أنت لاجئ في قلب أحدهم.
تصطحبه ولا تمتلك منه شئ، تقف على أعتابه ولا تملك دخولاً كاملاً أو خروجًا آمنا.
حجرات قد لا تناسبك يومًا بعد أن أمضيت فيها عمرًا ظننته كاف للاستمرار.
أتعجب من أمر الحب تعيش به وعليه ولا تَأتَمِنه. لماذا لم يُخلق الحب ليبقى دائمًا؟ لماذا علينا أن ننتظر عمرًا لنرى جواز مرورنا؟ لماذا لا يكون الحب حقيقة ثابتة داخل أجسادنا مثل التنفس فلا نستطع الحياة بدونه؟ ولماذا قد تفقد أملك وأنت تمضي في طريق تظن من خلاله أنك آمن؟
هل حقًا يحيينا الحب أم يقتلنا يوميًا ببطء؟ تحتاج عمرًا لتجيب عن سؤالك. نعم فلكل منا إجابته الخاصة، ولكننا نشترك فقط في حيرتنا.
سنوات العمر تقضيها لاهثًا على إجابة تجيز لك مرورًا آمنًا لمراحل العمر، فهل حقا هناك من اطمئن وطاب قلبه؟
يناسبني جدًا "النَعَم"، لكنها إجابة يعتريها التغيير.
الله وحده يملك القلوب، وهو من يحتفظ بالإجابة لديه عن سؤالك.
حصولك على جوابًا يعني أنك اجتزت اختبار مطولاً، فُرز قلبك وناضل للبقاء في عمر أحدهم، واختار كل منا نهاية تناسبه.
يبقى سؤالاً واحدًا، استمرارية اللجوء الآمن، هل هي بيدي؟
حقًا لا أعرف، وأخشى من الجواب.
فأنت في حرب ضروس مع نفسك، مع شريكك، مع مجتمعًا حولك، به من المغريات ما يمكنها أن تحول بين أحلامك وأمانيك وعمرا أفنيته وأغْنيته وارتضيت به.
تجتهد في عمر أحدهم، تَصْدُقه القول والفعل بالحب والمودة، ورغم ذلك قد لا يُكتفى بك.
هل وقفت يوما تُحدث نفسك ثم تقبلت أنك أخطأت؟ هل صَدَقْت مع روحك وقت جُرحت؟ وهل ناضلت في الإتجاه الصحيح؟
لا أحد منا بلا تجارب قاسية وإن بدا له أنه على ما يرام. حقيقة أنك تعيش ولا تستطيع أن تمتلك شئ في دنياك، هي عن جد قاسية.
نحن نوهم أنفسنا أن لدينا من المال ما يغنينا، ونمتلك من الجمال ما يُنْجينا، وأن الحب الذي ننعم به دومًا سوف يبقينا.
كلها يا عزيزي فقط أملاك صورية لك، فأنت عابر سبيل في حياتك وحياة أحدهم.
أنت مُخَيّر في لجوئَك داخل قلب أحدهم، ومُسَيّر تماما في بقائك بداخله. وما بين الإثنين يأتي اختبار عمرك.
قاسية، لكنها الحقيقة. لا أحد يستحق ألا ينجو، إنما هي أقدار قد لا نستطيع هروبًا منها.
لكن إياك أن تركن أبدًا إذا بدا لك الشط هادئا؛ فمَد البحر يغرقك وجَزْره يجفف قلبك، والإلمام بتوقيتك المناسب لمعاودة التجديف فيه كل النجاة.
رأيت في منحنيات عمري أن الصدق مُنَجي وأن جهدًا تبذله في موضعه الصحيح دومًا لا يضيع؛ هنالك فضلت أن أعيش مؤمنة بأن مروري في عمرك سينتهي بخير.
التفاؤل بالخير ينعش القلوب ويدفئها؛ سيمر العمر بك أهدأ لو عشت أيامك وأنت على يقين أن الله سيحميك.
نجِ قلبك بأمان تصطنعه حتى يُصنع لك، ففي أغلب أحوال دنيانا يأتي الفرج أمنًا من حيث لا نحتسب.
لن تمتلك يومًا مصيرك لكنك قادر على المشاركة في صناعته، هنا أنت تبني أمانك وأملك في الاتجاه الوحيد الصحيح.
ما دمت أعيش، فسوف أحيا وأنا على يقين من أمان الصحبة وسلامة الوصول، لو كتبت لي النجاة فقد فزت ولو لم تكتب فقد سعيت بحب لإقامة حياة.
وفي النهاية، كيف عساني أطمئن؟
اجتهد قدر استطاعتك، كما لو كنت تحاول أن تنجو إذا بدا لك أنك تغرق الآن!!
لا تترك باب للحب لا تطرقه بقوة وصلابة واقتدار. عَرِف نفسك جيدًا في قلب من أحببت وصِرّ على إقامتك داخله للأبد، ثم استمر واستثمر ببث اللطف والود بداخله على الدوام.
أنت لا تعرف حقًا أي باب يفتح لك، فإذا أخذت جنسيتك فقد أمِنْت، وإذا لم تأخذ يكفيك دومًا أنك كنت صلبًا وحاولت.
التعليقات