محمود الشريف عن تحليله لأسبابها؟ قال لهم كرة القدم والحشيش وأم كلثوم، جمع الشريف فى جملة واحدة أغانى (الست) والحشيش.
أتذكر أن الموسيقار جمال سلامة سألوه عن تحليله لإنجاز موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب قال لهم (الريس متقال) أكثر ثقافة من محمد عبدالوهاب.
هذه المانشيتات وغيرها، بلغة هذا الزمن تعتبر (تريند)، وفى العادة تكافئ النقابة الصحفى على السبق، ولم نسمع أبدا، طوال التاريخ، أن نقابة الصحفيين راجعت صحفيا فى حديث موثق، لمجرد أن الرأى كان عنيفا أو حتى متطرفا.
أعدت الاستماع إلى حوار الشيخ مبروك عطية مع الإعلامى شريف عامر على (إم بى سى)، حتى أفهم سر غضب نقابة الإعلاميين- التى لاتزال تحت التأسيس- مطلوب قطعا نقابة تحفظ حقوق العاملين بالمهنة وتردهم لو أخطأوا، الشيخ مبروك قال إن شرط الزواج الصحيح هو توفر (الباءة)، مستندا إلى الحديث الصحيح (من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، وشرح أن معناها القدرة المادية والجسدية والنفسية.
وخلص من ذلك إلى أن عدم توفر هذا الشرط يجعل الزيجة باطلة، مفهوم الباءة مثل العديد من التقييمات الأخرى نسبى جدا، ولأننا- أقصد الأغلبية- من الفقراء فإن ثلاثة أرباع الزيجات حرام، هذا ما خلص إليه الداعية. لم يكتف شريف عامر بتلك الإجابة الساخنة، وأخذ يناقشه ويراجعه، والشيخ مُصر أنه (حرام) شرعا.
هل كان عليه أن يطرد الشيخ الفقيه من الاستوديو، أم أن عميد كلية (أصول الدين) السابق يتحمل المسؤولية أمام الرأى العام، وأيضا أمام الأزهر الشريف، فهو إحدى المرجعيات فى الفقه الإسلامى؟.
ما الذى دفع الشيخ الجليل إلى تلك الذروة، هل هى الرغبة فى ركوب (التريند)؟، إنه أكثر داعية فى السنوات الخمس الأخيرة (تريند رايح جاى)، شاهده مثلا وهو على الرصيف يقلى الطعمية، أو يهاجم امرأة تقول لا أحب زوجى، فينهرها قائلا (احمدى ربنا إنه أساسا بيبص فى خلقتك)، أو تلك التى تسأله عن زوجها الذى سيتزوج عليها فيقول لها (وماله والشرع يسمح له بأربعة)، لديه خطاب يلقى صدى طيبا من المؤسسة الدينية الرسمية، وأيضا عند قطاع معتبر من المصريين. لا يكف مولانا عن التلاعب بالحروف والكلمات، وأيضا بالوردة فى يده، التى أصبحت من معالمه، مثل قبعة زاهى حواس وعصا توفيق الحكيم.
الشيخ مبروك يعبر قطعا عن قناعاته وهو ابن شرعى للإعلام المصرى، الذى رحب به فى الماضى كثيرا، خاصة بعد أفول نجومية أغلب الدعاة الذين سبقوه للميديا.
هل استمع الشيخ مبروك إلى أم كلثوم وهى تردد (خدنى لحنانك خدنى عن الوجود وابعدنى)؟، هل استمع إلى فريد الأطرش وهند رستم فى دويتو (أنا وانت وبس) الذى يقول أحد مقاطعة (لقمة صغيورة تشبعنا عش العصفورة يقضينا)، أو من الممكن أن يهاجر المحبون إلى (كوكب تانى) مثل مدحت صالحف ولن يطالبه أحد بتأثيث شقة الزوجية.
تلك هى المشكلة (على رأى عمنا شكسبير)، أين هو الفقيه الذى يمتلك مرونة ورحابة وعصرية فى قراءة النص؟، لتصبح (الباءة) ممكنة وحلالا للجميع، هذه كانت قناعات مبروك عطية، فما هو الخطأ بالضبط الذى أقدم عليه شريف عامر؟!.
التعليقات