الفنان الكبير أحمد مظهر عرف بوسامته وبساطة أداءه؛ خلال مسيرة فنية امتدت إلى 49 سنة؛ جسد خلال تلك المسيرة أدوارا متميزة باعتباره من أهم نجوم السينما المصرية والعربية.
لقب بـ(فارس السينما) في عصرها الذهبي؛ و(البرنس) حيث قدم أدوارا عديدة متنوعة، بين الرومانسية والدينية والوطنية؛ حتى الكوميدية وارتبط اسمه بالأدوار التاريخية؛ والتي تألق فيها وعلى رأسها فيلم (الناصر صلاح الدين) وفيلم (الشيماء).
وعندما اندلعت ثورة 23 يوليو عام 1952؛ لعب دوراً مع زملائه في أحداث الثورة؛ رغم انه لم يشارك في قيادتها مع أبناء دفعته؛ حيث كان خارج البلاد لاشتراكه في
في 8 أكتوبر 1917 .
ولد أحمد حافظ مظهر في حي العباسية بمصر؛ وتخرج في الكلية الحربية عام 1938؛ وضمت هذه الدفعة؛ الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات وثروت عكاشة وعبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين .
وكان شخصا وطنيا؛ ومخلصا لتراب بلده؛ حتى إنه شارك في حرب فلسطين 1948 ؛والحرب العالمية الثانية ؛وتدرج (مظهر) في الوسط الفني من بوابة الفروسية ؛ عندما اختاره المخرج إبراهيم عز للمشاركة بدور (ممثل) يجيد ركوب الخيل في فيلم (ظهور الإسلام) إنتاج عام 1951.
وفي عام 1956 ؛رشحه صديقه الضابط بالجيش الأديب الكبير يوسف السباعي لتجسيد شخصية (البرنس علاء) في فيلم (رد قلبي)؛ ونجح مظهر في استثمار الفرصة بشكل جيد.
والفارس الفنان احمد مظهر كانت هوايته المفضلة ؛وهي التمثيل وحضور المسرحيات بصفة منتظمة ؛وكانت أولى تجاربه مع الفن من خلال مشاركته الرمزية في مسرحية "الوطن"؛ من إخراج زكى طليمات وفى بعض أعماله الفنية الأولي كان يكتب اسمه (حافظ مظهر)؛وعمل سكرتيرا عاما بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ؛وتفرغ عام 1958للعمل فى السينما.
وقدم مظهر أعمالا مهمة؛ فمن الصعب أن تسقط من ذاكرة المشاهد افلام مثل؛ الفيلم التاريخى (الناصر صلاح الدين)؛ الذى يركز اهم الشخصيات فى التاريخ الاسلامي وهو صلاح الدين الايوبي ويوصف لفترة هامة وهى تحرير بيت المقدس من الصليبيين والقصة كتبها الأديب يوسف السباعى وفيلم ( الشيماء) وفيلم (العتبة الخضراء)؛ و (لصوص لكن ظرفاء) و (شفيقة ومتولي ) و (القاهرة 30)؛ و( جميلة بوحريد )و(إسلاماه) و(العمر لحظة) و(لوعة الحب) و(الأيدى الناعمة) و(لن اعترف) ؛و(الجريمة الضاحكة)و(نادية) و(دعاء الكروان) و(الطريق المسدود) و( طريق الأمل )؛و ( الليلة الأخيرة ) و(الزوجة العذراء)و(لن اعترف)؛و(إمبراطورية ميم وغيرها من الأعمال الفنية الناجحة.
كانت المتعة الوحيدة للفنان أحمد مظهر ؛هي الجلوس على المقهى مع أصدقائه (شلة الحرافيش )؛ كما أطلق عليها وكانت تضم نجيب محفوظ ؛وصلاح جاهين وتوفيق صالح وعددا كبيرا من رجال الأدب والصحافة في ذلك الوقت ؛واعتادوا إن يجتمعوا دائما على مقهى الفيشاوى بالحسين ومقهى على بابا
وبدأت العلاقة بين مظهر ونجيب محفوظ منذ عام ١٩٤٣م؛ قبل أن يخوض مظهر المجال الفنى ؛
وقال احمد مظهر عن صداقته للأديب العالمى نجيب محفوظ: ( هو صديقى الأول ولا يعلو عليه أحد فى قلبى ).
وخلال تألقه اللافت وإتقانه لأكثر من لغة رشحه الفنان العالمي بيتر جريفر؛ للمشاركة معه في الفيلم عالمي؛ وبالفعل قام بالمشاركة ببطولة الفيلم عام 1981؛وقدم خلاله شخصية رجل عربي؛ ولكنه لم يوافق علي الاستمرار في تقديم أعمال عالمية أخرى وذلك حتي يظل بجانب أسرته بالقاهرة.
وبلغ رصيد احمد مظهر من الأفلام السينمائية 135 فيلماً؛ كان آخرها في عام 1994م؛ عندما شارك نبيلة عبيد وصفية العمري وفاروق الفيشاوي بطولة فيلم (عتبة الستات)؛ قصة وسيناريو وحوار محمود أبوزيد وإخراج علي عبد الخالق
ودخل أحمد مظهر مجال التأليف والإخراج السينمائي؛ وكانت أول أعماله كمؤلف فيلم (الضوء الخافت)؛ للمخرج فطين عبد الوهاب في عام 1961 ثم قدم (نفوس حائرة) ؛وبعدها جاءت تجربته الأخيرة في كتابة السيناريو والإخراج من خلال فيلم (حبيبة غيري) بطولة نادية لطفي وناهد شريف ويوسف شعبان ويوسف فخر الدين.
وفي مجال التليفزيون قدم احمد مظهر سلسلة من المسلسلات الناجحة كان من أهمها: (حكاية وراء كل باب) ؛مع الفنانة فاتن حمامة وهي حلقات متصلة منفصلة ثم اشترك معها أيضا في حلقات (ضمير ابلة حكمت)؛ وشارك أيضاً يسرا في بطولة (سيدة الفندق) وقدم مع يوسف شعبان وجورج سيدهم وسمية الألفي حلقات (عزبة القرود) وشارك في مسلسل (ليالي الحلمية) .
وبلغت أعماله أكثر من 20 مسلسلاً درامياً للفيديو ونال في معظمها جوائز وشهادات تقدير؛ من عدة مهرجانات دولية ومحلية؛ ثم قدم أيضاً ثماني مسرحيات اثبت من خلالها انه ممثل شامل قادر على أداء جميع الشخصيات التي تسند إليه.
ونال أحمد مظهر تقدير الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات ؛حيث قلده الأول وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1969م وكرمه الثاني أيضا بوسام آخر رفيع في احتفالات مصر.
ونال أكثر من 40 جائزة محلية ودولية على مدى مشواره الفني الطويل ؛من أهمها جائزة الممثل الأول في فيلم (الزوجة العذراء)؛ وحصل على جائزة في التمثيل عن دوره في فيلم( الليلة الأخيرة)؛ كما تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وفي الثامن من شهر مايو من عام 2002 ؛توفي الفنان الكبير أحمد مظهر عن عمر ناهز 85 عاماً؛ بعد رحلة فنية حافلة؛ بالأدوار التي لازالت تشكل علامة فارقة في الفن المصرى والعربي.
التعليقات