فى مهرجان أسوان جاءت البداية لاستعراض القوة (هشتاج) أبعدوا إبراهيم عيسى، وكالعادة حصل على التأييد، البعض وجدها منطقية، وصدقها من يشكك فى ديننا، لا مكان له بيننا.
الكرة كانت فى ملعب إبراهيم، إدارة المهرجان، لم تطلب شيئا مباشرا، ووجد إبراهيم أن الوقت يداهمه، فلم يبق على الافتتاح إلا ساعات، وعليه أن يسارع أولا بإطفاء النيران، والحل أن يعتذر عن رئاسة لجنة تحكيم الفيلم المصرى، عندما اقترح ذلك لم يجد ممانعة من إدارة المهرجان، ووصلت الرسالة، لا داعى الآن للدخول فى معركة.
هذا هو الخطأ الأول، عندما تغيب الاستراتيجية، يمنحون لهؤلاء سلاحا، يقولون لهم أنتم تملكون القرار.
هل كل من طالب بمقاطعة (أسوان)، سلفيين وأخوانا، توافقوا على نفس الهدف؟. هناك فريق أراه الأكبر فى العدد، وهو امتداد لحزب الكنبة بعد التعديلات، لا يجهد نفسه فى التفكير والسؤال، يأخذ فقط العنوان، فلان يشكك فى ثوابت الدين إذن فهو يستحق الإقصاء، هل تأكدوا من شىء؟، أبدا، هل استعادوا مثلا التسجيل؟، أبدا أبدا.
من الذى تقع عليه المسؤولية ومنوط به إصلاح الحال؟، إنها الدولة، لأننا نتحدث عن ثقافة مجتمع، صارت عيناه فى أذنيه، يتناهى إلى سمعه شىء ما، فيبدأ على الفور فى التعامل معه باعتباره حقيقة، لا تحتمل المراجعة.
على الجانب الآخر وفى نفس الليلة التى اعتذر فيها إبراهيم عن مهرجان أسوان، شاهده الملايين على الهواء فى قناة (القاهرة والناس)، رغم أنهم طالبوا بمقاطعة (القاهرة والناس)، وهذا يؤكد أنهم غير قادرين حتى على تنفيذ شىء.
كان إبراهيم مباشرا، فهو لم يرتكب أو يتفوه بشىء ينبغى الاعتذار عنه، فقط شرح للناس ما الذى قاله بالضبط، هل تقبل الناس المنطق بمنطق؟، مؤكد وصلت الرسالة للبعض، والمؤكد أيضا أن هناك من يحرص على زيادة مساحة الفتنة، وصب الزيت على النيران، وهؤلاء يملكون ورقة فى أيديهم (الحزب إياه) المنبثق عن الكنبة، لأنه من الممكن أن ينتقل من هنا إلى هناك بمعدل (فيمتوثانية).
هل تراجع بعض الزملاء الذين وجدوها فرصة لتصفية إبراهيم، وإقصائه؟، تواجده أمام الشاشة مساء، وقبلها خلف الميكروفون فى الصباح، إشارة واضحة أن داخل الدولة رأيًا يريد فعلا إعمال العقل، وعدم الاستسلام المطلق لكل ما هو فى التراث.
إلا أن هناك من يقف على الشاطئ الآخر، وعليهم أن يؤكدوا من منابرهم، أن إعمال العقل مرفوض، ويبقى المجلس الأعلى للإعلام الذى يرأسه الكاتب الصحفى كرم جبر، هو جهة التحقيق المتخصصة، أتصور أنها بعد مشاهدة الحلقة، ومتابعة كل الملابسات، سترفع خلال ساعات الظلم عن إبراهيم.
ما تابعناه فى العديد من الممارسات السابقة، هو مجرد إخفاء للتراب تحت السجادة بدلا من فعل المواجهة.
هل معنى ذلك أن كل من يطالب بتجديد الخطاب الدينى على صواب مطلق فى كل ما ينطق به؟، قطعا لا، ولكن علينا إحياء القاعدة الأساسية، (من اجتهد وأصاب فله أجران، ومن أخطأ له أجر).
هم يريدون بث الرعب فى القلوب حتى لا يفعلها أحد ويجتهد، واثقين أن وراءهم (الحزب الكنباوى المعدل)، ولهذا فإن المعركة لا تزال مستمرة.
التعليقات