بين الحين والآخر يعيد (اليوتيوب) لقاءات نادرة، وفى العادة يتم التقاط رأى ساخن، تلك (القفشات) تحظى عادة بنهم الناس وتندرهم، على طريقة (صدق أو لا تصدق).
المطرب محرم فؤاد انطلق عام 58 بعد 5 سنوات من نجومية عبدالحليم، محققا شهرة عريضة، بينما ظل حليم هو (الألفة) والعنوان، حتى رحيله عام 77، عاش محرم بعده نحو ربع قرن، وكانت له بين الحين والآخر حوارات ساخنة، مثل الذى أجراه معه الإعلامى عمرو أديب، أكد محرم أن على الحجار لا يصلح كصوت منفرد، فهو لا يمكن أن يتجاوز مكانته كأحد أفراد (الكورال)، بينما ينصح هانى شاكر بأن يغنى فقط للأطفال.
الزمن طبعا أكد أن الحجار صوت له مذاق ورصيد ضخم من النجاح، بينما هانى شاكر لايزال حتى الآن فى الساحة نحو نصف قرن مطربا عاطفيا، ولا أتذكر له أغنية واحده قدمها للأطفال!!.
من الممكن مثلا التفسير بأن محرم غضب من رأى ردده عنه هانى أو الحجار، وأراد أن يرد الكلمة بأسوأ منها، ومن الممكن أيضا اعتبار أن هذا هو رأى محرم أراد إعلانه للجميع.
لا يحتل هذا التسجيل المكانة الأولى على (النت)، يسبقه لقاء نادر للفنان الكوميدى الكبير عبدالسلام النابلسى، ملحوظة أتحمل مسؤوليتها، نصف ضحكات سينما (الأبيض والأسود) كان مصدرها النابلسى، خاصة تلك التى شارك فيها بأداء دور صديق البطل مع فريد الأطرش أو عبدالحليم حافظ، أو تلك الثنائية الناجحة التى جمعت بينه وبين إسماعيل ياسين، ورصيده يصل إلى نحو أكثر من 150 فيلما، أشهرها دوره الذى لا ينسى (حسب الله السادس عشر) قائد الفرقة الموسيقية النحاسية مع حليم وصباح وزينات صدقى فى (شارع الحب).
النابلسى لديه حس أدبى يكتب خواطر، وله محاولات فى الكتابة الصحفية، ويقرض الشعر، فى التليفزيون اللبنانى استضافته الإعلامية الكبيرة ليلى رستم، نهاية الستينيات، حيث إن ليلى رستم متعها الله بالعافية قضت ولاتزال جزءَا كبيرا من حياتها الشخصية والمهنية فى بيروت.
رحل عبدالسلام النابلسى عام 68 وأظن البرنامج سُجل قبل أن يودعنا بأشهر قليلة، كان النابلسى قد فر من القاهرة إلى لبنان بسبب ملاحقات مصلحة الضرائب، بدأ النابلسى فى إلقاء قصيدة عن فيروز تحمل إشادة لجارة القمر، يقول مطلعها (تراتيل قديسة وأصداء كنيسة) وينهيها بهذا البيت (هى فى جبين لبنان غُرة/ وعلى صدره دُرة)، لكنه يضيف بعدها هذا البيت (آه لو أطلقت لصوتها عنانه/ ودعمت بالطرب الشرقى كيانه)، تناول النابلسى الصوت المصطنع الذى تؤدى به فيروز أغانيها، وأكد أنه قال ذلك للأخوين عاصى ومنصور الرحبانى، وأيضا لفيروز شخصيا، بينما دافعت عنها بكل قوة ليلى رستم، وقالت الناس تحب فيروز كما هى فيروز.
عبدالسلام النابلسى لم يتمسك كثيرا برأيه أمام اعتراض المذيعة، وفيروز لاتزال ليس فى لبنان فقط، لكن فى عالمنا العربى كله غُرة، وعلى صُدورنا جميعا دُرة، والنابلسى الشهير بـ(حسب الله السادس عشر) لايزال هو إكسير السعادة الذى ينعش قلوبنا بأصدق الضحكات، الاختلاف فى الرأى وارد حتى مع صوت السماء فيروز، بينما لم تعد آذاننا فى هذا الزمن تطيق الاستماع سوى لآرائنا!!.
التعليقات